خبراء يحذّرون من تدمير ممنهج للأهوار يهدّد الإقتصاد والبيئة

مواطن ميساني ينقل صورة مأساوية عن جفاف نهر الكحلاء

بغداد - ابتهال العربي

ناشد مواطن ميساني، إدارة المحافظة والجهات المعنية، بمعالجة ازمة الجفاف في ميسان، نتيجة نقص امدادات المياه. ونقل المواطن معاناة أهالي ناحية ابي هشام بقرية أبو خصاف في المحافظة، عبر فيديو قصير على مجموعة واتساب تابعته (الزمان) امس عن (الواقع المأساوي الذي يعيشه الاهالي بسبب شح المياه، وجفاف المنطقة لاسيما في نهر الكحلاء)، وأوضح الفيديو ان (النهر جاف تماماً منذ مدة طويلة، والذي عده المواطن اهمالاً واضحاً من قبل الجهات المعنية، مطالباً بدعم الواقع المائي في ميسان والمحافظات الجنوبية).

حلول فورية

ودعا المواطن محافظ ميسان حبيب الفرطوسي والموارد المائية الى (ضرورة وضع حلول فورية لايصال مياه الشرب للاهالي، ومعالجة العجز المائي بالمنطقة). من جهتهم وصف خبراء في المياه والبيئة، اهمال الحكومة لواقع شح المياه في العراق لاسيما جنوبه بالتقصير المتعمد، مشيرين الى عدم إيجاد حلول مناسبة على ارض الواقع. وذكر خبراء في احاديث لهم على ذات مجموعة الواتساب ان (الخطوات الي تتخدها وزارة الموارد والجهات الساندة لا تتناسب مع حجم الازمة)، مشددين على (ضرورة ان يكون لدى الحكومة بعد نظر نحو الازمة واثرها المستقبلي على واقع الزراعة والبيئة والثروة الحيوانية)، وذكروا امس ان ( التعاون بين الجهات المعنية يتوفر بوجود دولة ومسؤولين هدفهم حماية مصالح البلد، ومحاسبة من يعبث بموارده)، مطالبين بان (يكون هناك تعاون حقيقي نوعي الى جانب الاستعانة بخبراء المياه والبيئة)، وبينوا ان (تدمير الاهوار عمل ممنهج شاركت به جهات خارجية وداخلية، وخططت لسنوات طويلة لغرض تجفيف الاهوار)، بحسب تعبيرهم، وأضافوا انه (عملت تلك الجهات على توجيه الرأي العام وانظار العالم على جزء بسيط، كما عملت الوزارة على دعم ذلك الجزء واهملت هور ابو زرك والحمار والحويزة)، لافتين الى (وجود تخطيط لتدمير بيئة العراق). وقال الناشط البيئي، قاسم المشاط في تصريح امس انه (عندما نتحدث عن الاهوار نتحدث عن الاقتصاد)، مبيناً انها (منطقة اقتصادية مهمة للعراق وليس فقط لسكان الاهوار)، مشيراً الى انه (خلال 2020، كان نهر الحويزة يصدر أطنان الأسماك يومياً، وخاصة سمك البني)، وأوضح المشاط ان (الأسواق المحلية اصبحت مكتفية من الثروة السمكية، وبأسعارها المناسبة لجميع الطبقات الاجتماعية، بحيث لم يعد للمستورد مكان، كما انتعشت الثروة الحيوانية ومشتقاتها من الحليب واللحوم)، منوهاً ان (الاهوار مكون على صلة وثيقة بالجانب السياحي والعملة الأجنبية والمطاعم والفنادق، واليد العاملة، لان سكان الاهوار يعملون بالصيد، وكان يتوفر لهم يوميا مبلغ مالي لا يقل عن 300 ألف، وبعضهم يصل إلى 500 ألف)، وفقاً لما افاد، وتابع انه (بعد تجفيف اهوارهم بشكل متعمد من أجل التوسعة النفطية الأخيرة، اتجه السكان للعمل داخل الشركات الصينية بأجر يومي وطوال النهار بمبلغ مالي قدره 20 ألف)، واكد الناشط ان (التعدي يحدث عندما يسكت المواطنين٫ وسكوت الاهواريين، أدى الى بخس حقوقهم وسلبهم حياتهم واراضيهم)، بحسب وصفه. واشارت تقارير دولية الى ان (الجفاف الأشد قسوة بدأ منذ 2020 ويستمر حتى اليوم. وذكرت التقارير ان (العراق خسر حوالي 30 بالمئة من قطعان الجاموس، وأكثر من 95 بالمئة من الخزين السمكي)، مبينة ان (مكون الأهوار يحتاج الى 5.4 مليار متر مكعب من المياه سنوياً، كحد أدنى لإدارة نصف المساحة). وحذر الخبراء من خطر تدهور الوضع المائي، لاسيما في محافظات الجنوب، مؤكدين ان (الأزمة تهدد الأمن الغذائي الوطني بشكل مباشر)، واضافوا ان (شح المياه بدأ يتمادى على الزراعة، في ظل عدم التزام دول المنبع بحقوق العراق المائية، ما ينذر بكارثة بيئية وزراعية). بدورها أعلنت وزارة الموارد المائية، عن تأمين الحصـة المائيـة بالكامل لمحافظة البصرة، لافتة الى تحسن الوضع المائي في المحافظة، وانخفـاض ملحوظ في نسبة التراكيز الملحية في شط العرب. وذكر بيان تلقته (الزمان) امس ان (هذا التحسن جاء نتيجة الجهود المكثفة التي بذلتها ملاكات الوزارة بأشراف مباشر من وزير الموارد، ودعم رئيس الوزراء لتنفيذ حملة الوزارة بإزالة التجاوزات على المجاري المائية  بما في ذلك بحيرات الأسماك المنشأة بشكل غير قـانوني، بإسناد القوات الأمنية).

تدفق مياه

وأكدت الوزارة ان (هذه الإجراءات ساهمت في تحسين تدفق المياه وتقليل الملوحة، مما ينعكس على تعزيز الوضع البيئي والمعيشي لأهالي المحافظة). وعالجت الوزارة 90 بالمئة من بحيرات الأسماك المتجاوزة بمنطقة الرضوانية ببغداد. وقال بيان امس ان (الهيئة العامة لتشغيل مشاريع الري والبزل المتمثلة مابين النهرين التابعة للوزارة، رفعت 90 بالمئة من بحيرات الأسماك المتجاوزة على النظام المائي في منطقة الرضوانية بالعاصمة، بالتعاون مع الأجهزة الأمنية)، وأوضح مدير مديرية ما بين النهرين، طه المحياوي، ان (بحيرات الاسماك ضمن قاطع الرضوانية بلغت 400 بحيرة متجاوزة على المشاريع الإروائية، وتمت إزالة غالبيتها)، مشيراً الى (استمرار العمل لانجاز المتبقي منها، واتخاذ إجراءات قانونية رادعة بحق المخالفين، بهدف تعزيز الأمن المائي ودعم خطط الوزارة للنهوض بواقع المياه والإرواء، فضلاً عن ضمان التوزيع العادل للمياه بين المستخدمين، وتأمين الحصص المائية للمحافظات الجنوبية ومجمعات الإسالة).