لمن تقرع الأجراس؟

عراقيون عالقون في الغربة

هاشم حسن التميمي

حدثني استاذ فاضل وفنان قدير في كلية الفنون الجميلة هو الدكتور قاسم مؤنس عن ظاهرة مؤلمة بل مؤسفة تحدث خلال الازمات الطبيعية والحروب العدوانية حيث تنتخي دول العالم كافة لنجدة رعاياها وايصالهم الى ارض الوطن بسلام الا العراق وسفراءه فهم وحتى النهاية لاينتخون ولايكترثون  ويواصلون انغماسهم بملذاتهم وادامة مصدر امتيازاتهم.

 يقول مؤنس اطلعت خلال الحرب الاخيرة للكيان المتوحش على ايران على تفاصيل مؤلمة لعدد كبير من الاسر العراقية الكريمة والمواطنين الذي يزورون ايران او لبنان لاسباب متعددة في مقدمتها العلاج الغائب في مستشفيات الوطن والدراسة  لاصحاب الطموح او الوجاهة والسياحة والاستجمام بعد ان تصحرت البلاد وانتكست الخدمة الكهربائية ومعاناة الحصول على اقامة في اربيل رغم انها مازالت كما يقول الدستور اقليم عراقي بالتمام والكمال  ... هؤلاء جميعا فوجئوا بتعليقات الرحلات الجوية  وفوجعوا بعد ايام من المراجعات للخطوط الجوية وللسفارة العتيدة انهم لايعلمون شيئا ولايمتلكون حلا... وهؤلاء نفذ ما كان بحوزتهم من اموال ودخول سوريا ان توفر فهو مغامرة محفوفة بالمخاطر فالارهاب اصبحت له انياب رسمية.... وزاد من الطين بله المتاجرة بمعاناة الناس ايام الازمات ارتفاع في اجور الطعام والخدمات  و الفنادق وعروض خيالية لرحلات جوية والناس لم تخطط لاقامة طويلة..

 للاسف الحكومة غير صادقة باهتمامها بالمواطن فراحت تروج لايجاد حلول للعالقين في الديار المقدسة للتظاهر بالتقوى والتدين ونحن نعلم انه في الايام الاعتيادية يتعرض الحجيج لاهانة لاحدود لها بتعطيل الرحلات الجوية بدون اشعار او تبرير ليمكث كبار السن ساعات طويلة واحيانا اياماً متعددة يعود لارض الوطن وتبددت سعادته بهذا الروتين والفساد لخطوط جوية كانت الافضل بين اقرانها في العالم واصبحت الاسوء حتى منعت من التحليق في الاجواء الاوربية مثلما منعت البواخر العراقية من رفع علمها الوطني في اعلي البحار لافتقادها للمعاير المهنية الدولية.

 ولكي يطمئن صديقنا  مؤنس على مستقبل العراقيين العالقين في بلدان الغربة اختصر له الحكاية واقول ان العراق بكل سكانه عالق على ارض الوطن يغرق بازماته وربان السفينة  (اطرش بالزفة  ) لايمتلك خبرة القيادة والابحار لانقاذ الناس وقيادتهم لبر الامان في عالم الطوفان ومن امتلك الخبرة فاسد او انشغل بالنسوان والغلمان وتحويل  التومانات لدولارات.... والنزيه المخلص خارج دائرة المناصب المخصصة بالمحاصصة ولشلل المنافقين من المستشارين المطبلين والذيول المتنقلين من وزارة الاخرى بعد تحويل موجة التغريدات القديمة لجديدة تناغم مشاعر اصحاب المعالي بتمجيد الانجازات والاستثمارات وصيانة الوطن ورفاهية المواطن ومن يرى غير ذلك سيعلق في مراكز الشرطة  والاجهزة الامنية الساهرة لسلامة المواطن او سيكون هدفا سهلا للمليشيات والتهم جاهزة وثابتة التبعية للنظام السابق او من ذيول السفارات ومتورط بالارهاب وصفقات الفساد.... اطمئن ياعزيزي كلنا عالقون وننتظر الحل الواقعي على ايد عراقية نظيفة غير ملوثة ومدنسة بالعمالة وليس انتظار المنتظر لنتخلص من هذا القدر.