معاناة الرُضّع والإستيطان يتصدّران جرائم الإحتلال في غزة
تل أبيب: الجيش سيضمن عدم تهديد إيران إسرائيل مجددا
القدس, (أ ف ب) - قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس امس الجمعة إن الجيش سيضمن ألا تهدد إيران إسرائيل مجددا بعد الحرب التي دارت بين البلدين مدة 12 يوما في حزيران/يونيو.
وأكد كاتس في بيان أن الجيش الإسرائيلي سيضع "خطة لضمان ألا تهدد إيران إسرائيل بعد الآن"، مضيفا أن الجيش يجب أن "يكون جاهزا على الصعيد الاستخباراتي والعملاني لضمان التفوق الجوي لسلاح الجو على طهران.
مشهد قاتم
على صعيد آخرتصدّر الوضع الإنساني الكارثي للأطفال الرضّع في قطاع غزة، واعتداءات المستوطنين على قرى الضفة الغربية المشهد القاتم للجرائم الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، والتي بلغ عددها في الفترة بين 24 إلى 30 يونيو 2025، (3496) جريمة، حيث قصفت قوات الاحتلال خمس مدارس في الفترة المذكورة جاءت تباعا؛ "مدرسة فهد الصباح في حي التفاح، ومدرسة عبد الفتاح حمود في شارع يافا، ومدرسة أسامة بن زيد في الصفطاوي، ومدرسة عدنان العلمي غرب مدينة غزة، بالإضافة إلى مدرسة أخرى في حي الشيخ رضوان"، فضلا عن قصف سوق شعبي يرتاده الآلاف في شارع يافا، ومطعم على شاطئ البحر في مدينة غزة، فيما ذكرت تقارير أن عدد الفلسطينيين الذين استشهدوا خلال سعيهم للحصول على الغذاء حتى اللحظة، 580، ليصل عدد الفلسطينيين الذين قتلتهم الآلة العسكرية الإسرائيلية في أسبوع واحد (536)، فيما بلغ عدد الجرحى (2116).
ووثق المرصد الإعلامي لمنظمة التعاون الإسلامي لجرائم إسرائيل ضد الفلسطينيين في بيان تلقته (الزمان) أمس فان عدد من سقط من الفلسطينيين بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلية خلال الفترة منذ 7 أكتوبر 2023، وحتى 30 يونيو 2025، (58035) شهيدا، والجرحى (142235).
وعلى صعيد الوضع الإنساني، توفي 66 رضيعا بسبب سوء التغذية في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، فيما يعاني سبعون ألف رضيع من أعراض صحية بسبب سوء التغذية المزمن، في الوقت الذي لم تدخل فيه مطاعيم الأطفال حديثي الولادة منذ أربعة أشهر إلى غزة.
وقال مفوض عام وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى، (الأونروا)، "فيليب لازاريني" إن الوضع في قطاع غزة "مروّع للغاية"، وأن الاهتمام الدولي بغزة تراجع بشكل كبير منذ 13 يونيو 2025، وسط تدمير 74٪ من آبار المياه في قطاع غزة ومعاناة سكانه من تلوث مياه الشرب.
وفي الضفة الغربية والقدس المحتلة، بلغ عدد اقتحامات آليات الاحتلال 279 اقتحاما، قتلت خلالها طفلا واعتقلت 9 آخرين من بين 216 معتقلا فلسطينيا، وداهمت مدرسة قرية جالود وصادرت تسجيلات كاميرات المراقبة.
ورغم إعادة فتح بوابات المسجد الأقصى المبارك، إلا أن قوات الاحتلال منعت موظفي الأوقاف من دخول الحرم القدسي الشريف، حيث يتعرض الأقصى بشكل متواصل لاقتحامات المستوطنين.
وأصدرت قوات الاحتلال أمراً بمصادرة أكثر من دونمين من أراضي بلدة يعبد في جنين، بالإضافة إلى 5 مركبات وأموالا، وهدمت أربعة منازل في القدس وجنين، واحتلت 3 منازل في نابلس وجنين، بالإضافة إلى هدم عدد من المحال التجارية في جنين، ومغسلة مركبات، ومشتل زراعي في بلدة كفل حارس بسلفيت، فضلا عن حظيرتين في دورا القرع برام الله، وقرية وادي رحال ببيت لحم، وآبار ماء، فضلا عن جرف أراض زراعية.
وبلغت الأنشطة الاستيطانية في بلدات وقرى الضفة الغربية 15 نشاطا تركز في قرارات سلطات الاحتلال بمصادرة أراض فلسطينية في مسافر بلدة يطا، وفي المنطقة الواقعة بين مستوطنتي "ايبي هناحل" و"معالي عاموس" في مناطق بيت لحم، والشارع المحاذي لوادي ازريق في بلدة حزما بالقدس، بالإضافة إلى مساحات من الأراضي المجاورة، ومنطقة جبل المسالمة في قرية رابا في جنين، وذلك لصالح مشاريع استيطانية.
وفي السياق نفسه، نصبت قوات الاحتلال ثلاثة بيوت متنقلة شمال مدينة سلفيت، وجرفت أراض زراعية في قرية حوسان قرب مفرق مستوطنة "بيتار عيليت"، واقتلعت عشرات أشجار الزيتون، ونقلت 12 بيتاً متنقلاً إلى البؤرة الاستيطانية الجديدة على جبل الكدان من أراضي بلدة كفر قدوم، وأطلقت على المستوطنة اسم "حي جدعون" التابعة لمستوطنة "كدوميم"، وأسكنت فيها 10 عائلات من المستوطنين. وسيّج مستوطنون محيط أراض قرب خيام الفلسطينيين في منطقة الفارسية بطوباس، ومحيط أراض بين قريتي قريوت وجالود بنابلس، وجرفوا أراض وشقوا طريقا وخلعوا أشجار الزيتون غرب قرية دير عمار في رام الله، وأراض زراعية في بلدة عقربا بنابلس، واقتلعوا أشجار زيتون بغية الاستيلاء على الأرض، كما جرفوا أراض مزروعة بأشجار الزيتون واللوزيات والعنب، وردموا آبار جمع المياه بهدف توسيع مستوطنة "دانيال"، في منطقة شوشحلة الواقعة جنوب بلدة الخضر. ونصب مستوطنون خياما على أراضي الفلسطينيين جنوب قرية عصيرة القبلية بنابلس، وخياما أخرى على أراض فلسطينية قرب مستوطنة "كرمي تسور" في مناطق الخليل، وخرّبوا بئرا للمياه، وأقاموا بؤرة استيطانية جديدة قرب عرب الكعابنة في منطقة وادي القلط غربي أريحا.
اعتداء المستوطنين
وسجّل مرصد المنظمة 70 اعتداء للمستوطنين على بلدات وقرى فلسطينية في أسبوع واحد فقط، كان أبرزها اقتحام قرية كفر مالك في رام الله، وقتل ثلاثة فلسطينيين وجرح عشرة آخرين وإحراق 10 مركبات. ومهاجمة منزل فلسطيني وتحطيم نوافذه وسرقة ممتلكات في مسافر بلدة يطا بالخليل، كما اقتحموا أطراف بلدة المزرعة الغربية برام الله، وسرقوا عدداً من اسطوانات الغاز من محل تجاري، وحطموا يافطة لمصلحة مياه القدس على مدخل محطات المياه في منطقة عين سامية برام الله، وسرقوا حصانا في قرية وادي فوكين ببيت لحم، وأطلقوا ماشيتهم في منطقة عرب المليحات في أريحا، وأحرقوا مركبة وممتلكات للفلسطينيين، وقاموا برعي ماشيتهم في أراضي الفلسطينيين الزراعية، وقطعوا أغصان الأشجار، كما استولوا على بئر مياه في مسافر بلدة يطا، واقتحموا قرية سوسيا في الخليل، وأحرقوا أراض زراعية على أطراف قرية عصيرة القبلية وقرية يتما في نابلس، واقتلعوا 260 شجرة في بلدة عقربا بنابلس وبلدة عزون في قلقيلية، وأشجارا أخرى في بلدة ترمسعيا برام الله، وهدموا حظيرة في بلدة يطا وأحرقوا كوخا في قرية حزما في القدس.
كما أعلن الدفاع المدني في قطاع غزة امس الجمعة استشهاد 15 شخصا بضربات إسرائيلية ليلا، مع توسيع إسرائيل مؤخرا عملياتها العسكرية بعد حوالى 21 شهرا من اندلاع الحرب مع حركة حماس.
وقال مدير الإمداد الطبي في الدفاع المدني محمد المغير إن سبعة أشخاص بينهم طفل قتلوا في ضربة جوية على خيام نازحين قرب خان يونس بجنوب القطاع.
كذلك، أشار إلى مقتل ثمانية أشخاص بينهم طفلان في ضربتين على خيام نازحين على الساحل القريب من المدينة. من جانبه، أفاد الجيش الإسرائيلي ردا على أسئلة فرانس برس أنه لا يسعه التعليق على الضربات ولا سيما في غياب بيانات دقيقة، لكنه قال إنه "ينفذ عمليات لتفكيك قدرات حماس العسكرية".وفي ظل القيود التي تفرضها إسرائيل على وسائل الإعلام وحصارها المطبق على القطاع وصعوبة الوصول إلى المواقع فيه، لا يمكن لوكالة فرانس برس التثبت بصورة مستقلة من معلومات الدفاع المدني.وكان الدفاع المدني أعلن الخميس مقتل 73 شخصا في غارات إسرائيلية في قطاع غزة، بينهم 15 غالبيتهم من النساء والأطفال، سقطوا في استهداف مدرسة تؤوي نازحين في حي الرمال.وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأربعاء القضاء على حماس "حتى الجذور"، في حين أعلنت الحركة أنها تناقش مقترحات تلقتها من الوسطاء لوقف إطلاق النار في غزة غداة إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن إسرائيل تؤيد هدنة لمدة 60 يوما في القطاع المدمر.