الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
القيادة والقطيع القطيعة

بواسطة azzaman

القيادة والقطيع القطيعة

حامد الزيادي

 

قمة الهمجية و(البلطجة) عندما يتحرك القطيع (المطيع للهوى) كما يشاء وينقطع عن قيادته الصالحة القادرة على إنقاذه والأرتقاء به وتخليصه من تصرفاته الطائشة والهوجاء التي نشأ وترعرع في بيئة من الجهل الفساد والوحشية أسست لها زعامات الشر والرذيلة لتجنيدهم من أجل التمجيد والصنمية وجعلهم عصابات ومليشيات وفرقاً للموت تمتهن القتل والخطف والتهجير وتعمل هذه الزعامات على إستهداف القادة والنخب والطبقات الواعية ومنع أي فرصة للتواصل مع القطيع أو محاولة توجيه النصح والإرشاد له لتصحيح مسار سلوكه وإعادة إنتاجه بالشكل النافع للذات والمجتمع، لذلك نجد أن الطغاة عملوا على فصل القيادة عن القطيع لأنهم يدركون جيدا أن توحدها يزعزع سلطتهم ويهدد كيانهم، وأمامنا ثورة الإمام الحسين عليه السلام خير دليل كيف عملت السلطة الجائرة على تغييب القطيع وتجهيله كي لا يفيق وينتبه ويدرك معنى القيادة الصالحة التي تأخذ بيده للنجاة والنعيم فعملت سلطة الفسوق والفجور على إشغال القطيع بكل الرذائل والموبقات وخلق زعامات فاسدة ومنحرفة كي تشغل دور القيادة وتشاغل القطيع عن الألتحاق والإنصات لصوت الحق والحقيقة ،فلم تتهاون سلطة الجور في منع أي صحوة شعبية تلتحق بالقائد الثائر الحسين عليه السلام التي إجتمعت به مقومات الرؤية الواضحة، والصدق والأمانة، والقدرة على التواصل الفعال، والذكاء العاطفي، والقدرة على اتخاذ القرارات الصائبة، والمرونة، والقدرة على بناء فريق عمل قوي، والتحفيز والتوجيه والمساءلة لكن الطغمة الحاكمة مارست شتى أشكال المكر والشر كي لا يحصل التواصل مع القطيع الذي جاء الإمام الحسين عليه السلام لإنقاذه وإنتشاله بسبب الرواسب الفاسدة التي اسست لها سلطة بني أمية، ولهذا حصل ما حصل من خذلان وخنوع القطيع إلا ما ندر وأنتصر الحسين بالقيم والمبادئ وبقي القطيع يجر أذيال الخيبة والعار ،وهكذا تكررت التجارب المؤلمة وراحت سلطة الجور تتفنن في فصل القيادة عن القطيع بل تأليب القطيع على القيادة اغلب الاحيان!! وأصبحت مشروع تتوارثه الزعامات الجائرة التي راحت ترمم حضورها وتعيد إنتاج نفسها بكل مقومات البطش والقمع وشراء الذمم وتمنع وتستهدف كل صوت شريف يؤسس للوعي المجتمعي لإنقاذ القطيع من التضليل والتجهيل وإعادة تاهيله بمقومات القوة بعيدا عن أساليب الخداع بعد تفريغ محتواه وإعادة تعبئته بما تريد سلطة الجور كي يكون بوق للتملق من أجل حفنة من المال أو القمع والتضييق والتكميم ،لهذا نقول مالم يرفع الحاجز او يحطم تبقى القطيعة قائمة والقطيع ذاهب للهاوية دون رجعة. لأننا نعتقد ان القطيع بلا قيادة يبقى مطية للطغاة ،وعندما يلتحم مع القيادة سوف يطيح بكل المخططات والمشاريع التي تهدد الدين والوطن.

 


مشاهدات 73
الكاتب حامد الزيادي
أضيف 2025/07/02 - 3:28 PM
آخر تحديث 2025/07/03 - 12:45 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 333 الشهر 1565 الكلي 11155177
الوقت الآن
الخميس 2025/7/3 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير