سعيد وكجه جي الجائزتان التبشير ومداهمة الكمائن
عادل سعد
•ان تتزين الامهات بالمرارة مهراً للصدق وذاكرة الجذور ، ان تتغزل الاصباح الماطرة بالطراوة ،ان تختصر بساتين النخيل حلاوة التمر وحفيف السعف وصلابة السمو ، فلكل ذلك نصيب من الشعر وتلك دالة الشعراء الافذاذ الذين يجيدون الغناء صمتاً وعواصف وكهونية واسئلة تبحث عن الوضوح .
•لقد ظل حميد سعيد عنوانا لجياشة من هذا النوع ،يحكمهُ النبل، في منأى من اي تصيد ، واصلَ سفره شعري في ثنائية فلسفية غايتها التبشير وتلك من شيم المنارات الانسانية الأمينة على كرم المرافئ . •لم يسع حميد سعيد الى البحث عن مجد ، بل اخلص للترفع على المزاعم والتسويق لذلك تستطيع ان تستدل على نياشين له في ظل عشبة برية صبورة على العطش وحياء اغنية عراقية طوحها الحزن ،بل وفي تفاصيل حكاية غضب يتقاسمه الاطمئنان الى اليقين .
•كنت على علاقة معرفة بسيطه معه رغم انني واظبت العمل في وزارة الثقافة والاعلام على بعد امتار قليلة من مكتبه لكني استعنت بشهامته لنجدة صديقي الروائي احمد الباقري حين أكلته الفاقة وقد زيّن نخوته على الباقري انتشالاً عنوانيه ، الكرم ، والاسى .
• الروائية إنعام كجه جي ، لم التقيها الا في مناسبات عابرة وهي تخاصم ترف الوقت
• لقد تنكبت ذكاء صحفية استطلاعية صاحبة همة ومخاوف ،تطارد لصوصاً يتيهون في ضباعة( من الضبع ) مغانمهم .
•لقد مكّنها رصيدها من الانزعاج والاندهاش والمكاشفة ، أن تكون روائية صاحبة سرد يعرف الطريق إلى مداهمة الكمائن
• انعام كجه جي تولت مهمة غاية في التعقيد والمباغته (القبض على هر اسود في غرفة يسودها الظلام) ،وتلك ملاحقة شاقة ونادرة ، وأعتقد ان الحرية التي (طوقتها) خلال الاغتراب كانت ثروتها الاغنى التي اتاحت لها ان تجيد تدوين رصيدها الروائي المبهر.