عندك قرش تسوه قرش
غزوان فيصل الشامي
ما إن تُذكر سيرة أحد حتى يتبعها سؤال: “كم يملك؟”، وكأن الإنسان لم يُخلق إلا ليُعد بما في جيبه، لا بما يحمل من قيم أو مبادئ.
صار الغني يُستقبل بالرِّضا، مهما علا صوته أو فسد منطقه، وصاحب الفكر يُهمَّش إن لم يكسُه مال أو شهرة. الموازين اختلّت؛ لأن معيار الحكم تغيّر.
حين تُختزل قيمة الإنسان في رصيده البنكي، لا في رصيده الأخلاقي، تتحول المجتمعات إلى سوق مفتوح، تُباع فيه المروءة وتُشترى فيه الشهرة.والمأساة ليست في غلبة المال، بل في انسحاب المعاني، حين يصمت أهل القيم، ويغيب صوت المبادئ، ويُترك الميدان لمن يملك، لا لمن يستحق.
فلا تزن الناس بما يملكون، بل بما يتركون في القلوب من أثر، وما يزرعون في الأرض من ضياء.إننا أحوج ما نكون إلى إعادة ترسيخ هذه القيمة: أن المال لا يعلو على المبادئ، ولا يُغني عن الأخلاق، ولا يُغرس الاحترام في القلوب.
عن مجموعة واتساب