بيوتي وماكيرة وكوافير
نضال الجزائري
الفانشستا بالإنكليزية تعني عارضة الأزياء وكل من يعمل في هذا الميدان، الى جانب الـ Beauté التي تعني الجمال، بالفرنسية، وتستخدم تداولياً «صانعة الجمال» أو من تضفي الجمال على النساء، تعادلها باللهجة العراقية الحسجة «الحفافة». هاتان المهنتان تعدان راقيتين، منذ سالف العصور.. في بابل وسومر نزولاً الى الثمانينيات، قبل إنتشار الصالونات إثنان وثلاثة في كل حي.. حتى الأحياء الشعبية؛ بأسعار تنافسية؛ أدت الى إنقراض مهنة الحفافة التي تدور بين بيوت الفضل والثورة وسواهما من أحياء شعبية وراقية على حد سواء، تزوق البنات. إذن لن نختلف على أنهما مهنتان محترمتان توفران إستقراراً نفسياً للمرأة وتهيئانها للثقة بأنوثتها، من حيث المكياج والثياب والتسريحة، وما زالتا مهنتان محترمتان؛ لأنهما ضروريات في الحياة، لا فكاك لأية إمرأة منهما على الأطلاق. وثقة المرأة بإنوثتها ضرورية، لأن المرأة عمود العائلة ودفة سفينة الأسرة، بقوتها تقوى شبكة صلات الرحم، وبوهنها توهن... إذن لا نستهين بأهمية تطمين حاجات المرأة من خلال تلك المهن التي أجدها تقترب من القدسية، بوجود هامش طبي نابع من علوم النفس والإجتماع والجمال و... كل شيء. لا أنكر أن كل الميادين المهنية والمعرفية والنقابية والوزارية والوظيفية، إنفلتت من سياقاتها بعد 2003 وبات يتعاطها آمنو العقاب سيئو الأدب الذين لا يستحون من فعل ما يشاؤون! إلا ما رحم ربي.. ورحمة الله وسعت السماء والأرض؛ لذلك الملتزمون أكثر عدداً وأبلغ فعلاً من السيئين، في ميادين الحياة كافة.. بحمد الله. لكن على صعيد دعيات صفة إعلاميات وبلوكرات وفلوكرات وفانشستات وبيوتيات، فاق التصور، وإنتشرن كالنار في الهشيم، بقوة إندفاع الـTahoe والـClasse G فخرجت تلك المهن من قدسيتها الى فضاءات متاهة الـ... ضلال، بشكل يحرج المهنيات المحترمات في ميدان الأزياء والجمال من ماكيرات وكوافيرات وسواهن.. الملتزمات.. المهنيات.. الصادقات.. حاملات رسالة الخدمة في هذا الميدان الأصيل الراقي حضارياً.