الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
النجاح .. الفشل و ما بينهما

بواسطة azzaman

النجاح .. الفشل و ما بينهما

عدنان سمير دهيرب

 

التفوق , يُعد علامة لنجاح الشخص سواء بالموهبة أو الانتاج بعد الجهد الشاق و المتاعب التي يواجهها , ليصل الى مرتبة تمنحه القدرة على قراءة الواقع و كشف الحقيقة و معالجة المعاضل التي تواجه الانسان و المجتمع .

إزاء هذا التميز لا يقطف غالباً سوى إتهامات كثير من الافراد لاسيما في المهن أو المجالات المتشابهة التي يتفوق أو يتقدم فيها على أقرانه . و نرى في كل حين سعي هؤلاء الى إطلاق الكلمات السلبية لتقليل من شأن المتفوق بالكلام السيئ أو نبش حياته الشخصية لتسقيطه أو إتهامه بما ليس لهو علاقة  مما يقذف به هؤلاء . و اليقين إن الاتهام و الغيبة و الهجوم بالكلمات على المتفوق أسهل من بذل الجهد و الارهاق للارتقاء اليه و الوصول الى مستوى التميز .

إن المهاجمين بسلوكهم و أحاديثهم , تشير الى الفشل و الانحطاط الأخلاقي و العدوان أو العنف اللفظي في محاولة للتغطية عما ينقصه . و تتجلى هذه الحالة  في المدن الصغيرة و المجتمعات المتخلفة ، و تتضاءل في المدن الكبيرة و المجتمعات المتطورة التي تتقدم بجهود المفكرين و المبدعين و المجتهدين من خلال تقديم الدعم و إزاحة العقبات من طريقهم . إن هذا الوصف نلاحظه في مكان  العمل و اللقاءات اليومية في حياتنا العادية , بل حتى في الاسرة حين تتفوق المرأة على الرجل . فالنجاح يصنع الاعداء و يخلق الخصوم المغطاة وجوههم بقناع المحبة الزائفة و الابتسامات الكاذبة و ربما الصداقة الوهمية التي تتصرف بأنانية .

إن كلمات التسقيط تضج فيها معظم أحاديث المقاهي , التي لا تنفك عن ذكر الاتهامات و هذا الوصف لا يقتصر على فئه دون أخرى , بل وجدت إن البعض من أدعياء الثقافة يحمل شهادة أكاديمية عليا , لا يختلفون في السلوك و الكلام و التفكير عن تلك الجماعات  , فقد إستمرأت عادة الحديث السلبي و إغتياب الآخر حتى لو كان زميله أو صديقه , و هذا النموذج أخطر من العدو , لمنحك أياه الثقة و الاطمئنان اليه و حقيقته خلاف ما تعتقد . إن هذه الصفه التي تتوغل في النفس الانسانيه , إنما تؤكد ضعف الايمان و تراجع الأخلاق و غياب ( الحراسة على الحياة الخاصة ) وفق وصف تولسوي , و هي سلوك يفضي الى تفشي أمراض تسهم باستمرار التخلف و رسوخ الحسد و الغيرة و التفاهة , بافتعال العقبات في طريق المتفوق أو المختلف عما هو سائد , و في الوقت عينه على المائز أو الناجح يتوجب عليه أن يزرع الثقة في نفسه من خلل الانتاج و الاستمرار بتقديم المنجز الذي يميزه و يستوعب كلام الآخرين أن كان صدقاً أو نفاقاً لئلا يقع في جُب الفشل أو الغرور و هو طريق آخر للسقوط .

إنها أمنية لنشر الحب و الصدق في العلاقات الانسانية و الاخلاق النبيلة , و أن يتخلى عن هذه العادة السيئة كثيرون قبل الذهاب للوضوء و إداء فريضة الصلاة .

 


مشاهدات 116
الكاتب عدنان سمير دهيرب
أضيف 2025/05/18 - 3:27 PM
آخر تحديث 2025/05/19 - 9:01 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 485 الشهر 23870 الكلي 11017874
الوقت الآن
الإثنين 2025/5/19 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير