الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
تحية لمصنع الأبطال الكلية العسكرية في عيد تأسيسها

بواسطة azzaman

تحية لمصنع الأبطال الكلية العسكرية في عيد تأسيسها

سامي الزبيدي

 

تعد الكلية العسكرية أول واهم صرح تدريبي لإعداد الضباط انشأ بعد تأسيس الجيش العراقي في 6 كانون الثاني 1921  حيث تم تأسيسها في 12 آيار 1924 لقد زفت الكلية العسكرية لجيشنا الباسل أعداداً  كبيرة من ضباطه الأحداث المهنيين الأساوش الذين تدرجوا في الرتب العسكرية فأصبحوا قادة أفذاذ وآمرين شجعان وضباط بمختلف الرتب والصنوف ساهموا طوال عقود طويلة في الدفاع ليس عن بلدهم حسب وإنما في الدفاع عن ثرى فلسطين الحبيبة في معارك جنين الخالدة عام 1948 و عن فلسطين والأردن  عام 1967 كما دافعوا عن سوريا ومصر في حرب عام  1973 وحموا دمشق من السقوط بأيدي الصهاينة الذين كانوا قاب قوسين منها احتلالها لولا تدخل القوات العراقية التي دمرت القوات الصهيونية وأرغمتها على الانسحاب من مشارف دمشق باعتراف الصهاينة أنفسهم .                                                                                                                   ولا بد هنا ان نستذكر البدايات الأولى لتأسيس الكلية العسكرية مصنع الأبطال ففي 12 آيار 1924 تأسست المدرسة الحربية في الثكنة الشمالية (الكرنتينة) وتم تعيين المقدم جميل فهمي أول آمراً لها وفي هذا اليوم أيضاً التحقت الدورة الأولى وأقيم بهذه المناسبة احتفالاً كبيراً حضره الوزراء وكبار المسؤولين عسكريين ومدنيين وكان عدد الملتحقين للدورة الأولى ثمانية وستون طالباً اصطفوا بملابسهم المدنية يتقدمهم آمر المدرسة وآمروا السرايا والفصائل .

سنة دراسية

وتقرر ان تكون مدة الدورة ثلاث سنوات على ان تلتحق الى المدرسة دورة جديدة في بدء كل سنة دراسية ليكون في المدرسة ثلاث صفوف سميت بالمتقدم والمتوسط والمستجد وهكذا تستمر الدورات في القبول والتخرج سنويا لتغطي حاجة الجيش من الضباط الأحداث , وفي حزيران عام  1927 تخرجت الدورة الأولى ومنح الخريجون رتبة ملازم دائمي في الجيش بموجب الإرادة الملكية الرقم 79 في 28 حزيران 1927 ,وفي هذا الشهر أيضاً أصبحت المدرسة الحربية تسمى بالمدرسة العسكرية وفي تموز من عام 1927 انتقلت المدرسة العسكرية الى الكرادة الشرقية بجوار الجسر المعلق حالياً بعد انقضاء ثلاث سنوات في الثكنة الشمالية , وفي أيلول 1927 التحقت الدورة الرابعة وتخرجت في أيلول 1930 ثم أعقبتها الدورة الخامسة التي التحقت في 1 أيلول 1928 وكان من طلابها الأمير غازي نجل ملك العراق فيصل الأول وتخرجت في آب 1931 باستثناء الأمير غازي الذي استمر في الدراسة مع الدورة السادسة وتخرج معهم , وفي صيف عام 1938 افتتحت الإعدادية العسكرية وقبلت أول دورة فيها من خريجي الدراسة المتوسطة وبعد تأهيلهم لمدة سنتين ونجاحهم في الامتحان الوزاري أصبحوا مؤهلين للالتحاق  بالمدرسة العسكرية التي تم تغيير اسمها عام 1939 الى الكلية العسكرية  واستمر قبول الطلاب على هذا النحو حتى إلغاء الإعدادية العسكرية عام 1944 حيث قبلت هذا العام أول دورة من خريجي الدراسة الثانوية ,وفي عام 1945 صدر نظام الكلية العسكرية الرقم 34 والذي جعل الكلية العسكرية بموجبه كلية عالية مدة الدراسة فيها ثلاث سنوات بعد الثانوية , ونظرا للتوسع الذي حصل في الجيش تقرر زيادة استيعاب الكلية من الطلاب فأصبحت ثكنتها في الكرادة الشرقية غير ملائمة لمتطلبات الدراسة والتدريب من صفوف دراسية وميادين للتدريب والرمي وساحات للرياضة فقررت وزارة الدفاع  عام 1947 نقل الكلية العسكرية الى منطقة الرستمية ( مكانها الحالي)  بعد استملاك الأبنية والأراضي من وزارة المعارف ثم أضيفت إليها أبنية جديدة وتم أعمار الأبنية القديمة وأنشأت قاعات جديدة للدروس وميادين للتدريب والرمي وميادين التدريب العنيف وساحات للألعاب الرياضية ومطاعم وجرى تدشين ساحة عرض الكلية الجديدة بتخرج الدورة الرابعة والعشرين في 30 حزيران عام 1948 .

وبعدها بعام أقيم احتفال يوم   12 آيار لمناسبة العيد الفضي  لتأسيس الكلية العسكرية أي مرور خمسة وعشرون عاماً على تأسيسها حضر الاحتفال عدد من خريجي الدورة الأولى الذين تسنموا مناصب رفيعة في الجيش كما حضر الاحتفال عدد كبير من المسؤولين مدنيين وعسكريين وأذيعت كلمة وزير الدفاع من دار الإذاعة  وكلمة آمر الكلية أيضا

في عام 1957 صدر نظام جديد للكلية العسكرية بالرقم 29 لسنة 1957  وبموجبه حددت مدة الدراسة في الكلية بثلاث سنوات وشهادة الكلية بكالوريوس علوم عسكرية و سميت بموجبه الكلية العسكرية الملكية وفي عام 1960 وضع نظام جديد للكلية العسكرية وحذفت كلمة الملكية من اسمها وفي عام 1987 ارتبطت الكلية العسكرية بالأكاديمية العسكرية بعد ان كان ارتباطها بدائرة التدريب في رئاسة أركان الجيش وفي عام 1994 صدر نظام الكلية العسكرية الجديد الرقم 3 لسنة 1994 بعد ان توسعت الكلية العسكرية واصبحت تعمل بنظام الأفواج بدلا من نظام السرايا القديم وأصبح كل فوج يضم دورة أي فوج للدورة المتقدمة وفوج للدورة المتوسطة وفوج للدورة المستجدة وتم بناء ثلاثة أفواج في الكلية  شملت مقرات الأفواج وقاعات حديثة لمنام الطلاب وقاعات للدروس ومطاعم لطلاب الأفواج  لكل فوج مطعم خاص به وساحة للعرض وميادين للتدريب والرمي وساحات العاب وحدث هذا التطور لكي تواكب الكلية العسكرية التوسع والتطور الذي حدث في جيشنا ولترفد تشكيلات جيشنا بأعداد مناسبة من الضباط  الأحداث , لقد تطورت الكلية العسكرية تطورا كبيرا وسريعاً لتستوعب أعداداً كبيرة من الطلاب لسد حاجة جيشنا المتزايدة من الضباط الأمر الذي أدى الى توسع شامل في كافة مرافق الكلية التدريبية والتدريسية والإدارية ولم تكتف الكلية العسكرية برفد جيشنا بالضباط المؤهلين بدنيا وعسكريا وعلميا ليساهموا في قيادة وحداته الفرعية ومن ثم وحداته وتشكيلاته لاحقا  بعد ان يتدرجوا في الرتب والمناصب لكن الكلية العسكرية كانت قد فتحت أبوابها للطلاب العرب ليدرسوا في هذا المعهد العريق ويساهموا في خدمة جيوشهم وبلدانهم  ووصلت أول بعثة عربية من اليمن الشقيق عام 1936 تظم عدد من الطلاب ومنذ ذلك التاريخ والكلية العسكرية تستقبل سنويا أعداداً من الطلاب العرب من مختلف الدول العربية  منها عمان والبحرين و الجزائر وتونس  والمغرب وليبيا والأردن وفلسطين والصومال وجيبوتي وتشاد  وارتريا كما دأبت الكلية العسكرية وعلى مر السنين على إرسال أعداد من طلابها للدراسة في اعرق الكليات العسكرية في العالم مثل سانت هيرست ومونز في انكلترا والأكاديمية العسكرية في الهند وباكستان .                                                                                                        لقد شهدت الكلية العسكرية عبر تاريخها الطويل تطوراً  مستمراً وكبيراً في أساليب التدريب والتدريس والمهارات الأخرى البدنية والرياضية والفروسية جعلها من أهم واعرق المعاهد العسكرية في الوطن العربي وندعو في هذه المناسبة وزارة الدفاع ورئاسة أركان الجيش للمحافظة على تاريخ وتراث و تقاليد الكلية العسكرية  وتقديم الدعم اللامحدود لها لتحافظ على مسيرتها النيرة ونهجها وسياقاتها القويمة وتاريخها العريق وتامين كل احتياجاتها من معلمين أكفاء ضباطاً ومراتباً ووسائل تدريب وتدريس حديثة وميادين مختلفة والعمل على تطويرها باستمرار لتبقى الرافد المهم والمعين المهني الذي لا ينضب للضباط الأحداث قادة المستقبل لجيشنا الباسل , وسيبقى يوم 12 مايس (آيار) يوما خالداً في تاريخ الجيش العراقي عامة وفي تاريخ الكلية العسكرية خاصة لأنه اليوم الذي تفجر فيه هذا النبع الخالد الذي يستسقي منه جيشنا ضباطه الأحداث وقادته مستقبلا فألف تحية وتقدير للكلية العسكرية في عيد تأسيسها ونأمل من العاملين فيها من معلمين ومدرسين ومن مقرها وأجنحتها مزيداً من التطور والتقدم لمواكبة العلوم العسكرية المتطورة خدمة لجيشنا وبلدنا وألف تحية لكل آمري الكلية وعمدائها الذين تسنموا مناصب الإمرة فيها وعملوا على تطويرها وألف رحمة للأموات منهم وتحية لكل الضباط الذين عملوا فيها كأمري أفواج وأجنحة وسرايا وفصائل ومعلمين وإداريين ولنواب الضباط وضباط الصف المعلمين والإداريين والفنيين الذين ساهموا في إعداد وتدريب الطلاب بحرص وتفاني والرحمة للموات منهم

 


مشاهدات 55
الكاتب سامي الزبيدي
أضيف 2025/05/11 - 2:40 PM
آخر تحديث 2025/05/12 - 8:22 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 1166 الشهر 15120 الكلي 11009124
الوقت الآن
الإثنين 2025/5/12 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير