الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
قراءة في ديوان أحاسيس مبعثرة للراشدي


قراءة في ديوان أحاسيس مبعثرة للراشدي

عباس الجبوري

 

 عبد الستار الراشدي شاعر سريالي مدجن ، له رؤيا شجاعة مميزة وحديثة.. منجزه الأدبي رحلة في مدار الكلمة والصورة الشعرية، إستنار فيها الشاعر بالمعجم الغزلي وروحه ، وضوء حروفه الساطعة في دروب العاشقين ، إذ تتغلّف نصوص ديوانه الذي يضم ( مائة قصيدة )، بثيمة العشق، والليل والامنيات وصوت العاشق ،وتجاربه المتعددة مع الحياة والعاطفة.

اشتغل عبد الستار الراشدي على ثيمة شعرية مهيمنة على كامل الديوان، مما يدلّ على حضور الوعي، وقصديّة سير الكتابة بهذا الأسلوب، من لدن الشاعر، العارف باتجاه الريح التي تسيّر لغته ،، فالديوان كما قرأت ،، يستظل بشيء من منجز الشاعر أديب كمال الدين ، حتى وان لم يدرك الشاعر ذلك او يعلن ، اي أنه ليس مجرّد تجميع لقصائد كُتبت خلال المعاصرة والحدث ، وإنّما هدف إبداعي مقصود ، ومشروع بدأ به الشاعر عبد الستار كتابة بزمن قياسي يبغي طول الأمد ، وهذا ما التقينا قلّما يجسد ديوان شعري بِكر يبتغي ثيمة شعرية واحدة، قد يختلف عن تقسيمات النصوص وتضاريسها، إذ يتميّز ديوان ( أحاسيس مبعثرة) بميزة، ثيمة جميلة، وأخريات صغيرات تتفرع بتوهّج لغوي داخل النصوص، لتعبّر عن ذاتية الشاعر وبساطته وبيئته وجذوره، ودفق احاسيسه وهواجسه.

عنوان اساس

للديوان عتبة في بعد العنوان الأساسي ( احاسيس مبعثرة ) وكان من الأجمل لوكان معنونا ( أحاسيس مرهفة ) ، دالاًعلى عمق احاسيسه إذ وضع له تنصيصاً قصيدة( دموع في عيون الليل  )، على الرغم من تقطيع القصائد، واختلاف درجة شعريتها وتقاربها من السرد الفني، وطرائق قولها، وما وضعه من قصائد  في  الديوان .

إبتكر الشاعر ذلك الحرف الشفاف المعبأ بقراطيس الوجدان، فيما استهل الشاعر عتبة ديوانه بقصيدة رثاء لصديقه الاستاذ الراحل “مرشد العبكي “ الذي اعتبره مثله الاعلى . فضلاً عن أنّ نصوصاً عديدة انصبّ خطابها نحو القارئ، أو لإشراكه في تكوين معايير المعنى من خلال نصوصه ومنها :

( بوح الآلام

قابع لوحدي على أريكة مستهلكة ..

ليس عندي أي كلام ..

أحس بيداي ترتجفان

 عند أي حرف أحاول كتابته ..

إحساسي بعجز لساني

 أن يبوح..

 بما به من آلام ..

 ألتفت يميناً وشمالاً ،

 لأجعل قلبي يفيق

من أية أحلام ..

كأنه اصبح وحيداً في الغرام ..

 فللقارئ وجهة التأويل والانتقال بها من طيف لطيف الى آخر، ومداعبة القصيدة بالمعنى الفريد، ونسج فهمها، وتلقيها الجميل ..ومشاعر الحبّ قائمة، في قصائد الديوان ،لكنّ الانحراف بتلك المشاعر سببه ما لقيه الإنسان على تلك الأرض وعبث بحيواته، وتجاذبات لعبت بمحطّات أحلامه وأمانيه. فيما يُستحضر ايمانه بوصفه شاهداً على انكسار الإنسان ، بأفول الحب ، كما هذا المقطع من قصيدة  :

احلام ذابلة

عندما تذبل الأوراق.

ويزداد ازيز المشاعر .

أصرخ بكل جوارحي..

انادي دنياي اين انت

يا حياتي ... هنا تذبل

جفوني .. وينهمل حبري

وتتراقص اناملي ..

وأظن أن المحاولات الشعرية ذات الثيمة الواحدة أو الموضوع المشترك أكثر رصانة وجدوى في هذا الديوان ، قد يغترب فيها القارىء من نص الى آخر ، تسير بالقارىء في ممر نفسي محكم الى الأمام في كبت العواطف من دون الانزلاق في منحدرات جانبية. ولا أنكر أن ثمة قصائد عن الليل كتبها دون مراجعة ، كانت تستحق الحبكة لو لم يحكمها المجيء . :

أسير على غير هدى 

في ظلام حالك ..

تلفني ظلمة سواد الليل ..

ذائقة عربية

أولا علينا أن نسلم لحقيقة أن الأذن تتعاطف مع الموسيقى والذائقة العربية سماعية، ويتجلى ذلك بشكل فاضح مع الشعر الآقاعي والموسيقى عاملان مهمان في تأثير الخطاب الشفاهي حتى أننا نجد في القرآن “ورتل القرآن ترتيلاً..

والخطاب الشعري يجب ان يكون قوي المفردة مقتربا من الوزن والإيقاع ، حتى وان يكون نثراً ، وان هناك عدة قصائد من الديوان غلب عليها السرد التعبيري ، وفعلا اجمل ما قصده الشاعر في تسمية ديوانه “ أحاسيس مبعثرة « .

في ديوان ( احاسيس مبعثرة) نصوص تتفرعُ في مستوياتها الشعريّة، فينبثق منها السّيري والذاتي. وأحياناً تقترب من حدود الاستفهامات، والوقوع في دائرة التقريرية حيناً آخر، فيما تعتمد نصوص كثيرة على تقنيات السرد، كالحوار النثري والرمز ، وتعدد الأصوات، والمكان والزمان.

افكار مبعثرة

لقد خانتني أفكاري، عن وصف مشاعري

حين رفرفت بسماتها حولي كفراشات ،

ازدانت بألوان أسرة. ،. أصبحت كصفحة

صغيرة لكتاب مفتوح في مجلد ضخم ،

بعيون ناعسة ، يهدهد الغطاء بياضها ،

بينما طيفها ، يتنقل بين أزقة ذاكرتي المرهفة بأحلامها الوردية ، وأقول مؤكداً إنّ هذه القراءة الانطباعية لا تكشف بشكلٍ عميق مستويات الديوان الشعرية كافّة، وعن الأسئلة المُضمّنة في بياض الديوان، وما وضعه الشاعر من سمات ثيمية ولغوية، وتلاعبٍ واعٍ في سلّمها الموسيقي بشكل تلقائي وعفوي، لكن الشاعر اغترب في ايقاعه في بعض النصوص مما افقدها عملية الربط الفني وانسابية المضمون لخدمة المعنى ، وهذا يحصل مع اي شاعر عند ارتباكه في لملمة قصائده في ديوانه الاول .ديوان احاسيس مبعثرة يحتوي على 100 نثرية  خفيف الظل ، أعتقد ان  الشاعر كائن ليلي، ينزع بطبيعته القلقة الى ذلك الزمن الأخرس لكن ليس لمعناه المجرد، بل لما يمثل من عزلة وسكون، وبما يحتوي من سماء مرصعة بكائنات وأحجار مضيئة، الليل هدأة تدثّر ضجيج النهار، وأغلب قصائده تولد في الليل أو تكتمل.. وإذا كان هنالك من ينام الليل ليستعجل النهار فإن الشاعر عبد الستار الراشدي يبعثر النهار كي ينفذ من خلاله إلى الليل باحاسيسه ..انقسمت نصوص الديوان إلى قسمين طويلة وقصيرة ربما استطاعت القصيرة  التخلص الى  حد ما أو الابتعاد عن الموسيقى لكنها قد تكون ظاهرة بنبرة أعلى في النصوص الطويلة. مع العلم أنني لم أتقصد قراءة الموسيقى الخارجية ، والموسيقى الداخلية وإن كانت ضرورية في قصيدة النثر. وعادة لا تكون قصدية بل تعتمد على أسلوب الشاعر وملكته. أما التحرر من التفعيلة فهذا أمر انتهى بالنسبة لي، بأن محاولة الإقتراب كانت غير مجديه ، وانصح الشاعر ان يتحسس  قصيدة النثر بعمق ، إذ لم يعد لشعر التفعيلة حاجة الاقتراب منها حتى لا يقع في مصائد النقاد .المرأة كانت حاضرة في قصائد الديوان ، في حديث ذو شجون وشكوى ، وهذا بديهي، لايمكن لشاعر أن يحيا من دون عاطفة ، حتماً في مخياله وحياته إمرأة ، ومن خلال شكوى وعاطفة الشاعر يمكنه أن يقول الشعر كله فمن خلالها باستطاعته أن يلج إلى أي موضوع شعري.

أعتقد حب المرأة فطرة والانسياق مع الفطرة أقرب أو أشبه بالعبادة رغم حالة الشجن والشكوى في قصائده ، لذلك جسد المرأة معشوقة متحكمة. وغالبا ما يجنح معها الشاعر إلى الحب الهادىء ويتحاشى الغزل الحسي، ربما يرتبط هذا بشكل أو بآخر بنسق التربية والمحيط العائلي الذي درجت فيه مشاعر الشاعر ، حتى بلغت حد الرهبنة في نص يقول فيه :

كلما خلوت بكِ

وقرأنا في كتاب واحد عن الوردة

غادرنا الشيطان وعلى ظهره

آخر ما ابتكر من وساوس.

ديوان ( احاسبس مبعثرة)

بشاعريته لم يتراجع كقيمة فنية ومنجز إبداعي يستحق القراءة بجهد الشاعر عبد الستار الراشدي، بل تقدمَ السرد عليه باعتباره ثقافة العصر ، وربما قيل اليوم الرواية ديوان العرب بديلا للمقولة المأثورة عن الشعر .

وثمة التفاتة وضع الشاعر  بالدرجة الأولى معان للجمال لكنه مهما حاول العزلة لا يمكنه أن يحيا خارج هموم المجتمع وقضاياه. كلنا نعرف أن الخيال هو مادة الإبداع المحببة، لكن الخيال لا يمكنه أن ينمو أو يتشكل من دون خزين معرفي يسبقه، من الصور والتجارب والوقائع الحياتية ، وعبد الستار الراشدي ابن للمجتمع الملتزم بالقيم العريقة ، سبقه قلمة

للتعريف به من خلال منجزه الشعري الذي يعتبر باكورة حياته الادبية ، ونتمنى ان نرى له في الشعر منصة ،لأن الناقد  يدرك تماما أن الشاعر مهمته الأولى تكمن في اختيار الكلمات وايقاعاتها بشكل عام، لان اختيار الكلام أصعب من تأليفه ، واختيار الكلمات هنا يعتمد على ثقافة الشاعر ومدى اطلاعه حتى يستخدم المفردة أو الكلمة المناسبة في قصيدته حيث كان موضوعها.

ومن هذا السياق لاحظت كثيراً بحكم متابعتي في فانوس النقد ،لمجموعة من الشعراء، والشعر على وجه الخصوص ،ان هناك مفردة أو كلمة تطارد كل شاعر في معظم قصائده وكأن تلك المفردة الكلمة أصبحت ملكا له، وشاعرنا الراشدي ، يحسن استخدام الكلمة ..

 في الشعر وبغض النظر عن تعريفه الأساسي والذي اختلف عليه الكثيرون ندرك تماما أن الشاعر مهمته الأولى تكمن في اختيار الكلمات بشكل عام، وكما قال ابن عبد ربه:

(اختيار الكلام أصعب من تأليفه) واختيار الكلمات هنا يعتمد على ثقافة الشاعر ومدى اطلاعه حتى يستخدم المفردة أو الكلمة المناسبة في قصيدته حيث كان موضوعها.

ومن هذا السياق لاحظت بحم متابعتي  كثيراً بحكم متابعتي للنصوص الشعرية على وجه الخصوص ان هناك مفردة أو كلمة تطارد كل شاعر في معظم قصائده وكأن تلك المفردة الكلمة أصبحت ملكا له فكانت عدة  كلمات ( الحلم -حلمي) و(مبعثرة) و(الليل)  طاغية في قصائد الشاعر  .

أرى أن هذه الظاهرة غريبة وعجيبة بنفس الوقت، وكما أرى أن لهذه الظاهرة جانبين أحدهما سلبي والآخر إيجابي على طبيعة الحال ومن الجانب السلبي التكرار لا أكثر إلا في حال توظيفها بصور مختلفة وأجمل في كل مرة تسقط هذه الكلمة، وأما في الجانب المقابل (الإيجابي) والذي بكل صدق أرى أنه يطغى من الناحية الإيجابية، أن الشاعر وضع بصمته بشكل - لا إرادي- في كل قصيدة من خلال المفردة الكلمة التي أصبحت ملكه لا أريد الجزم ولكنني واثق تماما بحكم متابعتي للشعر ، لو قرأت ثلاثة قصائد فيها تشابه للكلمة المفردة التي تطارده في قصائده إضافة الى بصمتة قوية والتكرار مطلوب ، والواضح أن البصمة أعظم في هذه الظاهرة الغريبة والعجيبة، كل شاعر يتمنى البصمة في قصائده للخلود والإضافة، ولكن في حال التصنع ستكون استحالة، هي تأتي بشكل عفوي لا أكثر ، وهنا بعض من أبياته التي تسقط بها هذه الكلمات : ..

انا احساسي غريب و((حلمي)) اسمر

بين شرهة وضيقة بال وحقوق

مر ((حلمي)) وخطواته عجوله

بين صدق الأماني والعتب والملام

((حلم)) لقياك يوم عيونك اختالته

ذابت ( أحلام) مدري ذابت قلوب

يا حسافه ولا رديت ديني!

لا تقول لدت عيوني للفراق ونظرت

لو ان (الاحلام) بيدي كان حققتها

يمكن يزول حزني والشعور يهدى

واترك (الحلم) وألقى( حلم) غيره هناك

رفرفت مع بيرق الشاعر عزيز الجناب

وبعثرت من مجمل (الأحلام) شي كثير

يا مسامر الدمع حمل الجرح مقدور

اخاف اصارحك و(احلامك) تكسر

نتوقف هنا وأجزم أن كل شاعر يفكر الآن ما هي الكلمة التي تطارده  في كل قصيدة كتبها حتى أن حاول مرارا وتكرارا تفاديها ولكن دون جدوى تسقط لا إرادياِ واعتقد كذلك بان لهذه الكلمة دلالة نفسية على شخصية الشاعر، تمعنوا في قصائد الديوان لتتعرفوا على كلمات الشاعر عبد الستار الراشدي

ما دام لكل شاعر كلمة.!

وأعظم تصوّر لديوان الشاعر عبد الستار الراشدي لهذه البداية أن نكوّن ..أوأن يكون للشاعر أسطورة خلق..

أسطورة عشق،في ترابط عضوي بين الحبّ والخلق ، والرمز ، علّة وغاية ، فعلا وقصدا.. فإن المراجعة في

 القراءةَ المتأنية للقصيدة تحمل إمضاء الشاعر تُظهر بشكلٍ جلي أنَّ عاطفةَ الحب الصادق المقرونة بمسحة الجمال تشكل أبرز الينابيع التي أثارت قريحة الشاعر- عبدالستار-الإبداعية،وحفزته على البوح شعراً،إلى جانب تجسيد عواطفه رسما بالكلمات..

وقد أضفى شاعرنا بجهد ملحوظ على الإبداع مسحة من الجمال،زاد أدبنا رقة

وعنفوانا، وانه يجيد الرقص على إيقاع الكلمات أدعوه..الآن..وهنا..- بعفوية مطلقة - إلى الإستمتاع بالنغمات الشعرية التالية:

ضرورة ان يحصل التناغم،

بين الشاعر والمتلقي..

هكذا هو الحب-كما جسده الشاعر  في قصيدته العذبة:.

الى من أحب

أتدرين ؟

رسمتك على شفاه النجوم

حينها مسحت من مآقي الغيوم ..

 دمع هواك أنقذني من الوحدة..

أنا بدونك كطائر صغير بقفص ..

لا يمكنه أن يطير .. كالاسير

يطلب منك تلك الحرية ... فكي قيوده ...

في الحب،نصطبر على مشاغباته نثور ونهدأ، وكلّما أقسمنا اعتزاله عاد قلبنا إليه طواعية. أوَمَنْ وأصدق الشاعر حين يحكي مفاهيم الحبّ ويحاكي الحبيب ،

إن ما يَلفت النظر في هذه القصيدة هو الإيقاعية التي انبنت عليها ،فلم يركب الشاعر مركب المتقشّف في هذا الجانب ،وقد فعل هذا بتفرد هذه التفاعلات في قصيتده ( تأملات حزينة ) متحرر من ضغط الإيقاع المفتعل، إنه إيقاع أتى عفو الخاطر والقلب ،ولم يتقصده الشاعر قصدا، فهو إيقاع داخلي يأسر أذن السامع ،إيقاع ينبني على تكرار البنيات اللغوية،وينتج عن ما ينشأ بين الكلمات من علاقات عن طريق التجاور ، قد ادركنا ذلك ، ان لم يدركه الشاعر .

لان الشعر شعور .. الشعر مشاعر ..الشعر ترجمة فنية وجمالية لأحاسيس ليست بالضرورة كلها تهم الشاعر أو الشاعرة فالشاعر لسان قومه ونبضه ، فضلا عن كونه لسان حاله وذاته.

فالشعر النثري بدون تقيد أو ارتهان لروي أو قافية ، مما رفع من منسوب دقته وصدقيته قوة المفردة وتلاشى الإيقاع ووقع في حالة التكرار  ، ومن يطلع على قصائد ديوان الشاعر عبد الستار الراشدي في بعدها الجمالي يدرك أن معيار الصورة والإثارة متحققة في قصائده  وفي نسقها الشعري (قصيدته طال علي الليل ) ؛ولعل الملمح المهم في شعرية قصائده مؤسسة على صور مؤثرة لتحقيق البعد الجمالي، متنوعة عن حالة الشاعر وقلقله،وإحساسه  العاطفي المتقد ، كما في هذا المقطع:

وقصر عني النوم ...

ماتت الزهور ...

بعد خريف العمر

سقتط أوراقها ..

وكل ورقة ساقطة ..

تتحدث عن اليوم التالي ...

راجعت نفسي بنفسي ..

كيف اترك نفسي بشمسي

راجعت نفسي

... كيف ابدل قمري بالشمس

كيف اذهب بنفسي إلى رمسي

كيف أعود إلى رشدي بنفسي ...

لا أستطيع اعادة نفسي

إلا بنفسي

فالشيب غزاني.. واستسلمت للنفس

وكان البحث الاستنباطي في قصاىد الديوان ان فيها استخدام -/ليل كئيب / قلب اسد مكلوم/ ظلام حالك/

خانتني افكاري/ ماتت الزهور

/ هلوسة عابرة -

ما يدل على ان قصائد  الديوان مغلفة بالحزن الذي لم يفارق مفرداته ، وكانما يريد شيء من الواقع بعيدا عن الحرمان  ، وايضا لم يغفل الشاعر بإشارات طفيفة

في بعضُ الكلمات .. ان

كتَبها بِحبرِ الروحِ فَنزلت على السطرِ كالنسمات .. نكتبها

 بأناملنا فنعيدُ قراءتها كأنها لنا مُرسلات .. فبعض الكلمات تُكتبُ من الخيال فتطوف حولنا بأجمل النبضات ..

وبعضُ الكلمات تُكتب بشوق فَنضعها مع قهوتنا لتكتمل النكهات .. وبعضُها تُكتَبُ كَعلاجٍ للقلب فتَزرعُ على شفاهنا بسمات ..

وختاماً نقول،تتجسد الصورة الشعرية المبهرة في قصائد الشاعر  بلغة بسيطة وسهلة خالية من التعقيد اللغوي تنم عن منطوق الكلام المنساب الذي يُكْسِبُ اللغة اليومية شعريتها،من حسن التركيب وتدفق اللغة الهادئة ، وهو تلمتأثر بالشاعر الكبير غزاي الطائي وينتمي الى مدرسة الراحل مرشد العنبكي الذي

يتسم بهدوء الروح الساكنة سكون النفس التواقة للحب الدائم والطهر والنقاء، ومن خلال ملازمته للراحل علي الصوفي ، بحيث خلق لغة حية بمدلولاتها ومعانيها الغزيرة التي لا تنضب والمنسجمة مع بنية قصيدة النثر الحديثة..

وهذا انطباع على قصائد  الشاعر الراشدي” وهو إطلالة سريعة في قراءة  عليها. أرجو أن أكون قد وفقت في ملامستها شيئا ما ولو من بعيد في عجالة .. متمنياً المتابعة المستفيضة لمنجز الشعراء الكبار لإحكام تجربته

، لياخد مكانته بين شعراء جيله ..تقديري .


مشاهدات 64
الكاتب عباس الجبوري
أضيف 2025/05/10 - 12:12 AM
آخر تحديث 2025/05/10 - 12:33 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 688 الشهر 11937 الكلي 11005941
الوقت الآن
السبت 2025/5/10 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير