الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
حازم السهيل .. دبلوماسي معارض وسليل بني تميم    2-2
صلاح عبد الرزاق

بواسطة azzaman

شخصيات عرفتها

حازم السهيل .. دبلوماسي معارض وسليل بني تميم    2-2

صلاح عبد الرزاق

 

اغتيال الشهيد طالب السهيل

ولد طالب السهيل عام ١٩٣٠ ، واستشهد في ١٢ نيسان ١٩٩٤. كان يحمل الجنسية الأردنية ويعارض نظام صدام. وكان أحد قادة محاولة اغتيال فاشلة كانت مقررة في ١٧ تموز ١٩٩٣ للإطاحة لصدام بعد حرب الخليج. كان مقرباً من العائلة الهاشمية ، ويروى عن علاقة طفولة بينه وبين الملك حسين امتدت لفترة طويلة. اعتقل لعلاقاته ولقاءاته مع الملحق العسكري المصري الصاغ بدر. الأمر الذي اضطره إلى مغادرة قصره (قصر طالب) في أبو غريب. ثم غادر العراق إلى الأردن. قام ملك الأردن بتعيينه مستشاراً للشؤون العراقية. وعمل في وقتها بالتجارة وتربية الخيول العربية. عاد فترة إلى العراق إثر إصدار الرئيس عبد الرحمن عارف عفواً عاماً شمله في عام ١٩٦٨.

 

يقول حازم السهيل: لم يكن طالب بعثياً لكنه كان ضمن المعارضة العراقية ضد نظام صدام. ومنذ تموز ١٩٥٨ لم يقم في العراق بشكل دائم بل يتردد بين بغداد وبيروت ودمشق. فهو محسوب على النظام الملكي. وتمت تصفيته على أنه ذا صلة بمؤامرة جاسم مخلص وراجي التكريتي . وكانت له علاقات واسعة داخل العراق . تم اغتياله في بيروت بأسلوب الغدر.

كان يقيم في عمان بالاردن ، ومتزوج من علوية بيت السيد بدر الدين من جنوب لبنان. كان متزوجاً بثلاث زوجات ، واحدة أختي تزوجها عام ١٩٤٦ ولم ينجب منها، ثم تزوج لبنانية من بيت الكركي ثم طلقها ولم ينجب منها، ثم تزوج الثالثة التي أنجب منها ست بنات منهن ورود وعالية وصفية وزينب وشيرين وسارة. صفية السهيل أصبحت سفيرة ، وسارة السهيل كاتبة وشاعرة . صفية نجحت في مهامها الرسمية وزوجها بختيار أنسان مهني وعاقل.

 

كان يقيم في عمّان ، وكان لديه جواز أردني، وكانت لديه شقة في بيروت يتردد عليها بين حين وآخر. وكانت المخابرات العراقية تراقب تحركاته وسفره المستمر. وكانت شخصيات من المعرضة يلتقون عنده . وعندما قررت المخابرات العراقية اغتياله خارج الأردن كي تتفادى توتير العلاقات بين البلدين، فتقرر اغتياله في لبنان. ولم تتقبل لبنان عملية الاغتيال فقطعت علاقاتها مع العراق.

كان لدى طالب صديق أرمني يعمل خياطاً في بيروت. وكان قد أوصى بخياطة قمصان عنده. ولم نعرف هل كان هناك تواطؤ بين الخياط والمخابرات ، أم أن العملية تمت بتخطيط مسبق؟ أو أنهم جاءوا إلى الخياط وادعوا أنهم أصدقاؤه وأنهم بصدد زيارته ، ويرغبون بحمل القمصان إليه. التحقيق محفوظ لدى السلطات اللبنانية.  قرعوا جرس الباب وكان طالب لوحده في المنزل لأن زوجته كانت في مشوار ، فسأل: من الطارق؟ فأجابل القاتل ، الذي كان يخفي مسدسه تحت القمصان، بأنه جاء من طرف الخياط ومعه القمصان. فما كاد يفتح الباب حتى أطلقت رصاصات عليه أردته قتيلاً في الحال.  وكان قد حذره أصدقاؤه بالحذر من وجود مخطط لاغتياله ، ونصحوه بمغادرة بيروت. وكانت بناته في عمان. وتم تشييعه ودفنه في بيروت. كان إنساً طيباً وشهماً ويحظى باحترام العراقيين.   

 

الشهيد حامد السهيل

 استشهد في عملية إرهابية قرب منزله في أبو غريب قامت بها منظمة القاعدة عام ٢٠٠٦. كانت له علاقة مع السعوديين ، وكانت يتقرب إليهم بحجة أن مؤسس المذهب الوهابي محمد بن عبد الوهاب من قبيلة تميم. وأنه يؤكد على رابطة الدم والقرابة معهم. وعرض عليهم بناء جامع في أبو غريب باسم (جامع محمد عبد الوهاب). ولكن الجماعات المسلحة لم تقبل منه ذلك . وكان في طريقة لحضور مجلس فاتحة ، في طريق الشعلة عندما تم اختطافه وتعرض للتعذيب ثم قتلوه.

 

أخي عبد العزيز كان محامياً ولديه كتابات ومؤلفات . لم يعمل في دوائر الدولة بل كان لديه مكتب محاماة. وبقي في العراق حتى وفاته بسبب المرض. أنجب ولداً اسمه مأمون وهو محاسب قانوني مختص.

 

أخي الآخر هو خميس الذي كان شيخ العشيرة حتى وفاته في ٢٦ / ١١ / ٢٠١٩. وحظي بتشييع مهيب لجنازته.

وأخي مانع كان يعمل في الزراعة وقد توفي.

 

أسرتي

زوجتي من أقاربي من محافظة ديالى ، فهي بنت عبد الخالق إبراهيم بن الملا فارس . وكانت تعمل في دائرة الضريبة بالعراق. والدها كان من خريجي كلية الهندسة الدورة الأولى في الثلاثينيات. ولديه أربعة أولاد ، حسام التميمي وهو أكبرهم في بغداد ، والدكتور وليد التميمي كان في لندن ، والدكتور فارس التميمي طبيب بيطري عمل في قطر لمده ٣٠ عاماً والآن مقيم في كندا ، وإبراهيم التميمي رئيس مهندسين كان مدير مشروع الثرثار وسد الفلوجة وسد بادوش وسد البغدادي ، وقد توفي في جائحة كورونا.  

لدي خمسة أولاد ، ثلاث بنات وابنين اثنين . ظافر تخرج من كلية الطب ويعمل في مستشفى ببلجيكا ، وفارس خريج علاقات دولية وعلوم سياسية من جامعة أمستردام ويعمل محاضراً لدى الشرطة الهولندية. وعفراء الكبيرة تعمل مدرسة رياضيات تقيم مع زوجها في السويد. ومنى مدرسة لغة سويدية ، وزهراء مستشارة في وزارة العدل الهولندية.

 

قنصل عام في حلب

قدمت إلى هولندا عام ١٩٩٣ ، وعدت للعراق عام ٢٠٠٣ والتحقت بوزارة الخارجية عام ٢٠٠٦ لكن زوجتي لم تعد للوظيفة.  عملت بمنصب نائب رئيس دائرة الدول المجاورة التي ترأسها آنذاك السفير محمود شكر من أهالي الموصل. بقيت سنتين في هذه الدائرة ثم نقلت إلى وظيفة قنصل عام في حلب بسوريا وكان السفير في دمشق علاء الجوادي. قضيت في حلب ثلاث سنوات ، وفي منتصف عام ٢٠١٠ تمت إحالتي إلى التقاعد.

 

عندما قدمت أوراقي إلى الخارجية السورية لم تقدم للوزير وليد المعلم بل حولها إلى رئيس دائرة التشريفات ، حيث تمت الموافقة على تعييني قنصلاً في حلب. وكانت العلاقة متوترة مع حكومة المالكي. وعندما زار حلب قدمني محافظ حلب له فصافحني ببرود . فكان عليه تجاوز ذلك والتصرف بدبلوماسية وكياسة. كان في حلب (٤٣) قنصلاً من مختلف الدول ، كنا نحن أربعة قناصل عامين وهم قنصل روسيا وقنصل أرمينيا وقنصل تركيا وقنصل العراق. والبقية كانوا قناصل فخريين.

كنت أزور دمشق بين فترة وأخرى في زيارات عادية وليست رسمية. كان الوزير المفوض حسن سوادي صديقي ، وكان يعمل قائم بالأعمال قبل مجيء علاء الجوادي. وفي أحد المرات عُقد مؤتمر وزراء النقل في حلب حضره الوزير بدر من من سوريا وسهل المجالي من الأردن وعامر عبد الجبار من العراق. تم بحث مشروع القناة الجافة (خط سككي) ، وافتتح في وقت قصير. وكلفني الوزير عامر عبد الجبار بالذهاب إلى اللاذقية للإشراف على تسيير القطار من هناك إلى ربيعة بالموصل ثم بغداد والبصرة.

 

بالمناسبة خط التنمية المقترح مؤخراً كان أول من بحث فيه لؤي بحري ابن يونس بحري. كان أستاذي في الجامعة وما زلت على تواصل معه حيث يقيم في واشنطن. كان أول قد ألّف كتاباً بعنوان ( سكك حديد بغداد) عام ١٩٦٧ . وقد أرسل لي نسخة مصورة منه. وقد تأخر شهراً في البريد الأمريكي لأنهم رأوه بالعربية فاعتقدوا أن له علاقة بالإرهاب. وقد بحثت عنه في مكتبات شارع الرشيد قرب المتنبي فوجدته وطلب صاحب المكتبة ثمناً خمسين ألف دينار. وكان الدكتور لؤي بحري قد كلفني بإعادة طباعته ، لكنه تأخر عني فاضطررت للسفر خارج العراق. وحدثني لؤي بحري بأنه قد تعب كثيراً على الكتاب والبحث عن مصادره. فسافر إلى برلين وجمع وثائق ومستندات تعود له. 

 

بقيت في وظيفتي بحلب ثلاث سنوات ثم عدت إلى ديوان وزارة الخارجية ومكثت عاماً ، بعدها أحلت على التقاعد. والقانون يسمح بالتمديد لسنة واحدة لكن الوزير هوشيار زيباري لم يكتب ذلك تحريرياً بل قال: داوم. وعندما راجعت دائرة التقاعد اعتبروني متجاوزاً على السن التقاعدي وطالبوني بكتاب تمديد من الوزارة.

 

من تجاربي

في السبعينيات كانت دائرة الدول المجاورة في وزارة الخارجية عبارة عن شعبة الدول المجاورة ، وكانت تضم تركيا وايران وأفغانستان. وفيها قسمان أحدهما مختص بتركيا عليها مستشار اسمه خليل الصبيحي،  والآخر رئيس قسم ايران واسمه رياض حسون . وكانا يأتيان بموظفين إلى القسم، مثلاً جاءوا بمترجمة كانت تعمل في السفارة الإيرانية ببغداد. وكلهم مشكوك بأمرهم.

 

زيارتي لإيران

بعد سقوط النظام والتحاقي بوزارة الخارجية عام ٢٠٠٦ ، كانت علاقتي جيدة بالسفير الإيراني أقاي كاظمي يصول ويجول في الخارجية. في أحد المرات طلب مني السفير طه شكر الحضور عنده ، وسألني: توجد سفرة إلى إيران ، هل تذهب؟    فأجبت: إي والله ، أنا لم أر ايران من قبل. فقال يوجد وفد برئاسة وزير التجارة فلاح السوداني ، وأنت ستذهب معه ممثلاً وزارة الخارجية في الوفد.  كان فلاح السوداني مؤدب وطيب جداً ، عندما يفتحون له الباب يشير ألي بالدخول قبله ، وعندما يقشر برتقالة يقاسمني إياها. وعندما ذهبنا لمقابلة نائب رئيس الجمهورية كان مع السوداني موظف يعمل في مكتبه اسمه محمد حنون غير منضبط . عندما كنا في الاجتماع ذهب وجلس في جانب الوفد الإيراني!! وهذا لا يجوز بروتوكولياً . ولما كان في الجانب الآخر لم أتمكن من التحدث نعه أو الإشارة إليه. فلما انتهى الاجتماع قلت له: محمد ما تفعل هناك ، يجب أن تجلس مع الوفد العراقي. فقال السوداني: أليس من واجبك تعليمه أصول البروتوكول؟ فقلت: متى أعلمه؟ وكان السفير العراقي في طهران هو مجيد الشيخ (أبو حيدر).  عند عودتي إلى بغداد قدّمت تقريراً إلى الوزارة بمجريات السفرة واللقاءات.

 

السفرة الثانية لإيران كانت بمرافقة وفد غرفة التجارة والصناعة العراقية ، وأنا أمثل وزارة الخارجية. وجدت مستشاري الوزارة في الوفد. والبروتوكول الدبلوماسي يضع المستشار أقل من الوزير المفوض (درجة دبلوماسية تساوي مدير عام) ، لكن في السياق الإداري فمستشار الوزير أعلى من الوزير المفوض. فعندما استلم الإيرانيون قائمة أسماء الوفد ومناصبهم ، وفيهم مستشارين ومنهم سلمان مكوطر وأنا وزير مفوض ، وقرابة ٣٠ مدير عام من مختلف الوزارات. لم يكن هناك رئيس للوفد ، كانت حالة فوضى. كان اسمي على رأس القائمة فتصرفت على هذا الأساس. لم يعجب ذلك المستشار سلمان مكوطر. وازداد غضبه عندما خصص الإيرانيون جناحاً في الفندق ، والمستشارين والمدراء العامين خصصوا لهم غرفاً.

في أول اجتماع مع الجانب الإيراني كان بضمنهم محافظ الأهواز الدكتور طهماز الذي يجيد العربية ، فاستقبلنا بترحاب. وقال: إن جمهورية ايران الإسلامية ترحب بكم ، ونحن أشقاء ، ويسعدنا أن يكون رئيس الوزراء العراقي شيعي. فشعرت بالاستياء وانتظرته حتى ينتهي من كلمته ، ثم قلت: نحن نشكركم ولضيافتكم وحفاوتكم بالوفد العراقي ، لكن لدي ملاحظة وهي أن دولة رئيس الوزراء هو رئيس وزراء العراق وليس رئيس وزراء طائفة. ارتاح الوفد العراقي لملاحظتي. بعد فترة كنا جالسين في مأدبة العشاء ، قال: إذا تعرفون أي شخص لديه منزل أو عمارة أو عقار أو بستان يريد بيعها فنحن مستعدون لشرائها. وألقيت كلمة في المأدبة كسياق دبلوماسي.

 

وكنت قد اصطحبت زوجتي لأنها كانت ترغب بزيارة الامام الرضا (ع) ، فاشتريت لها تذكرة طائرة وجاءت معي. قامت الحرجية الإيرانية بتخصيص امرأة تعرف اللغة العربية لمرافقتها. ذهبنا إلي مدينة مشهد وحجزت الخارجية لنا في فندق هناك. كما اصطحبت معي خمسة آخرين من أعضاء الوفد رغبوا بالزيارة. كان القنصل العراقي ابن أخت سمير الشيخلي البعثي المعروف ، وكان ما يزال في منصبه.

 

شخصيات عرفتها

بعد أداء الزيارة عدنا إلى طهران فوجدنا تساقط الثلوج الكثيف. وتم غلق مطار طهران. وبالصدفة كان نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي يزور ايران . وكان والده صديق لنا . جلسنا في قاعة الشرف ، وأم ظافر بقيت مع السيدة المترجمة. جاء عبد المهدي وكانت لي علاقة معه تعود لما قبل عام ٢٠٠٣ في لندن، فتصافحنا وبقي ممسكاً بيدي ليصطحبني إلى غرفة زجاجية داخل صالة الشرف في المطار تخصص عادة لكبار الشخصيات . جاء أحدهم سلم عليه فترك يدي ، ذهب هو معه ولم أرافقه وبقيت جالساً في الصالة. ترك عبد المهدي زواره وجاء وجلس قربي وسألني عن عائلتي وأهلي. وكانت السلطات قد قررت السماح لطائرته بالاقلاع وجاءت آليات تقشط الثلج عن المدرج. ولولاه لما أقلعت طائرتنا إلى بغداد.

 

كانت لي علاقات قوية مع أياد علاوي ، زارني مرة في هولندا قبل السقوط. كان مع ستار الباير وهو كظماوي أعرفه أيام الإعدادية ، وكان يعمل في حركة الوفاق التي كان يتزعمها علاوي. كان قادماً من لندن للحضور في مؤتمر لحقوق الانسان في هولندا. ورافقه حسن النقيب وتحسين معلة .

والتقيت بنوري البدران عدة مرات في لندن ، وهو متزوج من أخت أياد علاوي.  

 

التقيت بنوري المالكي في الجمعية الوطنية عام ٢٠٠٥ ، وأعطيته كتاب لمحمد سعيد الطريحي بعنوان (دولة النجف) حيث اقترح فيه أن تتحول النجف إلى دولة مثل الفاتيكان. تحدثت معه حول قضايا الطلاب وما يعانونه بسبب الكهرباء فلم يقبل قسم منهم في امتحانات البكالوريا للمرحلة الإعدادية، وأرجو شمول الجميع بدخول الامتحان. رحب المالكي بالفكرة ،  ووعد بأنه سيعرضها ليلاً على إبراهيم الجعفري رئيس الوزراء آنذاك. كما سلمته ثلاثة أوراق تتضمن مقترح إنشاء مجلس الخدمة العامة ، فاستلمها ووضعها في جيبه. في المساء صدر قرار شمول جميع الطلاب بامتحانات البكالوريا.

 

أحداث في الذاكرة

أضاف الشيخ حازم: حدثت لي حادثتان ، الأولى مع الأمريكان قبل السقوط وبدأت عندما اتصل بي عماد ضياء الخرسان المقيم في أمريكا ، وقال لي بأن الكاتب سمير عبيد قد رشحني ، وأنا لا أعرفه سوى بالهاتف. قال لي سمير بأن الأمريكان بصدد تشكيل فريق العمل من المستشارين (فريق إعمار العراق) بعد سقوط النظام. وأضاف: أنا ضمن الفريق وسأذهب إلى عماد وأطلب منه دعوتك. اتصل بي عماد الخرسان وتحدث عن فكرة الفريق ، فقلت له سأفكر بالأمر. سألت بعض الأصدقاء في هولندا منهم القاضي محمد جواد الطريحي، الذي رحب بالفكرة وقال: أرجو أن تتوسط لي كي أذهب معك. أبلغت الخرسان بموافقتي فطلب حضوري إلى واشنطن فسافرت. في واشنطن وجدت قرابة (١٥٠) مستشاراً في فريق الاعمار ومن ضمنهم فؤاد حسين ومحمد علي الحكيم صارا وزيران ، وموفق الربيعي وسامي العسكري .

 

عقبت فقلت: أنا اتصلوا بي أيضاً فاعتذرت لانشغالي برسالة الدكتوراه في جامعة لايدن. كنت راغباً بتنسيبي إلى وزارة الخارجية ، فقالوا لي يوجد أربعة مستشارين على الخارجية ، وهم سعد الفضلي ومحي الخطيب ، وغانم الشبلي ، ومهدي لا أتذكر لقبه وقد أصبح سفيراً في دولة الامارات. تم وضعي مشرفاً على المجالس البلدية في بغداد.

 

ثم قال: أما الحادثة الأخرى فهي مع الأمريكان أيضاً . فكانت في نهاية عام ٢٠٠٣ . أصبحت آنا وعادل حلاوي مشرفين على مجالس الكاظمية التي كانت تضم سبع مجالس بلدية (الشعلة ، علي الصالح ، العطيفية ، الكاظمية ، الحرية ، التاجي والطارمية ). وقد أصبح الشيخ محمد باقر السهيل عضوا في مجلس الكاظمية ثم صعد إلى مجلس القطاع. فأصبحنا عن قطاعي الكاظمية والمنصور. فكنا مستشارين مرتبطين بالإدارة الأمريكية ، حيث كنا نحضر اجتماعاً اسبوعياً ، كنا أحد عشر عراقي ومعنا الضباط الأمريكان المسؤولين عن كل قطاع. وكان الذي يدير الاجتماع أندي موريسون معاون بول بريمر.

في عملية انتخابات أعضاء المجالس البلدية استخدمنا طريق الانتقاء Selection وتختلف عن طريقة الانتخاب Election التي كان من المتعذر استخدامها لأنها تتطلب توفير أجواء انتخابات ومراكز انتخابية ومرشحين وموظفين وغيرها. تتمثل طريقة الانتقاء بجمع ٣٠٠- ٤٠٠ من شخصيات ووجهاء والمعروفين في كل منطقة ، ثم تختار منهم عدداً يتناسب وعدد سكان المنطقة. وكان أكبر مجلس هو مجلس الشعلة والحرية .

 

في أحد الأيام تقرر إجراء انتخابات تكميلية لزيادة العدد وأيضاً عبر طريقة الانتقاء. قال لي أندي موريسون أن شخصاً (لا أريد ذكر اسمه) يجب أن يصعد للمجلس بدون إجراءات !؟ فقلت له: على أي أساس؟ ألسنا في نظام ديمقراطي؟ سكت ولم يجب ، فقلت له: أنا لا أعمل ذلك ، وكان بيدي قلم فوضعته ، وأضفت: أنا قادم من هولندا وهي دولة ديمقراطية حتى أنها تسمح للمواطن بشرب الحشيش !!! صمت ولم ينطق بكلمة واحدة. وعندما أجريت الانتخابات صاروا يراقبونني.  وحضر ضباط أمريكان إجراء الانتخابات التي أقيمت في قاعة بشارع الزيتون بأبي غريب. حضر ذلك الشخص وفشل في الانتخابات. لقد أخذ موقفاً تجاهي. وكان معنا جورج باكوس وهو عراقي مسيحي الذي أصبح مستشاراً للمالكي لفترة ما ، دخلنا الغرفة قال: لم أر مثل شجاعة حازم السهيل.

 

في أحد الأيام رن الهاتف (MCI شبكة خاصة نصبتها القوات الأمريكية للهاتف النقال) فكان المتحدث كما عرف نفسه بأنه محامي جماعة مجاهدي خلق طلب مقابلتي.  وكان ملف الجماعة عندي باعتباري مسؤولاً عن قسم إيران بالخارجية ، ولا أعرف من أين جاء برقم هاتفي. قلت له: لدي تعليمات بعدم اللقاء بكم. ولست مستعداً لذلك لا بالصفة الشخصية ولا بالصفة الرسمية. وبعد إلحاحه الطويل وافقت على استقباله في الوزارة. سألته: ماذا تريد؟ فقال: مجرد التعرف على جنابك. فقلت: وماذا يعني تتعرف عليّ؟ لقد استقبلتك على مسؤوليتي ، فالوزارة منعت لقاء جماعة مجاهدي خلق. لم أخف رأيي بهم فقلت: إن موقفي هو آن تقوم الحكومة العراقية باستخدامكم كورقة تفاوض مع إيران. بعد مدة طويلة اكتشفت أن الإيرانيين هم من أرسلوه لاستكشاف موقفي من قضيتهم. لكنها لم تكن ترغب إدخال مجاهدي خلق في أية مفاوضات مع العراق بل كانت تريد تنفيذ توجيهاتها بصددهم وهي إخراجهم من العراق.


مشاهدات 324
الكاتب صلاح عبد الرزاق
أضيف 2024/03/22 - 10:29 PM
آخر تحديث 2024/04/27 - 6:09 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 79 الشهر 10718 الكلي 9136625
الوقت الآن
الأحد 2024/4/28 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير