فم مفتوح .. فم مغلق
نكرر التحذير: أجهزة كهربائية خطيرة
زيد الحلي
ليس الأمر صعبا ، ان يلاحظ المواطن اثناء تجواله في اسواق الاجهزة الكهربائية المنتشرة ببغداد والمحافظات ، وجود صناعات ذات اسعار منخفضة جدا ، لكنها خالية من المتانة ، وكثير منها سببت وتسبب حرائق ، ازهقت عشرات الارواح البريئة ، واهلكت مئات الدور السكنية والمحلات ..
ومع هذه الوفرة التي نشاهدها في معارض بيع تلك الاجهزة ، وبعضها بتنا نراها مكدسة على ارصفة الشوارع امام المحلات ، يتساءل المرء عن جدوى استيراد اجهزة فاقدة للجودة ، وبعيدة عن رصانة الانتاج .. ومع هذا التساؤل ، تبرز اسئلة اخرى عديدة ، عن السبب بعدم العمل بقرار صادر قبل سنوات من مجلس الوزراء ، خول فيه وزارة التجارة منع استيراد البضائع والصناعات غير المستوفية لشروط التقييس والسيطرة النوعية ، وقد اثلج ذلك القرار في حينه قلوب المواطنين ، وبالخصوص ارباب العوائل البسيطة ، فهو بمثابة طوق نجاة ، من فخ صيد لعبة الانبهار بشكل البضائع ، وخواء محتواها ، لاسيما الصناعات الكهربائية الرديئة والمغشوشة التي اصبحت ضيفا دائما في اسواقنا التجارية .
لكن اللافت ان القرار المذكور ، ضيعه الزمن ، فلقد استمر الاستيراد ، غير المنضبط لمئات من العناوين الصناعية ، وكان نتيجة لذلك الضياع ، منح الفرص لتجار ( آخر وكت ) بتوريد اجهزة كهربائية من مناشئ غير رصينة ، مثبت على «الليبل» الخاص بها امبيرية معينة وفي حقيقتها تستهلك ثلاثة او اربعة اضعاف ذلك ، مثل التنور الكهربائي والهيترات ذات الأحمال العالية والسخانات الكهربائية الضخمة ، والثلاجات واجهزة التكييف التي تسحب امبيرية عالية بسبب احتوائها على كمبريسرات رديئة المنشأ، ما ادى الى زيادة كبيرة في كمية الاحمال على المحولات واستهلاك الطاقة الكهربائية ، وفقدان خدمة تجهيزها الى المواطنين .
ان الكوارث التي تحملها الشعب ، لا تعد نتيجة صناعات تحمل اسماء وعلامات شركات عالمية ، غير إنها في واقع الأمر ، مجرد شكل وعلامات تجارية مغشوشة ، واظن ان موضوعا آخر من الضروري الالتفات اليه ، وهو منع استيراد الاسلاك الكهربائية الموصلة للطاقة الكهربائية ( الوايرات ) التي سببت عشرات الحرائق المدمرة في الاسواق والبيوت والمستشفيات ، حيث نلاحظ اتساع ظاهرة وجود أنواع من التوصيلات الكهربائية في الأسواق غير مطابقة للمواصفات القياسية المعتمدة ، وهي بذلك تعد مخالفة لنظام الأمن المجتمعي ، فالتوصيلات الكهربائية متنوعة ، ولكل نوعية قدرة محددة وتستخدم مع أجهزة كهربائية معينة ، لذا نجد ضرورة الانتباه الى هذا الأمر من ناحية السلامة عن طريق توعية المواطن بالحرص على اختيار التوصيلات المناسبة لنوعية الجهاز الكهربائي الذي لديه..
ان ظاهرة ( التمديات ) السلكية العشوائية ، من المولدات الاهلية الى البيوت والمحال التجارية ، اصبحت قنبلة موقوته ، فبعد ايام او أسابيع قليلة من استخدامها تُعلن استسلامها وذوبانها وربما احتراقها ، تاركة عواقب لا تحمد عقباها ..
نأمل اتخاذ اجراءات صارمة تهدف الى تنظيف البيئة العراقية من هذه الصناعات الخطرة ..
Z_alhilly@yahoo.com