الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
وماذا عن التفرعن ؟

بواسطة azzaman

وماذا عن التفرعن ؟

حسين الصدر

 

-1-

هناك سؤال مثير يطرح نفسه بإلحاح ويقول :

هل هناك سقفٌ معين يقف عنده الانسان اذا ما أًتيحت له فرصةُ التسلط والطغيان، أم انه يتجاوز ويخترق الخطوط الحمراء كلها دون مبالاة حتى يصبح نسخة ( فرعونية ) جديدة ؟

وهل يختص التفرعن بالرجال أم أنه يكون في النساء أيضا .

-2-

انّ ما حدّثنا به التاريخ عن ( الخيزران ) ، الجارية التي اشتراها (المهدي) ثم اعتقها وتزوجها ، وأصبح محكوماً بالخضوع الى أوامرها وقد بلغ التفرعن عندها غايته اذ لم تكن تتوقف عن تمزيق ثياب زوجها (المهدي) أحيانا، في منحى شديد الغرابة اذ كيف تتعامل هذه المرأة مع زوجها السلطان الذي أنقذها من أسر العبودية وتزوجها فأصبحت الأميرة التي تأمر وتنهى ولكنها نسيت كل ذلك وأصبحت تمارس بحقه ألوانا من التفرعن الغريب ؟

نُقل عن الواقدي أنه قال :

« دخلتُ يوما على المهدي فدعا بمحبرتِهِ ودفتره وكتب عني أشياء حدثته بها ، ثم نهض وقال :

كن بمكانك حتى أعود اليك، ودخل الى دار الحرم ثم خرج متنكرا ممتلئا غيظا ، فلما جلس قلت :

يا امير المؤمنين :

خرجتَ على خلاف الحال التي دخلتَ عليها ؟

قال :

نعم

دخلتُ على الخيزران فوثبت اليّ ومدّت يدها التي وخرقت ثوبي ..!! «

راجع المنتظم لابن الجوزي

ج8 ص 347

أليس من العجيب ان تتجرأ الخيزران على المهدي وهو زوجها السلطان الكبير فتمزق ثوبه ؟

ولعل هذه القصة وأمثالها تعتبر الجذر التاريخي لتطاول الزوجات على أزواجهن .

انّ الخيزران لم تصل الى مرحلة الطغيان الاّ بعد أنْ أيقنتْ أنَّ المهدي قد ملّكها قلبه وبات لا يهنا بالعيش الاّ اذا كانت معه وانه اصبح العوبة بيدها وعلى الإسلام السلام حين يصبح السلطان ألعوبة بيد أمراة لا يُدرى متى ترضى ومتى تغضب ؟

-3 –

ومن التاريخ القديم الى أيامنا الحاضرة هذه هناك من النساء من يتجاوزن حدودهن في تعاملهن مع الأزواج .

ووراء كل قضية من هذه القضايا أسرار .

فالناس معادن

وحاشا الزوجة الصالحة المؤمنة  أنْ تتجاوز حدود اللياقة والادب في تعاملها مع زوجها

وهذه بمنزلة الذهب

أما التي هي كالنحاس فحدّث ولا حرج

ومن يتجاوزن الحدود  فانهن يرتكبن ما يرتكبن من غرائب الاعمال اســـــتغلالاً لنقاط الضعف في أزواجهن .

                           -4-

ولن تهنأ الاسرة بحياة سعيدة مالم يكن الزوجان متحابَيْن يلتزم كل منهما باحترام الاخر والحفاظ على حقوقه .

 

 

 


مشاهدات 156
الكاتب حسين الصدر
أضيف 2024/04/30 - 7:23 PM
آخر تحديث 2024/05/17 - 2:18 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 161 الشهر 6632 الكلي 9244670
الوقت الآن
الجمعة 2024/5/17 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير