ولماذا الغفلة عن قدرة الـله الباهرة ؟
حسين الصدر
-1-
ينبهر الناس بالكثير من المخترعات التكنولوجية وينسون أنها صنيعة العقل البشري الذي مكنّه الله تعالى من إظهار تلك المخترعات الباهرة .
انّ العقل البشري هو من أعظم الدلائل والآيات على عظيم قدرة الله سبحانه وحكمته في تسخير ما خلقه في السماء وفي الارض لصالح الانسان الذي اعتبره الله سبحانه خليفةً له في الارض ، ورسم له المنهاج الكفيل باسعاده وإشباع كل حاجاته الروحية والجسدية .
-2-
وكل ما في هذا الكون الفسيح من تدبير ونُظم باهرة آياتٌ بيّناتٌ تشهد للرب العظيم بالحكمة والاقتدار .
فواعجبا كيف يُعصى الالهُ
أمْ كيفَ يجحُده الجاحِدُ
ولله في كُل تحريكة
وفي كُلّ تسكينةٍ شاهِدُ
وفي كل شيء له آيةٌ
تدلُ على أنّه واحدْ
-3 –
جاء في التاريخ :
ان أبا بصير سأل الامام الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) قائلاً :
« لأيِّ عِلةِ خَلَقَ اللهُ آدمَ مِنْ غيرِ أبٍ وأمٍ ؟ ،
وخَلَق عيسى مِنْ غيرِ أبٍ ؟ ،
وخلق سائرَ الناس مِنَ الآباء والأمهات ؟ «
فقال الامام الصادق ( عليه السلام ) :
« ليعلم الناس تمام قدرته وكمالها ،
وليعلموا أنّه قادر على أنْ يخلق خلقاً من أنثى من غير ذكر ،
كما هو قادر على أنْ يخلق من غير ذكر وانثى ،
وانّه عَزَّ وجَلَّ فعل ذلك ليُعلمٍ انّه على كل شيء قدير .
وجميلٌ ما قاله المرحوم الشاعر السيد احمد الصافي النجفي :
يعترضُ العقل على خالقٍ
من بعض مصنوعاتهِ العقلُ
إنْ يعترض عقلٌ على ربِّهِ
فذالك العقلُ هو الجهلُ