الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
المسيّرات الإيرانية وتغيير منهج الضد النوعي

بواسطة azzaman

المسيّرات الإيرانية وتغيير منهج الضد النوعي

محمد حسن الساعدي

 

تنوعت ردود الافعال على الهجوم الذي شنته القيادة العامة للقوات المسلحة الايرانية بعشرات المسيرات والصواريخ البالستية والمجنحة والكروز على مواقع عسكرية في قلب الكيان الاسرائيلي واهمها المعسكر الذي أنطلق منه الهجوم على السفارة الإيرانية بدمشق في الأول من نيسان الجاري والذي راج ضحيته 7 من المتارين العسكرين اهمهم القائد محمد رضا زاهدي، وهو أمر خارج سياق الحرب وثقافتها والتي تنص على البعثات الدبلوماسية هي أرض محرمة ومستقلة لا يمكن المساس بها بأي حال من الاحوال،ويأتي هذا التصعير الخطير في ظل الحرب المروضة على غزة والتي وصلت الى طريق مسدود.

ليست المرة الاولى التي تقوم إسرائيل بمهاجمة المواقع الايرانية،ولكن في ظل هذا التصعير على الجبهة الفلسطينية تمثل تصعيداً خطيراً في حرب الظل الطويلة على إيران،والامر المهم أن الاسرائيليون أنفسهم يدركون تماماً أن هذا الفعل سيولد رد فعل أنتقامي،ولكن في نفس الوقت يعتقدون ان إيران تتجنب المواجهة والمخاطرة في المنطقة،ويمكن أن يكونوا غير جادين في تهديداتهم.

محلة جديدة

ولكن كانت الرد والمفاجئة التي أيقظت العالم وأسكتت الاجوار جميعها،ليعلن بذلك بدء مرحلة جديدة من المواجهة في المنطقة وتغيير قواعد اللعبة،ليس وفق أهواء الصهاينة بل وفق رؤية واستراتيجية رسمتها الجمهورية الايرانية في مواجهة إسرائيل ومن قبلها واشنطن والتي أعلنت عدائها الواضح لإيران ورفضها أي مساس بأمن إسرائيل.

العمليات الوحشية التي تقوم بها العصابات الاسرائيلية على غزة وقتل أكثر من 30 الف مواطن في غزة،جعل تل ابيب تعيش في عزلة دولية بالإضافة الى فراغاً في السلطة والتي لم تستطع إدارة الازمة ولم تستطع التحكم بمدينة غزة،ولازالت حركة حماس المسيطرة على المشهد السياسي والامني وتمتلك الكثير من قيادتها التي تتحكم بقواعد المواجهة من تحت الارض وفوقها،ماجعل حالة من التذمر لدى الجيش الاسرائيلي على قياداته العسكرية والسياسية والتي لاتمتلك رؤية أمنية وخطط عسكرية في مواجهتها لحماس في غزة،ما أفقدها الكثير من عناصر القوة في المواجهة،وعلى الرغم من امتلاك الجيش الاسرائيلي لأقوى ترسانة عسكرية مدعومة من واشنطن وفرنسا وبريطانيا والمانيا وغيرها من دول داعمة للكيان الاسرائيلي،الا انها فشلت فشلاً ذريعاً امام الطائرات الشراعية والأسلحة الخفيفة والمتوسطة والتي استطاعـــــت اختراق هــــذه الترسانة ووصلت الــى أهدفاهــا المرسـومــة لهـــا .

ما زال نتنياهو يصر على تحقيق أحلامه في «النصر الشامل» في غزة،ويصر دائماً على انه لا يمكن تحقيق أي نصر ما لم يتم السيطرة على آخر معقل من معاقل حماس وأنهاءه وتحديداً في رفح الحدودية مع مصر، ومع تحقيقه لأهدافه أخذ يفتح المواجهات في الجبهات الأخرى في محاولة للتغطية على خسائره العسكرية الكبيرة،لذلك لجأ الى فتح مواجهة جديدو مع طهران من أجل تحفيف الضغط الداخلي ومحاولة كسب تعاطف المجتمع الدولي،وإيجاد الذريعة من أجل إدخال واشنطن في حلبة المواجهة في الشرق الاوسط.

الضربات النوعية للجيش الايراني أطلقت رسائل مهمة لإسرائيل تحديداً والمجتمع الدولي عموماً،هو انه لا يوجد أي خطوط حمراء مع الصهاينة،وأن الاحرار في العالم لن يقفوا مكتوفي الايدي إزاء جرائمهم في غزة،وان الرد سيكون بنفس جنس الجرم وأن المواجهة القادمة ستكون أكبر وأقوى في حال أخطات الادارة الامريكية وحليفتها إسرائيل في أستهداف الجمهورية الاسلامية او دول المنطقة، وان من حق جميع دول الشرق الاوسط ان ترد على أي استهداف من قبل تل أبيب وفي داخل العمق الاسرائيلي،لان هذه الضربة عكست واقع هزيل وضعف في المنظومة السياسية والعسكرية الاسرائيلية،وإنهيار دويلة قتل الاطفال المزعومة.

 


مشاهدات 218
أضيف 2024/04/21 - 5:47 PM
آخر تحديث 2024/05/08 - 9:51 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 400 الشهر 3208 الكلي 9241246
الوقت الآن
الأربعاء 2024/5/8 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير