(الزمان) تتجول في المدن الإيرانية

ريف كرمنشاه يحتضن الحضارة الأخمينية

كرمنشاه- حمدي العطار

تعال معنا نصحبك إلى الريف في كرمنشاه  في جولة سريعة بين معالمها الحضارية وآثارها التاريخية.فالريف هنا يجعلك تغوص في أعماق التاريخ . وتشير الكتابات التاريخية إلى أن هذه القرى الريفية ( طاق بستان)و ( بيستون) وما تحويه من تماثيل تم نحتها في الجبال ونقوش( نقش داريوس الكبير) و ( تمثال هرقل) يعود تاريخها إلى 522 قبل الميلاد وعلى ارتفاع 1300م في الجبال  تمثل الحضارة الساسانية والاخمينية وهي تعد من اشهر المواقع الأثرية في الشرق الأدنى وهي إحدى المواقع التراث العالمي لليونسكو.

كما يعد ريف كرمنشاه مكانا للكهوف (كهف قوري قلعة) و( كــــــــهف شكار چيان) .

وادى وجود التضاريس الجبلية الغربية والسهول المرتفعة بين الجبال إلى خلق غطاء نباتي متنوع في هذه المنطقة، أما في المدن التابعة لمحافظة كرمنشاه مثل ( ربل ذهب) فيها نقش ( انوياني – ني) الحجري والذي يعد من أقدم النقوش في العالم واول فن معماري على الحجر في القارة الآسيوية ، ونقش بيستون قد تم انشاؤها بعد الفي عام وهو مستمد منه! أما مدينة « اسلام اباد» فهي عاصمة غابات البلوط، كما يوجد في مدينة (قصر شيرين) « خان عباس» والمسجد الشافعي في سوق كرمنشاه.. وكنا قد زرنا هذه المواقع في زيارات سابقة ورحلتنا هذه المرة قصيرة ( 5) أيام وفيها الأمطار الغزيرة!لذلك قمنا بهذه الجولة الافتراضية.

صحنه الريفية

كانت وجهتنا اليوم إلى مصيف صحنة الذي يقع في قرية سراب صحنه وتعني ( المكان الواضح ) لارتفاعها عن سطح البحر ( 2000) وعلى الرغم بأن الأمطار سوف تغطي تلك المنطقة الجبلية ولكن لا مجال لتأجيل الذهاب اليها، في البداية كانت الأجواء لصالحنا على الرغم أن بعض العائلات لم تجلب ملابس شتوية مناسبة لهذه الأجواء وقد حذرت البعض من برودة الطقس لهذا اليوم فضلا عن توقع سقوط الأمطار حتى قلت لصاحب هذه العائلة ناصحا له بشراء ملابس من المحال وهي رخيصة جدا لكنه لم يستجيب إلى نصحيتي، تمتعنا بالطبيعة الجميلة لهذا المصيف مع وجود كثافة الأشجار التي تحيط بالمكان على طول الطريق للوصول «مقبرة المشهد « وهي تحتوي على قبر ساهني تم نحت قبر كبديكارس أو قبر شيرين في جبل شوغ الواقع شمال مدينة ساهني في دربند ومدفون في هذه المقابر فرهاد طرش وقبر شيرين فرهاد التي تحكي قصة حب عظيمة تشبه قصة حب قيس وليلى . كما توجد بحيرة يمكن تأجير زورق لقيادتها بتحريك الاقدام وأمام البحيرة مجسم كبير لجهاز المذياع القديم . و صعودا مع مجرى الماء للوصول إلى  الشلال! وكانت الأمطار متوقفة ولكن في لحظة تغيرت كل الامور وبدأت الأمطار بالهطول وعلى الكروب السير تحت زخات المطر للوصول إلى الباص وهو يقف بعيدا عـــن المصـــــــــيف وقد تبلل هؤلاء الأطفال المساكين وتأخرنا في الرجوع الى الفندق، لنصل إلى كرمنشاه التي تركناهم وهم يقيمون صلاة العيد في شارع الفردوس أمام الفندق ورجعنا ليستقبلنا   المطر وليجعلنا نعتكف في غرف الفندق حتى المساء وبعدها خرجنا لوحدنا إلى أحد المولات فليس من المعقول قضاء كل الوقت داخل غرف الفندق.

يتبع