الغارديان تحمّل الشركات النفطية أسباب الأزمة
خبير لـ (الزمان): نحتاج لإتفاقات سياسية مع الجوار للحد من شح المياه
بغداد - ابتهال العربي
تزامناً مع تفاقم ازمة التلوث ونقص المياه في العراق، واستغلال ارتفاع اسعار النفط بعد الحرب الروسية الاوكرانية، كشفت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، عن انخفاض صادرات العراق النفطية لأمريكا، للأسبوع الثالث على التوالي لتصل الى معدل 114 الف برميل يومياً خلال الأسبوع الماضي، منخفضة بمقدار 22 الف برميل كمعدل يومي عن الاسبوع الذي سبقه، لتبلغ الصادرات النفطية لأمريكا بمعدل 136 الف برميل يومياً. فيما قالت صحيفة الغارديان الريطانية ان (شركات النفط العاملة في العراق تضخ كميات كبيرة من المياه في باطن الأرض للمساعدة في استخراج النفط). وقال الخبير الاقتصادي، حيدر عصفور، لـ (الزمان) امس ان (ازمة المياه في العراق، المركبة مابين شح المياه وغياب الاتفاقات السياسية واخلال تركيا بالاتفاق، وزيادة الطلب على جميع الموارد التي يحتاجها المواطنون في ظل التزايد السكاني، ادى الى التأثير على انتاج النفط)، مبيناً ان (استخراج برميل من النفط يحتاج الى ثلاثة براميل من المياه)، واشار الى ان (الشركات المستخرجة للنفط غير ملزمة بالتعويض عن ازمة المياه، لكونها تعمل وفق عقود وبنود خاصة)، مضيفاً ان (هنالك اباراً ارتوازية يستفيد منها العراق لكنها لاتفي بالغرض المطلوب)، واوضح عصفور ان (العراق يحتاج الى اتفاقات سياسية بهذا الشأن، فيما يخص طلب الموارد المائية التي تؤمن الشرب والسقي والعمليات النفطية). وبينت الغارديان ان (استخراج النفط يحتاج مضاعفة المياه، وعلى الرغم من انتاجية النفط لدى العراق فأن ازمة المياه لاتزال مستمرة)، واضافت ان (العراق يعد خامس دولة معرضة لازمة المناخ، ورغم اغتناء مناطق الاهوار الجنوبية بالنفط، الا ان اراضيها مجرد قنوات موحلة)، مشيرة الى (استمرار المناقشات بشأن اقامة مشروع مخصص لتحويل مياه البحر، منذ اكثر من عشر سنوات، لكون وزارة النفط لاتمتلك ميزانية مالية للمشروع، اما شركات النفط فهي غير مستعدة لدفع الكلفة)، واردفت بالقول ان (انتاج العراق زاد منذ الغزو الروسي لاوكرانيا في العام الماضي، وارتفعت صادرات النفط العراقي الى اوروبا بنحو 40 بالمئة، في حين ان شركات النفط والغاز، سجلت ارباحاً غير مسبوقة بالعام الماضي)، ونقلت الصحيفة عن رئيس هيئة البيئة في العراق، المسؤولة عن عمليات التفتيش على حقول النفط وفرض عقوبات على المخالفات البيئية، وليد الحامد، انه (على خلاف الدول الأخرى، لا تفعل شركات النفط الأجنبية شيئاً للحد من تأثيرها البيئي، فتلويث البيئة يعد خيارا أرخص بالنسبة اليها)، وذكرت وولستريت جورنال ان (وزير الطاقة السعودي، عبد العزيز بن سلمان، حاول الضغط على دول افريقية لخفض انتاجها، دون ان ينجح في ذلك قبل الجتماع المقرر أمس الاحد لأوبك بلس)، وتابعت ان (شركة إيني الإيطالية عملت على على بناء سد صغير خلال العام الماضي، لتحويل المياه من قناة البصرة الى محطات معالجة مياه تابعة لها)،
مشيرة الى (وجود محطة معالجة اخرى قريبة تستخدمها شركات النفط منها بي بي وإيكسون موبيل، تستخدم نحو 25 في المئة من استهلاك المياه اليومي في منطقة يبلغ سكانها نحو خمسة ملايين شخص). وفي عام 2012 رجّح تقرير صادر عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن (احتياجات المياه ستزيد عشرة أضعاف خلال السنوات المقبلة).