00964 790 110 7676     azzaman_iraq@yahoo.com
  ويبوءُ الواشي بالفشل

مقالات
أضيف بواسـطة admin
النـص :

ويبوءُ الواشي بالفشل

حسين الصدر

 

-1-

كان ابن سمعون ( محمد بن احمد بن اسماعيل) من أشهر الوعاظ في القرن الرابع الهجري ، وكانت له مكانة سامية في النفوس حتى أنّ بعضهم كان يُقبل رجله ولا يكتفي بتقبيل يديه ..!!

-2-

وكان ابن سمعون معاصراً ( للطائع ) العباسيّ .

والطائع موصوف بحدة الغضب

يقول أحد مواليه ( المسمّى دجى ) :

أمرني الطائع باحضار ( ابن سمعون )

فبعثتُ الى ابن سمعون مَنْ يُحْضرُه وأنا مشغول القلب لأجله ،

فلما حضر أعلمت الطائع بحضوره .

فجلس الطائع مجلسه ، وأذن له في الدخول ، فدخل وسلم عليه بالخلافه ثم أخذ في وعظه وابتدأ بسرد بعض الروايات الواردة عن امير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب ، وجرى في ميدان الوعظ حتى أبكى الطائع لله وسُمع شهيقُه وابتل منديلُه بين يديه بدموعه .

فأمسك ابن سمعون حينئذ .

وحين خرج ابن سمعون سأل (دُجى) الطائع وقال له :

رايتُك على صفة شديدة من الغضب على ابن سمعون ثم انتقلت من تلك الصفة عند حضوره ، فما السبب ؟

قال :

" رفع اليّ عنه انه ينتقص علي بن ابي طالب فأحببتُ أن أتيقن عند حضوره لأقابله عليه ... "

وحين حضر وابتدأ كلامه بِذْكِر علي بن ابي طالب والصلاة عليه .. برأتْ ساحتُه عندي .. "

وفي هذه الحكاية أمران خطيران :

الأول :

انّ الوشايات والتقارير الكاذبة لا ينجو منها حتى الوُعاّظ الكبار .. فضلاً عن غيرهم ، فقد يدفع الحسد بعض منافسيهم الى الكيد عبر تلك التقارير ، فالخبث واللؤم موجودان عبر امتداد الزمان والمكان ..

الثاني :

اهمية تحري الحقيقة وعدم اتخاذ اي اجراء بحق من طُعن فيه ... قبل التأكد من صحة الأخبار المرفوعة ضده، وقد أثبت التحري أنّ ابن سمعون كان على العكس مما أتُهم به حيث كان محباً لأمير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب (ع) وكثيرَ الاستشهاد بأقواله وحِكَمِه .

ونلخص من ذلك كله الى أنَّ الواشي ليس له في المحصلة النهائية الاّ الافتـــــــضاح والمهانة، هذا على الصعيد الدنــــــيوي، أما على الصعيد الأخروي فلــــــيس له الاّ السعير وبئس المصير .

 

عدد المشـاهدات 95   تاريخ الإضافـة 31/01/2023   رقم المحتوى 72662
تواصل معنا
 009647901107676
 azzaman_iraq@yahoo.com
الأربعاء 2023/3/29   توقيـت بغداد
تابعنا على