العراق .. وحرب الأسماء
عبد العظيم محمد
كل شيء يتبعثر ويتعطل امام الحواجز التي يقيمها اصحاب المصالح ، ( المحليون والاقليميون ) في طريق اختيار الرئيس القادم لحكومة العراق ، والذي لا يعرف العراقيون انفسهم من سيكون .. وما هي هويته وافكاره وتصوراته والبرامج والخطط والمشاريع الإصلاحية التي يحملها ... لان ( الطبخة ) ما زالت لم تكتمل امام شروط غريبة عجيبة وضعها الاطار التنسيقي باعتباره الاب الروحي للعملية السياسية كما يعتقد هو وهذا الاب هو صاحب السلطة ( الأمر الناهي ) في اختيار الرئيس القادم لحكومة لم تولد بعد .. وان الشخصيات التي تقدمت لهذا الدور هي الاخرى حائرة بين الشروط وبين الاستحقاق الانتخابي الذي سيضرب عرض الحائط كما اعتقد وكما حدث سابقا .. ان استمرار الصراع على اسماء المرشحين للرئاسة والتشكيلة الحكومية التي أمامها ( حصبة وجدري ) قبل ان تتكشف جميع الأوراق وتقول المفوضية العليا المستقلة للانتخابات كلمتها الفصل في غلق ملف الطعون التي تنوعت بين خروقات وشهادات مزورة وتجاوزات على القانون الى غيرها مما حصل والذي يزيد من الفجوة وعدم الثقة بين العراقيين .. الامر الذي يؤدي الى إدخال العراق في المجهول ..
والسؤال : كيف يمكن لرئاسة حكومة وكابينتها التي ستواجه صراعات وخلافات ليس لها اول ولا أخر ان تمثل كل العراقيين وتحرص على راحتهم وتعمل على انقاذهم من اوجاعهم وامراضهم ، بينما هناك شك واضح وصريح ومعلن رافق العملية الأنتخابية بل العملية السياسية برمتها .. وحتى هذه اللحظة لم تقل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات حقيقة ما جرى وما هي الاجراءات القانونية بحق من استبعدتهم وياتي الجواب ( ان الأجراءات التحقيقية ما زالت جارية ) .. وعليه فأن التسرع في اطلاق الأراء حول تشكيلات وائتلافات هي في حكم الواقع بحاجة الى تريث حتى تتضح الصورة ويحاسب المتسبب الحقيقي في عملية التشويه للنهج الديمقراطي والعملية الأنتخابية التي جرت في العراق .. ان الذين يتحدثون اليوم عن تكهنات ومشاورات على اساس وضع الخطوات الجديدة لقيادة العراق باعتبار ان هناك استحقاقا انتخابيا برز بشكل او بأخر هو الاخر ما زال تحت المجهر ومن المؤكد سينهار هذا الاستحقاق .. كما انهار غيره منذ سنوات وبعلم المحكمة الاتحادية وذهب صاحب الاستحقاق الانتخابي يردد اغنية ( سلمتك بيد الله .. اش جابك علية .. ياريت ما شفتك .. انا اعرفك واعرف طبعك .. تريد المجروح ايتبعك .. وهذا حلمك .. ما يتحقق .. سلمتك بيد الله ) .. انها خطوة خطيرة اعتاد المتسلط ان يستحوذ ويقفز على الحق الانتخابي وكذلك تجاهلت القوى الوطنية الاخرى هذا الحق ولو انني اشك بذلك لأنني ما زلت ابحث منذ 2003 وحتى الان عن القوى الوطنية ولم اعثر عليها مع الاسف .. وكذلك تلك الكيانات التي التزمت الصمت ولم تتحرك وفق السلوك الاخلاقي والوطني في دعمها اواعتراضها اذ اثبتت عدم احترامها للعملية الأنتخابية التي جرت في حينها دون المساس بالنهج والسلوك باعتبارها خطوة فعالة لانتشال وطن وتخليص شعب .. ولهذا نحن نستغرب ونستهجن هذا التسلط غير الاخلاقي في حين يتشاور ( الناخبون ) حول مواصفات رئيس الحكومة الجديد في الوقت الذي يتفجر الشارع العراقي غضبان بعد ان خيم عليه اليأس والخوف من المستقبل وتلك التهديدات الاقليمة والدولية .. والسؤال الذي يطرح نفسه بالحاح ... هل يبقى المواطن فريسة ما يقرر له الآخرون وهو مصدر السلطات ؟؟