(ابو قيصر الديواني)عواطف نبيلة  ترجمها شعرا

كاظـم بهَــيّــة

 

الديوانية من مدن الفرات الحافلة بالنشاط الادبي منذ الخمسينات وما قبلها انجبت الكثير من المبدعين الافذاذ في مجال الادب الشعبي ، والذي اصبح لهم الدور الفعال في قيادة مسيرة هذا الادب الرفيع في المشهد الشعري في مدينتهم خاصة وعلى مستوى الساحة الشعرية في عموم بلدنا العزيز ، اذكر منهم : الشيخ طاهر المصري والسيد عبد الحسين السيد عوزي والشيخ كاظم شمعة وكاظم خبط وصاحب الضويري وعلي الشباني  ،ومن ثم شاعرنا الذي تقرأ عنه هذه السطور البسيطة هو الشاعر الراحل علي جاسم حمد الغالي والمعروف ب (ابو قيصر الديواني )ابن الديوانية الاثيرة ولدها فيها عام 1922وسكت قلبه فيها عام 1985 ،عشق الشعر  الشعبي ونهل من منهل هذا الادب الجميل حتى سرى معه سريان الدم في الروح، حتى نطق به عام 1945 فقد اشتهر وبرع فيه حتى كتب 150 قصيدة في كل المجالات والاغراض الاجتماعية والسياسية والعاطفية ، فكان شاعرنا ابو قيصر يكتب بعواطفه النبيلة التي اختلجت في نفسه وبصدق الاحساس فترجمها شعرا :

تحفيت ومشيت بجدمي اعله ممشاك

 وكضه عمري حزن بهواك يازين

اظن تدري اشعمل بالروح فركاك

 صرت لوحه ودوت فوك الجوانين

جنت شمعه واضوي بليل دنياك

 عجب طيفك رحل عن الروازين

صبرت اسنين حتى ارتاح برباك

 كبرت وكلت كفونه مساكين

صعب يلدوختنه بشوك طرواك

 دعيت اجروحنه بصدك مجامين

وعد مكتوب احصد خيبة اجفاك

 واريدك ياقسمتي الشين والزين

تكلي انسه !؟ عجب واشلون انساك

 ترف شفت الرمش يغتاض عالعين

مثل جاهل دلالي اليوم خلاك

 وانه العصفور يمكسر الجناحين

لقد وظف  الشاعر هنا بعض اسماء الرموز والحكايات  ك(سيزف )  رمز الحب الدائم وعبث الحياة في الأساطير اليونانية وأعتبره آلهة الحب( كيوبيد)وكبلقيس : ملكة" سبأ "التي حبها سليمان الحكيم لجمالها ، لكنه رفضته رغم عروضه المغرية حتى جعل نفسه كديك الجن  الشاعر العباسي الذي عاصر ابو نؤاس والذي احرق حبيبته لغيرته عليها وجعل من رمادها كأسا يرتشفه فارغا وملآنا ،فأخذ يناشده :

مثل (سيزيف )   انه بذلة احماك

 وانته (الكيوبيد )  حاسبني مجانين

مثل (بلقيس ) انته تفيض بغراك

 ومثل (ديك الجن )  اصوغلك فناجين

تعذبني وأكلك ترف محلاك

عذابك شهد واحلى من الرياحين

شبه مغزل طويت خيوط ذكراك

 عفه كلبي عليك مناطر سنين

نطرتك فرح لابد يوم الكاك

 ولكيتك جرح يضحك للسجاجين

 انه مسير دفو ويبات بغطاك

  دسيرلي برد وحسبهه بالدين

كفلتك بالعمر يوم الردت وياك

 عجب تطلب علينه اليوم تأمين

  شجينينه اذنوب كلي وهاي بلواك

   انه وروحي بسمه عيونك مساجين

لقد جسد شاعرنا الديواني هموم امته وتطلعاتها نحو التحرير والغد المشرق والمتمثلة بقضية الشعب الفلسطيني بقوله :

وخل يبكه شعبي بلا سكن وحدود كاعه امثلمه

الليل لازم ينجلي ونور النهار يهزمه

والباطل يدحره العدل والعدل يمحي المظلمه

والخيم اعليه الكدر تسطع الفرحه بمبسمه