عبد اللـه فريد بدأ رحتله الفنية مبكرا ويقول لـ (الزمان): الدراما الكويتية تسهم في تطوير وتعديل القوانين الإجتماعية
بيروت - غفران حداد
عبدالله فريد، ممثل ومخرج كويتي وعضو في مجلس إدارة فرقة المسرح الكويتي ،درس في المعهد العالي للفنون المسرحية ،عمل في العديد من الأعمال التلفزيونية والمسرحية، كما أنه عمل كمنتج منفذ في عدة أعمال مثل، مسرحية نهيق الأسود عام 2017، وعمل مخرجا مساعدا في عدة أعمال منها: مسلسل البيت بيت أبونا وشارك بالتمثيل في عدة مسلسلات جميلة نذكر منها( صيف 99, الكون في كفة، سحيلة بنت عديم ، بوكريم برقبته سبع حريم، زوارة خميس،أميمة في دار الأيتام، المنقسي، موزه و لوزة، وعد ومش مكتوب، رسائل من صدف، مذكرات أمونة، زارع المشموم. بقايا ليل) وغيرها الكثير من الأعمال المتميزة.
(الزمان) اتصلت بفريد وكان معه الحوار التالي:
□ زرت العراق مؤخرا من خلال دعوة لحضور فعاليات مهرجان بغداد الدولي السادس للمسرح، ما انطباعك عن الأعمال التي عرضت؟
-مهرجان بغداد الدولي السادس للمسرح يمثل خطوة اضافية في رصيد المسرحيين العرب للاحترافية التي نظم بها المهرجان ونوعية الاختيارات العالية الجودة والتى مثلت بالنسبة لنا كمسرحيين من الكويت ودول الخليج العربية وجبة فنية دسمة ثرية بالمضامين الإبداعية التي جاءت من انحاء العالم ..واجدها مناسبة لتجاوز الحديث عن العروض للحديث عن التنظيم الرفيع المستوى وحسن الضيافة وهو ليس بالأمر المستغرب على اهل العراق الأحبة .
□ قدمت عشرات الأعمال كممثل مثل (الحيالة، أسرار خلف الجدران، الاختيار، القرميد، سلامتك، دارت الأيام) أي عمل قريب لقلبك؟ ولماذا؟
- جميع الأعمال بالنسبة لي هي تجارب تضاف الى رصيـــد تجربتـــــي واختياراتي الفنية .. وانا بشكل عام غير متعجل ..اختار بعناية وبكثير من الموضوعية وتتنوع اعمالي بين الدراما التفزيونية والمسرح والسينما بالاضافة لعملي كمخرج لعدد من الاعمال الدرامية التلفزيونية.
□ بدأت الدراما الكويتية في بدايات الستينيات، بالتوازي مع تأسيس تلفزيون الكويت الذي بدأ بثه التجريبي في 15 تشرين الثاني/ نوفمبر 1961 ، ولكن لم تترك الدراما الكويتية بصمتها مثلما حصل في الـ20 سنة الأخيرة ، هل تأخر انتشار الدراما الكويتية عربيا بسبب عدم وجود الفضائيات؟
-الكويت تمثل واحدة من المحطات الاساسية لصناعة الانتاج الفني ومنارة اشعاع وتوهج ثقافي فني . فمن هنا اطلقت مثلا مجلة – العربي – و- سلسلة عالم المسرح – و- عالم المعرفة – ومن هنا كانت الريادة السينمائية على المستوى الخليجي من خلال فيلم – بس يابحر – للراحل خالد الصديق ومن هنا كانت انطلاقة المسرح والاغنية الكويتية .. وهكذا الأمر بالنسبة للدراما التلفزيونية .. التى راحت تحلق بعيدا خلال زمن الفضائيات .. حيث تحتل الدراما الكويتية موقعا متميزا على الصعيد الخليجي والعربي وهو امر لم يكن له ان يتحقق لولا التعاون الفني والانتاجي المشترك خليجياًوعربيا.
تجارب درامية
□ عملت كمخرج في العديد من الأعمال ما آلية اختيارك للنص او لنجوم العمل ؟
- هنالك معايير ابداعية لكل تجربة من التجارب الدرامية تتعلق بالنص والشخصيات وظروفها وايضا الانتاج والميزانيات ومواقع التصوير وغيرها .. ولكن بشكل عام فان الامر يتعلق ايضا باختيارات ورغبات القنوات المنتجة والجهات الموزعة . ولكن المبدأ العام هو الاحتفاء بالمبدعين من جيل الرواد والرهان على جيل الشباب .. فالشباب هم الرهان الدائم لمستقبل الحرفة الفنية في كافة قطاعات الحرفة الفنية وبالذات الدراما التلفزيونية حيث الشباب هم النبض المتجدد.
□ هل تعتقد اختيار عدم نجومية الممثل او الكاتب مغامرة من المخرج او الجهة المنتجة؟
-كفنان اراهن دائما علي مبدا المغامرة ولكن هذا الامر لا يكون بشكل فوضوي بل يتم عبر البحث والدراسة والتحليل وايضا متابعة الوجوة الجديدة والمبدعين في المعاهد والكليات المتخصصة من اجل تحقيق معادلة الاكتشاف والانطلاق الى افاق بعيدة تحقق مبدا الاضافة لرصيد الحرفة ولرصيدي الشخصي كفنان .
□ ما الذي دفعك لدخول عالم الفن؟ وكيف كانت انطلاقتك الأولى؟
-علاقتي مع الحرفة الفنية بدات بشكل مبكر من حياتى بل هي تقترب من الطفولة والمراهقة وهناك وجدت نفسي وسط عالم من الفن والاحترام ساهما في ان اكتشف نفسي وقدراتي وابتعد عن فوضي الشباب والمراهقة الى جدية العمل والالتزام وكل التجارب بالنسبة لي هى بدايات تؤسس لمراحل جديدة . وما يهمنى اننى افتخر بأنني عملت مع والى جوار كبار الاساتذة والفنانين اعتبارا من عبدالحسين عبدالرضا وسعد الفرج وغانم الصالح وخالد النفيسي وسعاد عبدالله وحياة الفهد ومحمد المنصور وتطول القائمة لاجيال واجيال وهو امر يزيدني فخرا وانتماء للحرفة الفنية في الكويت الغالية.
□ ما هي أبرز التحديات التي واجهتك خلال مسيرتك الفنية؟
-التحديات بالنسبة لي نبض يومي وحياتى معاش .. العمل تحدي .. عدم العمل تحدي .. المتابعة تحدي .. الرصد تحدي .. كل مشاركة صغيرة او كبيرة هي بمثابة تحدي يضاف الى مسيرة التحدي التى اعيشها واكاد اتنفسها يوميا بل في كل لحظة .. ولكن التحديات الكبري حينما قررت وبعد مسيرة ربع قرن من العمل الفني والنجومية ان اعود لان اكمل دراستي في المعهد العالي للفنون المسرحية الى جوار شباب هم في الحقيقة بعمر ابنى ( عبدالمحسن – حفظه الله ) وهو امر شكل بالنسبة لي حالة من النبض المتجدد والتحدي لاستكمال المسيرة بشكل علمي متخصص.
* كيف ترى تأثير الفن على المجتمع الكويتي بشكل عام؟
-الفن الكويتي يمتاز بتاثيره الفاعل في نبض المجتمع بل استطيع التاكيد بان الفن الكويتي يعتبر من الوسائل الداعمة للتغير والتطوير في المجتمع الكويتي والخليجي بشكلب عام بل استطيع التاكيد بان الدراما الكويتية ساهمت في تطوير وتعديل وسن العديد من القوانين الاجتماعية الجديدة وهو ما يمثل حالة من التغيير والتاثير المباشر . بالاضافة لدور والفنان وقيمته الكبري في ضمير ووجدان الانسان الكويتي والمجتمع .
*لماذا العنصر النسوي حضوره قليل جدا في تقديم الدراما الكويتية ؟
-اتفق معاك بان العنصر النسائي يبدو قليلا ولكن ذلك يعود لسنوات ولربما لعقود مضت اليوم المراة حاضرة وبقوة نتيجة مخرجات المعاهد الفنية المتخصصة ونشير الى ان ادارة المعهد العالي للفنون المسرحية تحرص سنويا على ان يكون في كل دفعة ثلاثة او اربعة كوادر من بين طلاب وطالبات كل دفعة وهذا ما يمثل زاد اساسي راح يثيري الحركة الفنية واليوم هناك وجوة كثير راحت تحتل مكانتها ودورها الفني الى جوار شقيقها الرجل.
*هل لديك مشاريع جديدة في الأفق؟
-أمامي مجموعة من الأعمال الدرامية الجديدة الخاصة بالدورة الرمضانية كما استعد لاقامة ورشة خلال مهرجان الخليج السينمائي في سلطنة عمان كما ساشارك مع فرقة المسرح الكويتي بوصفي عضوا في مجلس ادارة الفرقة في رحلة الفرقة للمشاركة في مهرجان الدن . وغيرها من المشاريع الفنية واشير على الهامش بأنني انجزت منذ فترة قصيرة فيلما وثائقيا عن جزيرة فيلكا واحضر حاليا لاخراج برنامج تلفزيوني جديد يتناول – تاريخ السينما في دول مجلس التعاون في دول الخليج العربية.