من يسرق الضوء من عيون الفقراء؟
علي حربوش المسعودي
الفقراء ليسوا مجرد طبقة مسحوقة في المجتمع، بل هم الصوت الذي لا يُسمع، والوجوه التي لا تُرى، والقلوب التي لا تُحس. حين يتكلمون، لا أحد يصغي. وحين يتألمون، لا أحد يواسي. يُنظر إليهم بعين الاستصغار، ويُعاملون كأنهم عبء على رفاهية الآخرين.
بعض العمائم التي تعيش في الترف، تُسكّن آلامهم بوعود الآخرة، وتُخدرهم بفكرة أن الجنة هي تعويضهم الوحيد، بينما يُتركون في الدنيا بلا تعليم، بلا علاج، بلا سكن يليق بإنسانيتهم. يُطلب منهم الصبر، بينما يُنهب حقهم في الحياة الكريمة.
لقد نُسي قول الإمام علي عليه السلام: «لو كان الفقر رجلاً لقتلته». نُسي لأنه كان يحكم بالعدل، ويُساوي بين الناس، ويُقاتل من أجل كرامة الإنسان. أما اليوم، فالفقير مهمّش، منسي، يُسرق منه الضوء، ويُترك في الظل.