فارس قره بيت يدمج العمل اليدوي بالديجيتال: الكاريكاتير وسيلة تعبير متفرّدة تحتاج إلى معارف

بابل  - كاظـم بهَــيّــة

فن الكاريكاتير او ما يسمى بالرسم الساخر ظهر على يد الفنان الايطالي اتييال كاراكشي، فهو اول من رسمه ومن اسمه اشتق لفظ الكاركاتير، معبرا فيه عن الفكاهة ونقد الاخطاء في صور هازلة، واصبح كسلاح سياسي من قبل الفنان الانكليزي جورج تاونسيهد وبعده جاء وليم جارث الذي استطاع ان يغيره  من هذا النمط، حيث منحه حيوية جيدة وبعدها انتشر  فن الكاريكاتير وفي عالمنا العربي اصبح ركنا اساسيا ومهما في كل صحيفة ومجلة حتى يومنا هذا على يد ثلة من فناني هذا المضمارالجميل والفنان الدكتور فارس قره بيت  (1963 - دمشق)، واحدا من فناني هذا الفن الذي واصل مشواره الفني معه، فهو فنان سوري ،حاصل على دكتوراه فلسفة الفن- تخصص أفلام الرسوم المتحركة، من كلية الفنون الجميلة جامعة حلوان- جمهورية مصر العربية 1998، حاصل على درجة الماجستير- تخصص رسوم متحركة من كلية الفنون الجميلة جامعة حلوان- جمهورية مصر العربية 1996 .حاصل على الإجازة في الفنون الجميلة تخصص اتصالات بصرية من كلية الفنون الجميلة جامعة دمشق- 1986 غادر سوريا في 29 كانون الثاني- يناير سنة 2016 إلى ألمانيا و يعيش في مدينة» درسدن» حتى الآن واليوم الفنان فارس ضيفنا فلنرحل معه في هذا الحوار:

□ ماذا يعني لك الكاريكاتير؟

-الكاريكاتير هو وسيلة تعبير متفردة تحتاج إلى معارف متعددة من التاريخ و الفلسفة والسياسة وغيرها، حيث تنضج أفكار الرسام مع الوقت أكثر وأكثر والكاريكاتير ليس اختيار بالنسبة لي فقد نما بشكل فطري ساعدت على صقله دراستي في كلية الفنون الجميلة.

□ ومتى تدرك متعتها؟

-المتعة في الكاريكاتير تأتي من الممارسة اليومية مضافاً لها رصدك لهموم و آلام الناس أينما كانوا، بمعنى فإن رسام الكاريكاتور تجاوز حدوده الجغرافية و ينتمي للإنسانية بالمطلق، وكل فنان يضع أهدافاً نصب عينه و يسعد حين يصل لهذه الأهداف تباعاً فالفن عملية مستمرة من التعلم.

انطباع اول

□ اذن متى وكيف كانت رحلتك معه؟

-ابتدأت رحلتي مع الكاريكاتير مع بدء ملاحظتي لرسوم على أوراق الصحف، كانت تتميز برؤوس كبيرة وأجساداً صغيرة وهذا هو انطباعي الأول عن الكاريكاتير، ثم أتت زيارة الرئيس السادات للقدس وتفجرت الصحف بعشرات من رسوم الكارياتير من مختلف أنحاء العالم العربي منتقدةً له مما حدا بي أن أبدأ و بدون تخطيط بتقليد بعضاً من هذه الرسوم و البدء بعمل أرشيف خاص بي من الرسوم التي أجمعها من الصحف والمجلات ولتسيطر علي هذه الهواية والتي لم أتركها طوال هذه السنين.

□ أي فنان اعجبتك رسومه وكان له تأثير واضح في مشوارك الفني؟

-بدايةً اعجبت بالمدرسة الأمريكية للكاريكاتير، و من بعدها أصبح كل فنان ناجح بتقديم أعمال مميزة بالكاريكاتير بمثابة أستاذ لي.

□ ماذا ينبغي على رسام الكاريكاتير؟

-بعيداً عن التنظير فما ينبغي على رسام الكاريكاتير بالدرجة الأولى أن يكون حامل لقضية و أفقه سيتسع بكبر قضيته أو سيصغر بصغرها و عليه أن يخلص لعمله احتراماً لمتابعيه.

□ خلال مشوارك هذا اراك لم تكتفي بالرسم اللوحات الكاريكاتيرية فقط بل تسللت الى الرسوم الكارتونية و على يد من تتلمذت  بهذا الفن؟

- تخصصت بالتصميم الجرافيكي في كلية الفنون الجميلة بدمشق، ومارست العديد من الفنون مثل رسوم الأطفال واللوحات المائية والتصوير بالإيكريليك، ولكن في بداية التسعينات أوفدت لتحضير الدكتوراه بالرسوم المتحركة لأعود بعد ذلك مدرساً في كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق، ومن هنا ابتدأت علاقتي بالرسوم المتحركة ولي العديد من الأفلام المنشورة على يوتيوب.

□ هل لديك رؤية فنية خاصة؟

-الرؤية الفنية لدي تتمثل بحريتي بالعمل وعدم الخضوع للأسلبة، و مع الوقت أصبح لي بصمة خاصة بأعمالي مهما تنوعت، وذلك بسبب المواظبة على العمل  اليومي، فمن النادر أن أذكر مر علي يوم و لم أرسم بعد.

□ مؤخرا اخذ اغلب رسامي الكاريكاتير يعتمدون برسوماتهم على الكومبيوتر. هل تضعف مهارة الرسام بذلك؟

-الكومبيوتر وسيلة  مثل الأدوات التقليدية مع فارق سعة و تنوع الإمكانيات التي يقدمها، وأنا من الجيل الذي يمارس بعمله كلا الطريقتين أي الدمج بين العمل اليدوي و الديجيتال.

□ هل لك تواصل والمساهمة في المعارض داخل سورية؟

-لقد غادرت سوريا منذ عشر سنوات وانقطع تواصلي مع الداخل و لكن بعد التحرير دعيت للمشاركة بمعرض أقامته كلية الفنون بدمشق للأساتذة داخل وخارج سوريا.

□ واي الموضوعات تتناولها على وجه التحديد في الغربة؟

- مواضيعي كثيرة و لكن الأهم بالنسبة لي هو الوقوف بوجه الديكتاتوريات بالعالم ومناصرة حقوق الإنسان والحرية والديمقراطية و التي فيها خلاصنا وتقدمنا للأمام.

□ هل عملت رساما في الصحف والمجلات؟

-نعم في صحيفة الراية القطرية والنهار الكويتية والأهرام العربي في مصر ومجلة الوسط في لندن وصحيفة الوطن السورية وعلى موقع إم إس إن بي سي الأمريكي وموقع روزنة في هولندا.