باسم الغدير.. وسامُ ملكٍ على صدر رجلٍ صاغته الأخلاق وصقله العطاء
زهير بن جمعة الغزال
الأحساء
من بين الأسماء التي أثبتت أن القيمة الحقيقية للإنسان تُقاس بما يقدمه لمجتمعه، لا بما يملكه من منصبٍ أو مال، يبرز اسم الشيخ - باسم بن ياسين بن محمد الغدير، رجل الأعمال المعروف في الأحساء، والذي أصبح نموذجًا مضيئًا للرجل الذي جمع بين النجاح الاقتصادي والرسوخ الاجتماعي والإنسانية العميقة .
وحينما يأتي تكريمٌ رفيع من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله، بمنح ميدالية الاستحقاق المميز من الدرجة الثانية لهذا الرجل، فإن ذلك التكريم لا يُعد شهادة تقدير فحسب، بل هو اعتراف رسمي بأن ما قدمه الشيخ - باسم الغدير من جهودٍ ومبادرات تجاوز حدود العمل الفردي ليصبح أثرًا وطنيًا وإنسانيًا له مكانته الراسخة .
فالشيخ - باسم الغدير لم يكن يومًا رجل أعمال تقليديًا؛ بل كان شخصية تضع الإنسان في قلب كل مشروع وكل خطوة وكل مبادرة، عرفه الناس بقربه من الجميع، وبمواقفه التي تعكس معدنًا نادرًا قلّ أن يتكرر، فهو الرجل الذي تجد اسمه حاضرًا في مجالس الكبار، تمامًا كما تجده مبتسمًا في وجوه الصغار، لا يتعالى على أحد، ولا يردّ سائلًا، ولا يخذل محتاجًا. وقد تحوّل هذا التواضع الأصيل إلى جسرٍ قوي بينه وبين الناس، فبادلوه حبًا بحب، ووفاءً بوفاء.
وليس غريبًا أن ترتبط سيرة الشيخ - باسم الغدير بجملة من الأعمال التي ظلّت شاهدة على نقاء قلبه ورغبته الخالصة في خدمة الناس، فقد وقف مع الأسر المتعففة، ودعم المحتاجين، وساهم في علاج المرضى، وفتح أبواب الخير لمن ضاقت به الحياة، وعُرف عنه أنه من أوائل الداعمين لمشروعات الترميم والبناء لدى الأسر محدودة الدخل، بل كثيرًا ما تكفّل بنفسه بإعادة تأهيل منازل محتاجة أو بناء بيوت جديدة لأسر لا تملك القدرة على ذلك، ليمنحهم شعورًا بالأمان والكرامة.
ولأن العطاء حين يكون نابعًا من القلب فإنه يترك أثرًا لا يزول، صار الشيخ - باسم الغدير جزءًا من نسيج المجتمع في الأحساء، ولم يعد يُنظر إليه كمجرد رجل ثري، بل كأخٍ كبير وسندٍ حقيقي للكثير من العائلات، ويكفي أن تستمع لشهادة كبار السن والشباب على حدٍ سواء لتعرف أن هذا الرجل لم يُعرف إلا بالصلاح، ولم يُذكر إلا مقرونًا بالخير.
إن تكريم خادم الحرمين الشريفين له لم يكن مجرد لحظة فخر عابرة؛ إنه حدث يترسخ في ذاكرة المجتمع لأنه يقدّم نموذجًا يحتذى به، ويُجسد رؤية القيادة الرشيدة في دعم كل من يخدم وطنه ومجتمعه بإخلاص، فالجوائز الرسمية حين تُمنح لأصحاب الأعمال الصادقة تتحوّل إلى رسالة مفادها أن مملكتنا الغالية تقدّر أبناءها المخلصين، وأن العطاء لا يضيع ما دام صاحبه يعمل لله أولًا ثم للناس .
والمتأمل في شخصية الشيخ الغدير يدرك أنه ينتمي إلى فئة نادرة من الرجال الذين يجمعون بين الصرامة في إدارة أعمالهم، والرحمة في تعاملهم مع الناس، والرصانة في حضورهم الاجتماعي، والكرم في عطائهم، وهو ما جعل تأثيره ممتدًا يتجاوز محيط عمله ليشمل محيطه الإنساني والاجتماعي، فهو شريك في فرحة الكثيرين، ومساهم في رفع معاناة آخرين، ويدٌ حانية على المحتاجين، وصوتٌ صادقٌ لكل من يطالب بحقه.
ومن الملاحظ أن الكثير من مبادراته الخيرية كانت تتم في صمت دون إعلان، وهو ما يعكس صفاء نية لم يتغيّر مع الزمن؛ فالبعض يقدم ليُذكر، أما الشيخ - باسم الغدير فيُعطي لأن العطاء جزء من تكوينه، وسمة راسخة في شخصيته، وتربية غرسها فيه آباؤه منذ الصغر.
وعندما تمنح القيادة هذه الميدالية الرفيعة لرجل بهذه الصفات، فإنها تمنحها لرمز من رموز المجتمع ولشخصية صنعت لنفسها مكانة لا تُشترى، بل تُكتسب بالخلق الكريم والمواقف النبيلة، وهذا ما يجعل الكثيرين يرون أن هذا التكريم ليس تتويجًا لمسيرة عطاء فقط، بل هو تحفيزٌ لمزيد من المبادرات التي تعود بالنفع على الأهالي والوطن بأسره.
وفي زمن تتسارع فيه التحديات، يصبح وجود مثل هذه الشخصيات ضرورة، لأنها تُعيد التوازن، وتُذكّر الناس بأن الخير ما زال حاضرًا، وأن المجتمع ما زال يضم رجالًا يحملون همّ الناس على أكتافهم، والشيخ باسم بن ياسين الغدير واحد من هؤلاء الذين يكتبون أسماءهم في سجل الفخر الوطني، ليس بحبر الكلمات، بل بأثرٍ يلمسه كل من استفاد من دعمهم.
فنسأل الله أن يبارك في جهوده، وأن يمده بالصحة والعافية، وأن يجعل ما يقدمه شاهدًا له لا عليه، وأن يحفظ قيادتنا الرشيدة التي لا تتوانى في تكريم المخلصين من أبناء الوطن .
انتهى