الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الأسد الهرم والغوريلا الشقراء

بواسطة azzaman

الأسد الهرم والغوريلا الشقراء

نزار محمود

 

يحكى انه كانت هناك غابة تعيش فيها حيوانات من مختلف الاجناس، لا تحكم علاقاتها غير القوة، والجميع راضين بتلك القسمة الطبيعية في حياتهم، حيث لا سبيل آخر لهم.

كانت الغابة تعيش حياتها بقناعات ورضا بقدرها في هذه الغابة وهي تحتكم الى أسدها في القضاء في مشاكلها.

وفي أحد الأيام تفاجأ الجميع بولادة غوريلا شقراء، ومع الأيام راحت تتبجح ببياض بشرتها وبشعرها الأشقر. كما أنها كانت تختلف عن بنات جنسها بما شعرت به من قوة متميزة.

في أحد الأيام يحط على شجرة في هذه الغابة طائر غريب. هذا الطائر يتمتع بقوة بصر شديدة وسمع أشد، اضافة الى فهم لما يرى ويسمع!

تكررت زيارة هذا الطائر لتلك الغابة، مما أثار انتباه احد الثعالب فيها، والذي لم يتوان بالذهاب الى أسد الغابة الذي كان يئن من جرح شديد في رأسه جراء صراعه مع الغوريلا الشقراء التي باتت تؤرق عليه مشيخته وحتى حياته، ويخبره بحكاية الطائر الغريب، بيد ان ما يدور في الغابة من اوضاع لم يتح له فرصة متابعة الأمر.

وفي خوضنا في حكاية الطائر الغريب، نكتشف أنه كان شيخ قرية لا تبعد كثيراً عن الغابة التي كانت يوماً قد غزتها وقتلت اكثر أهلها وغنمت اموالهم. في حينه كان قد تمكن شيخ القرية، ذلك الطائر، بالنجاة بنفسه والهرب من القتل مختفياً في منفى. لم ينس ذلك الطائر ما حل بقريته، ولم يرض بفقدان ملكه، واستمر يصبر ويتحين الفرصة للأخذ بثأره.

وها هو اليوم قد أتى، بعد أن علم ان هناك صراعاً على السلطة في الغابة بين الأسد الهرم والغوريلا الشقراء الطموحة.

لكن الحال ما يزال يتمرجح في صالح الأسد الذي حكم الغابة منذ سنوات طويلة، وقد نجح في كسب قناعة وود وعون كثير من الحيوانات فيها.

مهمة الطائر الغريب على درب الاخذ بثأره تكمن في كسب ميزان القوة في الغابة لصالح الغوريلا الشقراء، مع علمه ويقينه بأنها لن تستطيع، بعنجهيتها وغرورها، ان تكسب محبة غالبية حيوانات الغابة لفترة طويلة، وهو ما يخطط له ويسعى اليه في الاقتصاص من الغابة التي دمرت يوماً قريته. لكنه لم يركن الى الانتظار والسكون، وبدأ يتحرك، ومن خلال ما استطاع ان ينفذ من خلاله من وسوسة في نفوس القرود السوداء من أنهم افضل جنساً من الأسد الظالم المتحكم، بدليل ما اصبحت عليه الغوريلا الشقراء من قوة وما يمكن ان تقوم به، ودعوته اياهم الى التمرد والثورة والانقضاض على عرين الأسد وقتله ومن يدافع عنه. وهكذا نجح، لكن فوضى دموية عمت الغابة، وهو يرقبها بفرح من على غصن شجرة عالية!

تذابحت حيوانات الغابة وأسالت دماء بعضها، قتل من قتل، وجرح من جرح، وهرب من هرب تاركاً الغابة وهي في جولة صراعها الاخير بين الأسد الهرم الجريح، والغوريلا الشقراء. لم يحتاج الطائر الغريب الى جهد في قتل الغوريلا الشقراء المنهكة بعد ان تمكنت من الأسد الجريح، فقضى عليها ودعا من تبقى من قريته للاستيلاء على الغابة!

 


مشاهدات 8
الكاتب نزار محمود
أضيف 2025/09/13 - 1:27 PM
آخر تحديث 2025/09/14 - 1:00 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 59 الشهر 9378 الكلي 11927251
الوقت الآن
الأحد 2025/9/14 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير