الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
ليلى العطار..  ذوق و فن و جمال

بواسطة azzaman

ليلى العطار..  ذوق و فن و جمال

قاسم حسين صالح

 

 في بداية تسعينات القرن الماضي كنت قد خططت لأصدار كتاب ثان بنفس عنوان الكتاب الاول:(في سيكلوجيا الفن التشكيلي)الذي تناولنا فيه تحليل شخصيات واعمال ثلاثة فنانين كبار هم :غويا وبيكاسو وجواد سليم(أعيد طبعه ثلاث مرات)..

وكنت نويت ان اتناول في الكتاب الثاني:فان كوخ وفائق حسن وليلى العطار(1944- 27 حزيران / يونيو 1993).   كانت ليلى في وقتها مديرة مركز صدام للفنون الواقع في شارع حيفا الذي اسكن فيه.هاتفتها وعرّفتها بنفسي وعن الغرض من الزيارة..فرحبّت وفضلّت ان نلتقي عصرا.  دخلت عليها وكان الوقت شتاءا..ومع انني كنت احمل صورة عن جمالها فانني دهشت حين رأيت ذاك الجمال على حقيقته..كانت عيناها ملونتين كقوس قزح..تتماوج الوانه على وجه دائري ابيض وردي تزيده جمالا..ابتسامة تشرح الصدر..وتنبهر ان هذا الوجه الذي تفنن خالقه في نحت تضاريسه..

توجّه بشعر سرح جميل(غجري) له بريق يفتح عينيك انبهارا ويزيد قلبك نبضا ووجهك توردّا.  لم اتردد في كشف اعجابي بجمالها..فشكرتني باسلوب مهذّب زادني اعجابا..لأن صوتها كان جميلا ايضا!.قدمت لي فنجان قهوة وسيكارة كانت من نوع (كنت)..ووجدت المناسبة ان ابدأ حديثي حين نظرت الى لوحة لها معلقة على الحائط.كانت تلك اللوحة شجرة ملتصقه بها فتاة عارية مرسومة بجمالية وتقنية عالية.سألتها عنها فردت :وأنت ماذا ترى فيها؟.اجبتها بانني ارى فيها موضوعا يعبر عن الكبت الجنسي لدى المرأة..لكنني اقدر فيك جرأتك ان ترسمي نساء عاريات ونحن في مجتمع محافظ.وتكررت الزيارت واطلعتني على صور لوحات شاركت فيها بمعارض فنية داخل العراق وخارجه..تناولت موضوعات انسانية واخرى تتعلق بالمرأة..امتازت بجمالية فنية وتقنية تنفرد بها في استخدام الخط واللون والتضليل.وحدث ان زرتها في الصيف..فاحدثت تلك الزيارة هزة للصورة التي حملتها عنها في الشتاء..فقد كانت بقميص نصف ردن كشف عن يدين ارتخت عضلاتها وحفرت( نهيرات) طريقها على الجلد..وظهرت بدايات (التعقيج)على وجه الخمسين الذي بقى يذكرك بانها كانت جميلة الجميلات.

    وسواء أكانت امريكا قد استهدفت مبنى المخابرات العراقية بغارة جوية وكانت هي في بيت شقيقتها سعاد العطار المجاور لمبنى المخابرات،او انها  استهدفتها لأنها رسمت صورة جورج بوش (الاب) على مدخل ارضية فندق الرشيد، فانه عار على امرسكا انها قتلت فنانة عراقية كبيرة وجريمة ارتكبها المجرم بوش بترويع العراقيين تضاف لأبشع مجزرة ليلة قصفت ملجأ العامرية الذي كان يأوي أطفالا ونساء..وبوش هذا هو الذي سلم السلطة لمن لا دين لهم ولا اخلاق..وكانوا له من الشاكرين!

ما يعنينا من هذا لاستذكار..ان المنجز الابداعي لكل فنان وفنانة عراقية ثروة تخص الناس لا علاقة له بالسياسة،وانه ينبغي ان يحظى فن ليلى العطار بالاهتمام والدراسة العلمية لا سيما في اقسام الفنون التشكلية بالجامعات العراقية..

لا ان نلغيه لأسباب تتعلق بنظام اطيح به او برئيسه..وأن نتعلم من الذين سبقونا،فلقد بقي الفن الذي انتج في زمن القياصرة حتى بعد الثورة البلشفية التي اعدمت القيصر


مشاهدات 202
الكاتب قاسم حسين صالح
أضيف 2025/09/10 - 2:15 PM
آخر تحديث 2025/09/13 - 8:12 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 245 الشهر 8841 الكلي 11926714
الوقت الآن
السبت 2025/9/13 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير