بيروت تعيد الحياة لمسرحها العتيد
بيروت - الزمان
ضمن الحملة الدولية التي أطلقتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو)، الرامية إلى ترميم المبنى التاريخي للمسرح في العاصمة اللبنانية. خصّص حاكم الشارقة سلطان القاسمي ، دعماً مادياً لإعادة تأهيل مسرح بيروت الكبير.
وشهد رئيس دائرة الثقافة عبد الله بن محمد العويس حفل الإعلان عن مساهمة إمارة الشارقة في إعادة تأهيل المسرح، الذي أقيم في بيروت، بحضور وزير الثقافة اللبناني غسان سلامة، والمديرة العامة لـ(اليونيسكو) أودري أزولاي، ورئيس بلدية بيروت إبراهيم زيدان، وعدد كبير من المسؤولين والمثقفين.ووفقا لبيان تلقته (الزمان) امس ألقى العويس كلمة أكّد في بدايتها أهمية الجهود الدولية والتعاون الثقافي المشترك، قائلاً: (يسعدنا اليوم أن نلتقي في هذه المناسبة، التي تكرّس الجهود الدولية والتعاون الثقافي المشترك من أجل الحفاظ على الإرث الثقافي العربي والعالمي، ودعم استمرار المسيرة المسيرة الثقافية لكل الدول، للنهوض بالأفراد والمجتمعات، وحماية الأجيال القادمة وترسيخ جذورها لمستقبل أفضل يزخر بالأمل والطموح».
من جانبها، أشادت أودري أزولاي بجهود حاكم الشارقةولفتت إلى أن هذه المبادرة الكريمة تعكس إيمانه برسالة الثقافة، وحرصه على مدّ جسور التواصل الحضاري بين الشعوب، مشيرةً إلى أن إعادة تأهيل مسرح بيروت الكبير ستسهم في استعادة دوره كمركز إشعاع فني وثقافي في المنطقة.وأبرزت أن للشارقة حضوراً فاعلاً وملموساً على المستويين العربي والعالمي، ولا أدل على ذلك من مبادراتها الثقافية الرائدة ما جعلها مركزاً ثقافياً لجميع مبدعي العالم.
وأكد الوزير سلامة أن إعادة تأهيل مسرح بيروت الكبير ستعزز من فرص التواصل الفني بين لبنان والدول العربية، وتعيد للمسرح دوره كمنصة للإبداع والإشعاع الثقافي.
ثم قام العويس والحضور بجولة في مرافق المسرح، حيث اطلعوا على حالته الراهنة واستمعوا إلى شرح المهندسين حول الوضع المعماري للمبنى، متوقفين عند أبرز الأقسام التي ستشهد عمليات الترميم. وخلال الجولة، أوضح سلامة للحضور الأهمية التاريخية للمسرح، مستعرضاً أبرز محطاته الثقافية والفنية على مدار سنوات، التي أسهمت في تأسيس مشهد ثقافي مميز.
صمم مسرح بيروت الكبير يوسف أفتيموس، وبناه جاك تابت (شاعر وعاشق للمسرح) خلال العشرينيات من القرن الماضي.
افتُتح المبنى في عام 1929، واستضاف على مر السنين عروضاً مسرحية عالمية. تتسع قاعة المسرح لـ 630 مقعداً مع أوركسترا وشرفتين وآلات لتجهيز المسرح. يضم قبة فولاذية صغيرة تعمل بالكهرباء على القضبان، إضافة إلى سقف مقبب مع زجاج ملون مزخرف يغطي الردهة.وصمم المسرح بشكل يخدم عروض فرق المسرح والأوبرا، واستمرت العروض فيه حتى أواسط عام 1970، ليبقى مهجوراً حتى اليوم.