الثقافة والعلم.. جناحي التقدّم البشري

رويدة سعد عبداللـه

تعد الثقافة والعلم من الركائز الأساسية التي تقوم عليها المجتمعات المتحضرة، فهما يشكلان دعامة النهضة والتطور، ويعكسان وعي الأمم، وعمقها الحضاري، وامتداتها الانساني وبينما يمدنا العلم بالمعرفة الدقيقة والقوانين التي تحكم الكون والطبيعة، يأتي العلم بوصفه الأداة التي يستخدمها الانسان لفهم الظواهر من حوله، بمنهجية، وتراتبية، إذ بفضله تطورت التكنولوجيا، وتقدم الطب، وتحسنت وسائل الحياة، لقد اثبت التاريخ ان التقدم الحقيقي لايتحقق إلا عندما يسيران العلم والثقافة جنبا الى جنب، فالعصور الذهبية في تاريخ البشرية مثل الحضارة الاسلامية في العصور الوسطى او عصر النهضة في اوربا كانت ثمار للتفاعل بين العلم والثقافة، حيث وظفت المعرفة العلمية لخدمة الانسان ورفعة، في اطار منظومة ثقافية تقوم على القيم والتنوير، وفي عصرنا الحديث، تزداد أهمية هذا التكامل حيث اصبح العالم اكثر ترابطا، واصبح من الضروري ان تبنى المجتمعات على اسس علمية دقيقة تصاغ  بروح ثقافية متسامحة، تحترم التنوع وتشجع الإبداع.

لان العلوم يوما بعد آخر تزداد تنوعا وتقبلا للعلوم الاخرى وتتداخل فيما بينها لتنتج الافضل من التجارب والابتكارات، وهذا هو عين التطور المرجو الذي يحتاجه انسان اليوم، وهو الغاية التي نطمح جميعا بلوغها والمضي في ركبها.

في الختام فإن الثقافة والعلم ليسا مجرد مجالين منفصلين، بل هما قوتان متكاملتان لاغنى لإحدهما عن الآخر، فبالعلم ننهض وبالثقافة نرتقي، ومن خلال التفاعل بينهما نصنع مستقبلاً اكثر إشراقا وانسانية، وبهما يمكن أن يحدث الفارق الواقعي لابناء المجتمع الذين يبتعد الكثير منهم عن هذه القوتين التي لا يمكن ان يكون لنا دورا مهما في الوجود دونهما.