مندلي تعلن عن إختفاء نحو 390 غزالاً نادراً من محميتها

ديالى تتّجه لإنشاء أول مجزرتين بمواصفات عالمية

ديالى ــ سلام الشمري

أعلنت قائممقامية قضاء مندلي في محافظة ديالى عن اختفاء نحو 390 غزالاً نادراً من نوع الريم في القضاء، مطالباً بفتح تحقيق عاجل في القضية، فيما أفادت شرطة ديالى بأنها لم تُخطر رسمياً بالوضع.  وقال قائمقام قضاء مندلي علي ضمد الزهيري لـ(الزمان)، إنه (من أصل أكثر من 400 غزال من نوع الريم كانت تعيش في المحمية الطبيعية للقضاء، لم يتبقَ سوى حوالي 10 غزالات، فيما لا يزال مصير 390 غزالاً أخرى مجهولاً).  واضاف الزهيري، أن  (الغزلان قد سُرقت أو تم تهريبها وبيعها، ولهذا يطالب الجهات العليا في الحكومة العراقية بتشكيل لجنة تحقيق عاجلة)، لافتا الى ان (هذه الظاهرة تشكل تهديداً كبيراً للتنوع البيولوجي، وتتطلب تحركاً سريعاً من الجهات المعنية لمحاسبة المتورطين وحماية هذه الثروة الحيوانية النادرة المتبقية في البلاد).

تحقيق وتقصي

من جانبها (الزمان) حاولت تأكيد المعلومات او نفيها من داخل المحمية فلم تستطيع ذلك كون العاملين فيها غير مخولين بالتصريح عن ما يجري داخل المحمية، غير ان مصادرها الاخرى القريبة من المحمية أكدوا ان هناك تحقيق وتقصي للمعلومات التي صرح بها قائمقام قضاء مندلي علي ضمد الزهيري.  واكدت الجهات المسؤولة في دائرة زراعة ديالى القريبة من المحمية  التي رفضت الكشف عن اسمها والتي كانت تدير المحمية سابقا صحة المعلومات بعدم توفر أي مقومات لتربية واكثار هذ الصنف من العزلان (الريم العراقي النادر) ويتطلب مساهمة مديرية زراعة ديالى في حل المشكلة وجعلها كما كانت سابقا  حيث كانت الاولى على العراق كونها كان تدار من قبل مديرية زراعة ديالى اما اليوم فأصبحت تدار من قبل دائرة الغابات والتصحر التي لم تولي لها اهتمام. من جانبه قال المتحدث باسم شرطة محافظة ديالى العقيد هيثم سلمان الشمري، لـ(الزمان)، انه (حتى الآن، لم نُبلَّغ رسمياً باختفاء تلك الغزلان). وفي وقت سابق قال رئيس مجلس ديالى عمر الكروي، لـ(الزمان)، إن (محمية غزلان الريم العربي، الواقعة في محيط مدينة مندلي أقصى شرق ديالى، تعد من أقدم وأشهر المحميات الحكومية التي أنشئت لحماية هذا النوع النادر من الغزلان المهدد بالانقراض). وأضاف الكروي ، أن (المحمية، التي تمتد على آلاف الدونمات، كانت تضم نحو 450 غزالًا، لكن أعدادها انخفضت بشكل حاد إلى أقل من 30 غزالًا، نتيجة عدة عوامل أثرت على بيئتها، مما يثير القلق بشأن مصيرها).  وأكد الكروي، أن (المحمية كانت تدار سابقًا من قبل مديرية الزراعة، لكن إدارتها نُقلت إلى دائرة الغابات والتصحر، إحدى تشكيلات وزارة الزراعة، قبل ثلاث سنوات، في ظل الإدارة السابقة)، مشددًا على  (ضرورة وضع خطة طارئة لإنقاذها قبل أن تصبح خالية تمامًا من الغزلان).

دعم عاجل

وأشار إلى، أن (المحمية تحتاج إلى دعم عاجل من وزارة الزراعة، من خلال تخصيص أموال لشراء الأعلاف، وتأمين إيصال التيار الكهربائي لتشغيل بئر المياه المغذي الرئيسي، للحفاظ على ما تبقى من هذه الغزلان التي تمثل آخر أفراد هذه الفصيلة النادرة).

واعتبر الكروي، أن (هذه اللحظة فارقة، وتتطلب تكثيف جهود وزارة الزراعة لحل المشكلات التي تهدد هذه المحمية، التي تعد من الأقدم والأشهر على مستوى العراق، والتي نجحت لعقود في الحفاظ على غزلان الريم العربي، التي تتخذ من مناطق الشريط الحدودي موطنًا لها منذ آلاف السنين).

ويُعد غزال الريم، المعروف بالاسم العلمي Gazella subgutturosa، أحد أنواع الغزلان التي تعيش بشكل أساسي في صحاري وشبه صحاري آسيا والشرق الأوسط. اسم (الريم) مشتق من اللغة العربية ويعني (الغزال الأبيض)، في إشارة إلى لونه الفاتح، كما يُعرف أيضاً بـ(الغزال الدرقي)(Goitered Gazelle) بسبب سمة مميزة لدى الذكور.

وقال مدير المستشفى البيطري في محافظة ديالى محمد غضبان التميمي لـ(الزمان) أمس، إن (المحافظة ستشهد إنشاء أول مجزرتين نموذجيتين في بعقوبة وخانقين بمواصفات عالمية، ضمن جهود للحد من الجزر العشوائي وتحسين سلامة اللحوم، بعد تخصيص قطعتي أرض وتقديم المشروع كفرص استثمارية مقبلة).

واضاف التميمي، ان (مناطق محافظة ديالى لا تضم مجازر نموذجية والجزر يتم عشوائياً في محال القصابة والمجازر المتوفرة في ناحية بني سعد عبارة عن مسالخ)، لافتا الى ان (الفترة الماضية شهدت اتخاذ إجراءات من قبل المستشفى البيطري لإنشاء مجازر نموذجية في ديالى لاسيما مركز مدينة بعقوبة وتمت مخاطبة عدة جهات حكومية بشأن هذا الملف). واوضح التميمي، ان (إجراءاتنا أسفرت عن تخصيص قطعتي أرض لإنشاء مجزرتين نموذجيتين الأولى بمساحة 40 دونم في بعقوبة من جهة ناحية كنعان والثانية في قضاء خانقين بمساحة 30 دونم، فيما تم رفع مقترحاتنا وتصاميمنا لإنشاء المجزرتين على الأراضي المخصصة وستعرض كفرص استثمارية خلال الفترة المقبلة).

واشار التميمي، ان (مواصفات المجزرتين ستكون نموذجية وعالمية، وتضم مناطق خضراء وأماكن إيواء وتعفير وأعلاف وتقطيع للحيوانات وأيضاً ستتضمن معامل لصناعة خيوط العمليات من أعضاء المواشي). واكد التميمي، ان (المجزرتان عند إنجازهما وفق المواصفات ستعملان بالأنظمة الإلكترونية بشكل شبه تام وهي أشبه بمجزرة كركوك النموذجية أو أكثر تطوراً)، مبينا ان (إنجاز المجازر النموذجية سيحدث نقلة في قطاع اللحوم وسيقلل من انتشار الأمراض أو اللحوم غير الصحية وستكون كلها مرخصة ومفحوصة في الأسواق).