عودة فاضل يمتلك صوتاً ريفياً متميزاً
ملّحن يتنقل بين مقامي النهاوند و البيات إلى الصبا بتلقائية
بابل - كاظـم بهَـيّـة
عودة فاضل هو احد المطربين الذين يمتلكون صوتا ريفيا مميزا ، ومن المطربين الذين قدمتهم مدينة العمارة ، وسبق ان قدمت الكثير من الاصوات الغنائية ،التي اغنت الساحة الغنائية العراقية بالكثير من الاغاني ، احب وعشق الغناء وكان صادقا في هذا الحب ومن خلاله كان كثير العطاء ولكونه يمتلك صوت جميل ومتميز وشكل حضورا في مجال الاغنية الريفية مجددا فيها ومؤثرا في ادائها ،لانه وضع لنفسه ملامح اسلوب خاص عرف به .
فيما وصف فنانون المطرب الراحل بأنه ( يتمتع بصوت عذب أضفى جمالية على أغاني المطرب مسعود العمارتلي، حين أعاد تسجيلها بأداء وتوزيع متميزين).
و فاضل من مواليد ( 1949 - العمارة ) وسكن في بغداد الشاكرية ومن ثم انتقل الى مدينة «الثورة « فيما بعد ، ترسخت شهرته من خلال ادائه للاغاني الريفية الجميلة ، ويعتبر افضل ملحن لها ، برز وحجز مكانا اساسيا في الاداء واللحن في الساحة الغنائية ، بفضل مايمتلكه من حس مرهف واختيار رائع للنص الجيد والجميل اكثرها مستوحاة من الفلكلور الشعبي ، ومايتعامل به الناس من حكايات وامثال شعبية جنوبية وفراتية من قصص يعيشها حقيقية في داخله، متأثراً بمسعود العمارتلي وجعفوري وداخل حسن وخلف لازم. حتى عرف مطرب وملحن بين جيله ‘( ملحن شفاف تتجلى جمالية الحانه في مقام النهاوند ومقام البيات و قدرته على التنقل بين مقامات النهاوند الى البيات الى الصبا بتلقائية وسلاسة وكأنه عارف ومتمكن من المقامات).هذا ما وصفه به الناقد الموسيقي سامر المشعل ، وفعلا كان دفء الأحساس والشجن والحزن العميق يؤطر أدائه في الكثير من الاغاني الخالدة ألتي لامست شغاف قلوب الناس من العشاق والمحبين لصدق أدائها وبساطة وجمالية كلماتها، مثل ( كل ماتغيب مسامحك )و(غريب الروح يسعيده) و (واعدني اليوم ) و( الولد يبني ) و( غريب انه) و( گلب مامال للغير)و ( انه مارايد هلي) و( زغيرة عمر)و( حادي الضعن )و( لا يالولد) و( سافر ولاجاني)و ( نسونا مانسيناهم) و(غصبن عليه) و( ناس تسافر ) و( وين ماوين) و( البنيات) و( ياناس دلوني) و(سعدي انه الليلة )و( يمدلل جاوين انته)و( كون دموع عيني) و( مثل الغريب)و( مريت للديره ساير)و ( يالخاطرك مكسور ) و(حالتي وي المحب )و( متعودين ) و( مريت من يم داركم )و ( مايرضون يحجون)و( لاتخليني افكر بالرحيل) و( شكثر ربعك يگلبي )و( ويلي عليهم ) و(كلي بيا دار ) و ( لملمنه الغراض ) و(الي ونين) و(غصبا عليّ) و(الموت اريد الموت ) و(الحك انه ) والكثير من الاغاني.
تلحين اغنيات
لحن لكثير من المطربين امثال حاتم العراقي (انه مارايد هلي) من كلماته والحانه ولكريم منصور( غريب انه ) من كلمات الشاعر الكبير كاظم اسماعيل كاطع و(گلب مامال للغير ) لرعد الناصري من كلمات عباس الرماحي وكذلك غنوا من اغانيه كل من : يونس العبودي ورعد الناصري وحسين البصري وكامل كشاش وعلاء سعد والكثير من الشباب الذين برزوا بأغانيه مثل حسين الغزال وفهد نوري وابراهيم البندكاري وعدنان بريسم وغيرهم الكثير . لم يكن فاضل ملحناً ومطرباً فقط ، وانما كان شاعراً كتب الكثير من اغانيه، فضلاً عن تعاونه مع عدد من الشعراء مثل جودت التميمي الذي كتب له (واعدني اليوم وخلف )و كاظم اسماعيل الكاطع أغنية (غريبة انه)، اما الشاعر جبار صدام فكتب له اغنية (لا يا الولد) التي كانت بمثابة رثاء موجع لولده «عمار « الذي استشهد على يد عصابات داعش الإرهابية، وتركت هذه الاغنية أثرا في النفوس لما تتضمنه من عواطف مشحونة لأب فقد ولده. تعامل مع شعراء مبدعين مثل عباس الرماحي وصباح الهلالي وجبار صدام وجبار رشيد وعلي الفيصلي وكانت آخر اغنية صورت للتلفزيون. هي اغنية وطنية ديو مع عبد الحسين السماوي ومكصد الحلي شاركو فيها في احتفالات تحرير الموصل كتب كلماتها كاظم السيد علي بهية وهي من الحان زياد الامير .
واخيرا لابد من القول : ان رحيل المطرب عودة فاضل يوم 16 / 11 / 2020 ، يعد خسارة حقيقية للغناء الريفي العراقي.لكونه صوتا اصيلا عبّر عن هموم الناس والعشاق والمحبين واحلامهم من خلال اعماله الغنائية التي تركها خلفه ارثا فنيا راسخا في تاريخ الاغنية العراقية .