الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
قمة بغداد فرصة للتكامل العربي ومنصة للحوار الدولي

بواسطة azzaman

قمة بغداد فرصة للتكامل العربي ومنصة للحوار الدولي

فاضل البدراني

 

المراهنة هذه المرة جاءت من بغداد في ظروف وتحديات تحيط بالعالم أجمع ومنطقة الشرق الأوسط بشكل خاص وسط تحولات واضحة في طبيعة العلاقات والجغرافيات وصياغة العلاقات الاقتصادية والتجارية والثقافية على نحو جديد من التوجهات التي تريدها دول عظمى سيما الولايات المتحدة الأميركية وقوى دولية مؤثرة ترتبط بها، وإزاء ذلك تبدو المنطقة العربية الركن المستهدف والمشمول بالتحولات الجيوسياسية والديموغرافية.

قمة بغداد بموعد انعقادها في السابع عشر من مايس 2025 جاءت بإرادة حكومية للبحث عن مآلات جديدة إيجابية ومحاولة جادة بحجز مقعد في منطقة النهوض والتطور الذي باتت التكنولوجيا والذكاء الإصطناعي هي المتحكم الوحيد في حياة الدول وشعوبها وخطط التنمية الشاملة، وبعيدا عن الآمال والطموحات فأن الواقع يفرض على العراق أن لا يبق بعيدا عن تحمل المسؤولية التي هي من صميم وجوده تاريخا وحاضرا وحتى مستقبلا، وأمام العراق فرصة سانحة ليعيد الجغرافية السياسية العربية والإقليمية والدولية الى نمط من الاستقرار والتوازن والتشارك في الاقتصادات والسياسات الديبلوماسية والثقافية والأمنية، سيما أنه يتفرج على تحولات بعضها شاملة وبعض آخر منها جزئية شملت بلدان عربية منها فلسطين وسوريا ولبنان واليمن وتحديات تواجه بلدان إقليمية ودولية وصولا الى الحرب المستعرة بين روسيا وأوكرانيا منذ سنوات عدة، والعراق يتابع برفض بما جري من مجازر في غزة ولبنان وسياسة التجويع التي تمارس حتى اللحظة ضد الشعب الفلسطيني في غزة.

فالقمم بشكل عام هي خطوة تتبناها دولة متطوعة وموثوق منها وبنواياها في تحقيق لقاءات رسمية بين قادة الدول، والعراق يتبنى اليوم تحقيق هذا اللقاء العربي - العربي وبدعوة ضيوف دوليين من بلدان ومنظمات مؤثرة في القرارات الدولية، ومن ذلك رئيس وزراء اسبانيا والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وكذلك كبار المسؤولين من بلدان أقليمية أيضا، ودلالات هذا التجمع العربي- الدولي يعكس قوة بغداد في صياغة القرارات الدولية وفي مستوى الثقة الأمنية والسياسية التي يتمتع بها العراق لدى الأطراف الدولية، والعراق الذي لديه مشروع بطرح 18 مبادرة سيقدمه في مؤتمر قمة بغداد تخص شؤون عدد من البلدان العربية ومحاولة تقريب وجهات النظر بينها، فأن طموحه يتعدى الى صياغة حوار إيجابي يتعلق ببلدان المنطقة عامة كما يعكس سياسة الحياد الذي ينتهجها، أنما يبقى الأهم من المبادرات هو جدية المتابعة عبر لجان تتشكل لترجمة الآراء المطروحة الى عمل ملموس وهو سيتحول الى مسؤولية الجميع.

مسؤولية بغداد تبدو كبيرة هذه الأيام كونها لن تشهد قمة واحدة بل ثلاث قمم (القمة العربية، القمة التنموية، القمة الثلاثية) وبالتالي فالعالم أمام لحظة تاريخية إذ سيتابع ما يطرح من بغداد بشأن قضايا عدة منها معالجة أهم الملفات الضاغطة عربيا ودوليا في الجوانب الاقتصادية والتنموية والطاقة والأمن والتكنولوجيا والبيئة والنسق الدبلوماسي بما يجعل المنطقة في بداية خطوة لمرحلة من الانسجام والتعاون ونبذ سياسة المحاور التي ظهرت في العقود الماضية حتى يومنا هذا، وتسببت بإفقار الشعوب وانتجت حروب وضحايا.

قمة بغداد منصة حوار إيجابية ورسالة عربية عالمية في محاولة جادة لصياغة صورة إيجابية لبلدان المنطقة وابعادها عن شرور الحروب وإحلال الانسجام وخلق رؤية مشتركة وموحدة، والمواطن العربي ينتظر منها الكثير من النتائج الإيجابية التي من شانها أن تصنع السلام وبناء الاقتصاد.

وكيل وزارة الثقافة والسياحة والآثار

 


مشاهدات 28
الكاتب فاضل البدراني
أضيف 2025/05/16 - 7:11 PM
آخر تحديث 2025/05/17 - 8:07 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 411 الشهر 20937 الكلي 11014941
الوقت الآن
السبت 2025/5/17 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير