الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الزائر ومعارض كتاب

بواسطة azzaman

الزائر ومعارض كتاب

طالب زعيان

 

الصحيح معرِض: بكسر الراء لا بالفتح معرَض:

زرت معرِض السيارات ومعرِض الكتاب.

لحضورنا الشبه المستمر، لمعارض الكتاب، وحتى التي لم نحضرها، نسمع من بعض منظميها، ومن بعض أصحاب الدور النشر المشاركة في المعرض، أن نسبة شراء الكتب ضعيفة، قياسا بالزائرين للمعرض.

قبل أن نجيب عن هذا السؤال، نقول: إن أي معرض للكتاب يعتبر بحد ذاته، هو عرس ووجه ثقافي وحضاري للدولة المنظمة، وتماشيا مع التطور الحاصل في العالم.. الغاية منه باختصار: تبادل الثقافات بين الدول والشعوب، والإطلاع على ما يكتبون، وبما يفكرون، واستعراض أسماء الكتاب والمؤلفين والمبدعين، لجميع الكتب العلمية والأدبية والدينية والفنية وغيرها، فضلا عن الندوات والأنشطة الثقافية التي تقام خلال أيام معرض الكتاب، كل هذا يطلع عليها الزائر للمعرض، حتى وإن لم يقتنِ كتابا، بل مجيئه للمعرض لم يكن اعتباطا أو عفويا أو لقضاء وقت، لا بد هناك شيء داخلي، في نفسه يدفعه رغبة واشتياقا للكتاب، وستقع عيناه على بعض عنوانين الكتب، التي يشعر أنها قريبة لنفسه أو لاختصاصه، ربما في المعرض الثاني أو الثالث سيختارها، ويجلبها معه إلى البيت، فحضوره مهم لأنه باب من أبواب الدخول إلى عالم القراءة والثقافة، وإلى المجتمع.

وعلينا أن لا ننسى العامل الاقتصادي مهم، وله تأثير كبير على الفرد في نسبة الشراء، وحياته المعيشية، عليه أن يوازن بينهما، وأغلبهم ليس لديه القدرة على الموازنة، بسبب البطالة أو لديه مورد مادي قليل لا يكفي المعيشة، فيتوقف شراء الكتاب على تحسن حالته المادية.

والعامل الاقتصادي لم يؤثر فقط على الفرد أو القارئ، بل تعدى ذلك تأثيره على الكاتب والمؤلف ودور النشر، نرى غياب بعض الدور النشر التي كانت سابقا تشارك في معارض الكتاب، يعود ذلك إلى العامل الاقتصادي، حيث أصبح المؤلف لا يستطيع طباعة منجزه العلمي أو الأدبي، وإن طبعه لا يتجاوز عن مئة نسخة أو أقل، بدلا من أن كان عليه أن يطبع 500 أو 1000 نسخة، هذا مردود سلبي ليس فقط على المؤلف بل حتى على دور النشر، ليس لديهم نسخ كثيرة للمشاركة بها، ولاسيما في بعض الدول العربية مثل سوريا ولبنان وغيرها من الدول التي تمر بظروف صعبة.

فالهدف كبير، من إقامة معرض للكتاب، يغير حياة الفرد، من سلوكياته وثقافاته وآرائه نحو الأفضل، والتعرف على الكثير من المجالات الحياتية والمعرفية، وهذا الهدف الأسمى الذي نروم الوصول إليه، ليكن مجتمعا سالما من كل السلبيات التي تعيق تقدمه وعيشه. رقي المجتمعات بثقافاتها وليس بكثرة أموالها، الأموال ربما تفسد الفرد، عكس الثقافات تصلح الفرد.

يبقى هناك دور كبير على الدولة، في دعم المعارض لتنجح، دعما ماديا ومعنويا، للقارئ وللمؤلف ولدور النشر، فهي عملية متكاملة لا يمكن تجاهل جهة منها، وليس على الاعتماد على بعض المنظمات المدنية أو جهات أخرى، ينبغي أن يكون دور الدولة أكبر في حماية الفرد والمجتمع من التخلف والضياع.


مشاهدات 124
الكاتب طالب زعيان
أضيف 2024/05/07 - 5:17 PM
آخر تحديث 2024/05/19 - 9:20 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 314 الشهر 7550 الكلي 9345588
الوقت الآن
الأحد 2024/5/19 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير