في الحديث عن الزمن الجميل

شاكر حامد

« الزمن الجميل « مفردةٌ كثيراً ماتُثيرُ جدلاً وإختلافا وعند آخرين حدةً فتأتيك آراء مؤدلجة لأنهم يقرنون ذلك الزمن وتسجيل لحظاته بأشخاص وسياسات وأنظمة ! الزمن الجميل هو العلاقات الإنسانية ، النظام ، المدنية ، النظافة ، الموديل ، الغناء ، المحبة ، الأحترام ، الجار ، المحلة ، النخوة .

كلُ الذي افتقدناه الآن ، كان فيما مضى زَمناً جميلاً !!

مشكلةُ الردود والمواقف دائماً مؤدلجة !! وكأن الزمن الجميل قوة إرهابية أو حزب مجتث !!

 « الزمن الجميل « ليس معنياً بنظام ، انه معنيُ بمنظومة مجتمع واعي يحمل أخلاق وقيم  ومجتمع مفروضٌ على عامته القانون .

يقول الكاتب المسرحي  أحمد الصالح هذا صحيح الى حد كبير .. فان المنظومة الاجتماعية و الأخلاقية العراقية التي كانت قبل انقلابات العسكر ثم تفرد البعث ثم صدام بالحكم ثم الحروب ثم الحصار ثم الحرب الأخيرة ثم صراع ثيران الاحزاب في العهد الجديد ثم الولاءات لدول الجوار و ثقافاتها المختلفة ثم تدفق الاموال و انتشار الفساد السياسي .. بالطبع كل هذا أطاح بالسمات الأخلاقية الجميلة التي عاشها اباؤنا و اجدادنا الى حد ما طبعا .. هل ننسى كتابة التقارير الأمنية و ماذا فعلت بحق الجيرة و الصداقة ؟!!

هذا مثال واحد فقط .. فهناك عندك طن من السلوكيات المشوهة التي دمرت نسيج العراقيين .  وهنا أقول هذا لا يعني أنه من غير المسموح أن نتحدث عن لحظات نسميها بالزمن الجميل ، إلا أن نعيش في دولة نگرة السلمان  الإفتراضية !!!  الذي أقترحها أحدهم كوسيلة تشبيه لما عاناهُ المنفيون والسياسيون في سنوات من حقبة النظام السابق ،  هذا إسقاط ايديولوجي ذكرياتنا التي تسجلُ للحظات نحن نراها بأنها جميلة غير معنية به  خاصة إذا كانت بدون إحالة لعهد سياسي معين ، لدي صديق نشر صورة لنا في معهد الفنون عام 1975 وفيها كثير من الأصدقاء منهم من غادر الحياة و منهم مازال حياً، الصورة في مكان بنظر الناشر جميل وماكان يعيشهُ جميل ، لذا كتب ، « إنها من الزمن الجميل « ، لكن ماعلاقة معلق يقول اي زمن هذا الذي تدعيه يا خُرم !! لان الصورة كانت عام 75 !  في الحقيقة الذي نشرَ الصورة لم يكن معنياً بحكام الزمن الذي ألتقطت فيه الصورة بل كان معنياً بالمكان والرفقة والاحساس وربما هناك قصصاً في داخله ، لكن المُعلق هو المؤدلج الذي بيده التقويم ويؤشر الأيام وينسبها لفترات الحكام ! وهو لا يعرف أن كل تقويم حكام العراق مزبلة .

آه أيها الزمن الجميل ! قتلوك !