إتفاقية أستراتيجية عراقية تركية للمرة الأولى
مجاشع التميمي
زيارة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان إلى العراق سوف لن تكون زيارة عابرة كونها ستشهد التوقيع على اتفاقية إستراتيجية هي الأولى من نوعها بين العراق وتركيا في المجالات الأمنية والاقتصادية والمياه، العراق يريد من هذه الاتفاقية حسم قضية الوجود العسكري التركي داخل الأراضي العراقية حيث توغلت تركيا مسافة تصل إلى 20 كيلو متر بحجة ملاحقة حزب العمال الكردستاني التركي PKK الذي توسع انتشاره بشكل كبير في السنوات التي لحقت العام 2014 حيث كان هذا الحزب المسلح يتركز في جبال قنديل بالمثلث العراقي الإيراني التركي لكنه تمدد حتى وصل إلى مخمور وسنجار وبالقرب من كركوك، وتحولت مخيماته إلى معسكرات، لكن بعد القرار العراقي بالتضييق على هذا الحزب ووضعه تحت المراقبة وفي مخيمات تشرف عليها الأجهزة الامنية والعسكرية العراقية، فضلاً عن حظر كل نشاطاته السياسية.
الحصة المائية
القضية الثانية التي وضعتها الحكومة العراقية في الاتفاقية مع تركيا هي قضية المياه وتأمين حصة العراق المائية حيث يعاني العراق من أزمة جفاف خانقة حيث تناقصت حصة العراق المائية بشكل كبير، ففي العام 1975 كانت الايرادات المائية لنهري دجلة والفرات والروافد الاخرى تصل إلى 79 مليار م3 حتى وصلت في عام 2008 إلى 49 مليار م3 بسبب السدود التي بنتها تركيا؛ لكن الكارثة هو ما حصل في عام 2022 حيث انخفضت الاطلاقات إلى 33 مليار م3 مع زيادة الاحتياجات المائية للعراقيين من 66 مليار م3 في عام 2008 إلى 78 مليار متر مكعب في العام 2023.
المصادر الحكومية قالت إن العراق سوف لن يوقع على أي اتفاقية قبل حل هاتين القضيتين وتحقيق رغبة تركيا بمعالجة قضية PKK فضلا عن استخدام ورقة مشروع «طريق التنمية» في المباحثات مع اردوغان التي تعول عليه انقرة كون مشروع «طريق التنمية» الذي سيربط ميناء الفاو الكبير بتركيا وصولا إلى أوروبا وبمشاركة 10 دول إقليمية ستكون تركيا من المستفيدين منه، إضافة إلى استثمار المفاوض العراقي لموضوع الاستيرادات مع تركيا التي تصل لعشرات المليارات سنوياً.
المهم في هذه الزيارة أيضا أن العراق وتركيا قد اتفقا من حيث المبدأ على حل قضية توقف تصدير النفط عبر ميناء جيهان التركي المتوقف منذ أكثر من عام.