نموذج المعارضة لدى علي (ع)

أحمد غني الخفاجي

ونحنُ نعيش ذكرى أستشهاد الأمام علي ع ، أتناول شيئاً من مدرسة علي ع الثرية بكل العبر والدروس الأنسانية والأجتماعية والسياسية والأدارية .

لايفي مقال متواضع عالم علي ع الواسع والمترامي الأطراف ، هنا أود تسليط الضوء على جزئية فلسفة الحكم لدى علي ع.

هل كان توقيت أستلام الأمام علي ع للحكم مناسباً للأمة

يجمع علماء المسلمين من الفريقين على صحة حديث الغدير ويختلفون في تأويله فنذهب نحنُ الشيعة الى أن واقعة الغدير كانت أعلاناً رسمياً بتنصيب الأمام علي ع خليفة للنبي وهو الحاكم بعده ، بينما يذهب علماء السنة أن الحديث كان يعني حب علي وآل بيته ولا علاقة سياسية وأدارية لهذا الحب والولاء !!

وعلي الذي أستلم أمره الأداري الخاص بالتنصيب من النبي ص ، كان حريصاً على أشهار هذا الأمر بعد وفاة النبي ص والمطالبة السلمية بتطبيق مصداق الحديث لأستلام دفة الحكم ، هنا تبرز لنا فلسفة الأمام في طلب الأمر وهي ( المطالبة السلمية ) ، لماذا السلمية ؟

يرى على ع أن الحكم لايسوى عنده قيمة (نعله الخوص)

وهو بهذه القيمة لايستحق أن تراق لأجله قطرة دم ، هنا نجد قيمة الدم وقيمة الأنسان عند علي ، الحكم عند علي ع وسيلة لبسط العدل والحق وليس هدفاً شخصياً لبناء مجد وكنز أموال.

طالب سلمياً بتطبيق وصية النبي وعندما لم يستجب له القوم ترك الأمر بعد أن سجل أعتراضه الرسمي على ماآلت له الأمور ، لكن هل عارض علي ع الحكم وهل عمل على تسقيط وأحراج من جلس في مكانه ؟

كان علي ع خصماً نبيلاً لمن سلبه حقه ، وأسس لأول معارضة واعية بناءه أيجابية ، كان يمد العون حينما يحتاجه الحاكم ويدعم وحدة الأمة والحفاظ على بيضة الأسلام.

معارضة علي ع دعمت الحكومة وساعدتها وحفظت ظهرها ، لم يطعن علي الحكام من الظهر ولم يحك المؤامرات عليهم ، كان واضحاً شفافاً معهم ! يسعى لتقوية الدولة ويحفظ مؤسساتها.

وعندما جاءت لحظة تكليفه بالحكم وبأقتناع الأمة ، تقدم ولم يتردد وقدم نموذجاً فريداً في الأدارة والحكم

لازال صعب التــــقليد والتطبيق على كل من جاء بعده .

السلام عليك ياوليّ الله.