الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
مبادرات شخصية تبرز من بين الحطام والإهتمام الحكومي بعيد نسبياً

بواسطة azzaman

موصليون يدعون لزيادة الإهتمام بالشواخص التراثية للحفاظ على الفولكلور الأصيل

مبادرات شخصية تبرز من بين الحطام والإهتمام الحكومي بعيد نسبياً

 

الموصل – سامر الياس سعيد

 مع تزايد الاهتمام من جانب  المؤسسات الاكاديمية باحياء التراث الموصلي من خلال  تخصيص بعض البيوتات التراثية ذات الطابع الشرقي  لغرض اتاحتها للزوار والسائحين بغية التعرف على نمط الحياة الموصلية  في الازمنة السابقة  حيث بادرت بعض المؤسسات التي تعنى بالتراث لتخصيص بعض البيوتات لعوائل موصلية معروفة بغية اتاحتها للزوار  للاطلاع عن كثب عن  مناحي اليوميات التي كان يقضيها افراد العائلة الموصلية في العقود السابقة فضلا عن الميزات التي كانت تتميز بها تلك البيوتات لمواكبة المناخات المتباينة التي يتيحها تغير الفصول وشدة الحرارة في فصل الصيف الى البرودة القارسة  التي كانت  سمة فصل الشتاء مع الاخذ بنظر الاعتبار اعتدال الجو في الاشهر الاخرى حتى سميت الموصل بمدينة ام الربيعين  وفيما تعرضت تلك البيوتات خلال الهجمة الاخيرة  التي  ابانت سيطرة داعش على المدينة  والتي تكللت لاحقا بطرد التنظيم من خلال  العمليات العسكرية التي اضرت بواقع تلك البيوتات.

استخدام زخارف

وكشفت عن جواهر مخباة اضر بها التدمير الناجم من تلك العمليات من خلال  استخدام الزخارف والالواح الجبسية  والنقوش التي كانت سمة اغلب بيوتات الجانب الايمن من المدينة القديمة في محاليل وازقة الموصل  فضلا عن تضرر البيت التراثي المعروف ببيت التتونجي الذي كان مملوكا  لبعض المؤسسات التراثية التي كانت تتيحه لزيارة السائحين بغية التعرف على يوميات الموصل القديمة  حتى سعت لاحقا بعض المؤسسات العالمية الى الالتفات الى البيوتات التراثية التي كان يقطنها نخب موصلية مميزة مثل المطران سليمان الصائغ  صاحب موسوعة تاريخ الموصل باجزائه الثلاث والذي صدر عام 1928 ليسهم بان يكون المرجع الامثر وثوقية بما يتعلق بتاريخ المدينة  ويقول مهتم بالتراث الموصلي  بان مثل تلك البيوتات تمثل سفرا خالدا بتاريخ المدينة حيث تكشف عن كيفية عيش الموصليين ليومياتهم بالاضافة لابراز المعمار الموصلي الذي كان يلتفت لابرز الاعمال البسيطة لكي يلحقها بعمله من اجل تهيئة اجواء مناسبة للعيش  ويصيف حازم عبد الجبار بان البيوتات الموصلية لم تكن  فقط للاستقرار والعيش لكنها تحوي في الاصل مجلدات من الالفة التعايش ففي بعض الاحيان كانت تلك البيوتات تضم اكثر من عائلة لتتقاسم فيما بينها  الخبز والطعام  فضلا عن جدران تلك البيوتات تحمل الكثير من الاسار والحكايات.

واقع البيوتات

التي تستحق ان تضم في مجلدات اما عبد الله  ذنون فيقول  ان واقع البيوتات الموصلية  والاهتمام بها اضحى مبادرة شخصية فعلى سبيل المثال ان هنالك قس  في احد الكنائس الموصلية سعى لان تكون في احد اروقة كنيسته  بافتتاح متحف للتراث الموصلي والمسيحي وفعلا اسهم بجمع الكثير من الازياء التي ارتداها المسيحيون  في الموصل في ازمنة سابقة مع اواني واباريق  خاصة  اضافة للكثير مما يحفظ الارث الموصلي المميز لكن مع الاسف  اختفت كل تلك الموجودات بسيطرة تنظيم داعش على المدينة لنفقد  عبر تلك الاحداث ارثا ماديا مهما  يضاهي  ما كان موجودا بالفعل في متحف مركز دراسات الموصل من توثيق للحياة الشعبية الموصلية والاعمال التي مارسها موصليون  خلال الازمنة الغابرة  فاختفت ايضا بسبب التنظيم كونه لاحق التماثيل وحطمها  مشوها ارثا موصليا  مهما كان ينقل حكاياته للاجيال المتعاقبة .وعبر احمد ذنون عن امله بان تكون للمبادرات الموصلية اثر في الاهتمام الحكومي فتسعى الحكومة عبر وزارة الثقافة بتشجيع تلك المبادرات وتعضيدها لتكون  سياقا متبعا في الحفاظ على ارث المدينة الذي اضاعه داعش في غفلة من الزمن ليربك اجيالنا ويجعلها في حيرة من امرها بشان ما اختفى من ارث الاجداد .


مشاهدات 325
أضيف 2024/01/31 - 4:47 PM
آخر تحديث 2024/05/09 - 1:12 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 141 الشهر 3723 الكلي 9241761
الوقت الآن
الجمعة 2024/5/10 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير