نبينا محمد (ص) قدوتنا في التفكر والتدبّر
خضير العقيدي
تناولت معظم الدراسات التي بحثت في الارث النبوي عن البدايات الاولى لتفكر رسولنا وقدوتنا ،ففي غار حراء كان التفكير حول (كيف ولماذا واين ومتى وما )تلك الاسئلة الخمسة التي بحث عنها الانسان في دواخل نفسه وفيما حوله من ملكوت الله ولما تيقن نبينا،،ص،، انه بعد التفكر لابد من التدبر وكلاهما العلة والمعلول وسبب نزول ايات القران الكريم والاحاديث القدسية ومناسبة المولد نستذكر بعض من هذه المشاغل الفكرية التي نتجت عنها العلوم العقلية والمجردة فلا علم بدون تفكير وتدبر وهما متلازمتان في كل عصر وزمان وكان الانسان ومذ ولادته وحتى نهاية حياته يبحث عن( كيف) التي هي مصدر كل العلوم والاجابة عنها جدا بسيطة اذا اردنا وجدا صعبة عندما نبحث فيما لم يطلعنا عنه الباري عز وجل مثل الروح التي هي بامر ربنا وما عداها اطلعنا نبينا وقدوتنا عليها بشكل ما يستوعبه العقل انذاك او الذي اكتشف مؤخرا نتيجة تطور العلوم وهو جزء من التفكر والتدبر،،،
اولا :- التفكر
تجول في خاطر الانسان الاسئلة التي يبحث عنها الاجابة لكي تستقر نفسه بعضها يجد اجابتها في دواخل النفس البشرية مثل نمو جسم الانسان فلا يزيد ولا ينقص من حواسه الخمسة ولا في عظامه ولا في ملامحه التي ينفرد بها عن غيره من البشر ولكل شخص صوت وصورةتمثل شخصيته وخياراته وهكذا توجه نبينا الكريم اولا بدعوته الى الافراد ثم الى الجماعة المحيطة به ثم الامة جمعاء اي ان اسلوب الاقناع وليس الاجبار هو ما يميز الدعوه لترك عبادة الاوثان وعبادة الله الواحد اي الدعوة العقلية والاجابة عن ،،كيف،، التي شغلت عقل الانسان فاعاد النبي القدوة تشكيل الذات اولا لتكون فاعلة تجاه ما تتطلبه البدايات الاولى للدعوة وهي تشمل العادات والعبادات،
ثانيا:- التدبر
بناء مدينة نبوية احتاجت الانتقال من مكة تلك القرية التي ضاقت بالمسلمين نتيجة تقاطعات اهلها للفكر الجديد وعدم استيعابهم لانتزاع السلطة التي يتمسكون بها والتحول نحو مدنية تدعوهم للرشاد والهداية وترك عبادة الاوثان تلك الدعوة التي قادها رجل عرف بمكارم الاخلاق والتدبر،،كما حدث في رفع الحجر الاسود والكل يدعوا لشرف حمله الى ان جاء محمد ليضعه فوق رداء ويدعوهم لمسك احد الاطراف بالتساوي وهذا التدبير قبل مبعثة،،ص،،
اما الامر العظيم الذي كان شاهدا على تدبره فهو في بناء مدينة قوامها الانصار والمهاجرين ليس بمعزل عن الاخر بل بتقاسم الزاد والمسكن وتوالت التدابير النبوية في بناء سوق خاص بالمسلمين بدون ربا وبناء مسجد يسع الجميع ويكون المدرسة الاولى لتحصيل العلوم الشرعية تعلم فيه العادات والعبادات من خلال الاجابة عن كيفية الوضوء والصلاة والتعامل اليومي وواجب المسلم اليومي من الفجر الى الغسق وكيفية التعامل مع الاسرة والتنشئة فقد كان الرسول ،،ص،، القدوة في كل ما يمت للحياة الجديدة من فعالياة حياتية وحسب ما تقتضية الحالة الجديدة فكان قران يمشي على الارض في كل واردة وشاردة يتدبر شؤون هذه المدينة لتكون فيما بعد مثالا للمدن العربية والاسلامية في قوانينالعادات والعبادات،
فكان الرسول محمد ،،ص،،يشخص حالة المسلم ويعالج كل ظاهرة على حدة الاطفال والشباب والنساء والرجال كلا حسب موقعه في العائلة والمجتمع الاسلامي الجديد تفهيما وتعليما ونصحا فرادا ومجموعات حسب الزمان والمكان ليكون تحصيل العلوم والمعرفة واجب وليس ترفا حقيقة وليس اوهام اسلوب حياة وهـــــــــــكذا ساد الاسلام بتفكر وتدبر قدوتنا رسولنا محمد ،،ص،،.