الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
المصالح.. أولاً

بواسطة azzaman

المصالح.. أولاً

عبد الكاظم محمد حسون

هنالك صفات حميدة كان الكثير من العراقيين  يتصف بها ..لا اعرف كيف انطبعت في شخصيتهم  وأصبح من غير السهل التنصل عنها ... منها نكران الذات وتقديم المصلحة العامة على الخاصة والإيثار وحمل المباديء والحفاظ عليه  ..لم تكن تلك الظواهر او الصفات  قد ظهرت قديما جدا ، وإنما ظهرت في العقود الأولى والوسطى من القرن الماضي ..كان الإنسان لا يساوم على الحق وراحة الضمير مهما تعرض له من ضغوط او إغراءات فالموت افضل من التنازل والسجن واعواد المشانق لا تثني الرجال وكيف لا والهامات مرفوعة بالعز والكرامة وهي تصدح عاش الوطن..عاش الوطن   ...إن ما دعاني لكتابة هذه السطور .. هي تلك النظرة القبيحة للواقع الحالي ..واقع تجد فيه المصلحة هي الأساس وأصبح من يدفع اكثر من مال او امتيازات هو ربكم الأعلى وتجد  أنه لا حرج في أن يتبدل وجه الإنسان وحتى قناعاته بكل سهولة ويسر وبزمان قياسي فإن كان  هذا الشخص سابقا مع هذه الجهة ليس غريب ان تجده في يوم آخر مع جهة أخرى تختلف معها في المضمون والشكل ... فلا مباديء باقية على اصولها ولا ضمير يهز العقول ويرسم ملامح الخجل فكل هذا التغير في السلوكيات اصبح أمرا طبيعيا لا يجلب العار لصاحبه انها الانتهازهية  بكل معانيها ...فبعد إن كان اهل المباديء من اصحاب الرأي والسياسة والوطنية لا يتنازلون عن قناعاتهم مهما عمل اعدائهم ويذهبون إلى السجون او الموت ويتركون لهم أطفال صغار واهل وأقارب واصدقاء دون ان يكترثوا فالمباديء والقناعات اغلى لديهم  من كل شيء حتى من الولد او البنت والزوجة .إنها المباديء و القناعات العقائدية وإنها خجل الجبين العالي والضمير الحي .

نجد هنالك من يمسح على كتف مرؤوسه في دائرة العمل ويجعله من الأخيار وهو في حقيقته فاسد ومرتشي ويمسح عن وجهه التراب وهو يعرف ان هذا كله تملق لتحقيق فائدة معينة  . وهنالك من يعمل نفس الشيء أمام مسؤوله السياسي في حزب ما  او منظمته النقابيه او أمام رئيس عشيرته ..

ان ضياع المباديء والثوابت أمرا محير يجعلك تشعر بالاشمئزاز من مايحدث  من حولك و تشعر بأن القيم والثوابت الصحيحه قد ضاعت وتركت فراغ في مجال الصفات الإنسانية الحميدة وان المجتمع قد فقد شرف الثبات على الحق والمباديء وضاع الناس في مجتمع مادي تعتبر فيه المادة هي الأساس في كل شيء فلا تضحية ولا نكران ذات ولا وطنية .. ولا الرجل المناسب في المكان المناسب فأصبح كل موقع  ومهما كان يمكن ان يُشترى أويباع لإشخاص لا يملكون شيء سوى الأموال وسوء الأخلاق و التصرف . وهنا أصبح المجتمع يُحكم من قبل غول الفساد والقيم السيئة ومعالجة هذا الموضوع تحتاج إلى جهود ووقت وإمكانيات كبيرة تبدأ بأنشاء أجيال جديدة تتربى على الأخلاق الحميدة والقيم النبيله .

الصفات الإنسانية تزرع ولا تُشترى .


مشاهدات 97
الكاتب عبد الكاظم محمد حسون
أضيف 2024/04/27 - 1:52 AM
آخر تحديث 2024/05/07 - 1:44 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 238 الشهر 2661 الكلي 9140699
الوقت الآن
الثلاثاء 2024/5/7 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير