الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الغلاف النرجسي  المذموم

بواسطة azzaman

الغلاف النرجسي  المذموم

جبار فريح شريدة

 

المثل العربي الشائع «شيم العربي وأخذ عباءته» مثل دارج في الثقافة العربية وهو يدلل على ان الشخصية العربية عندما تمدح تنسى نفسها ,وتعفو عن من ظلمها وسلب حقها ,كذلك تبسط يدها للجميع وتكرم الكل بدون مقابل ,هذا المدح يدفع الشخصية العربية منها شيخ العشيرة او المسؤول بالدولة الى النظر لنفسة فوق الجميع ممزوجة بالنرجسية والبعض يعتلى فوق الجميع فيصاب بجنون العظمى .

هذا المرض تصاب به الشخصية العربية أكثر من غيرها ,نتيجة التكوين الاجتماعي القبلي و العشائري او نتيجة الشعور باننا اقل الامم انجاز بالعصر الحديث .

نلاحظ يحيط بالمسؤول المقربون فيكثروا بالمدح وهو لا يرغب غير ذلك ,يرفض رفضاً قاطعاً من يذمه او ينقده . بل يرغب ان يقابل بالتهليل والتمجيد والتكبير والتصفيق والرقص والاغاني التي تمجد المسؤول وترفع من شأنه , ما دام هو بخير لا يحب ان يسمع شئ عن الفقر والجوع والعوز ,يحب ان تذكر انجازاته حتى ولو كانت حبر على ورق ,لهذا السبب تعيش هذه الشعوب الظلم والعدوان والتهميش والاضطهاد والتخلف .

نجد ان المسؤول يعيش في عالم والشعوب في عالم اخر ,نتيجة تضليل المتملقين والمنتفعين والوصوليين ,الذين نجدهم في كل زمان ومكان ( فرخ البط عوام)

ليس فقط المسؤول السياسي  يصاب بتلك الامراض النفسية ,بل حتى رجل الدين عندما يجد نفسة محاط بمجموعة من المقربين المتدينين في المسجد او اي مكان اخر ,فهو من حيث لا يعلم قد ابتعد عن الواقع الحقيقي التي تعيشه تلك الشعوب ,نجدة يعيش عيشة الملوك فيعطي من مال الخمس والزكاة كأنه يعطي من جيبة الخاص متفضل على الفقراء من جهة اخرى نجدة لا يحب ان يسمع النقد او التقصير او حتى وجهات النظر الاخرى .اما شيخ العشيرة فهو معقل النرجسية فيقاتل ويحرص كل الحرص على الحفاظ على جاه منصب شيخ العشيرة ,نلاحظ تهافت الكثير عليه لأسقاطه من هذا المنصب فيجد المنافسين من اقرب الناس الية ,لهذا السبب نجد كثر الشيوخ وتفكك العشيرة الى مجاميع صغيرة يقودهم شخص واحد يبحث عن حب الظهور بدافع القوة .

الجميع دافعهم نرجسي متناسين مرضاة الله وخدمة بنوا البشر المبتلى بالمصائب والشدائد ,هؤلاء جميعاً يعتاشون على مصائب بنوا البشر ,لهذا نجد منذ ان الله انزل ادم بالأرض لهذ اليوم كثرة الحروب والنزاعات والخلافات واراقة الدماء على حساب الاصلاح في  الارض ,والحقيقة واضحة لهذه اللحظة لم يتم تعمير نهر ماء يخدم هذه البشرية بالصورة المثالية ,وان كان هناك تفاوت بين الامم لكن امة محمد (ص) والعرب بالأخص بقيت متخلفة تحت طي الحروب .فالحاكم العربي يفضل ان يسمع كلام الشعراء واليوم ونحن في عصر شبكات التواصل الاجتماعي الالكتروني ,  ظهر لنا المهول الذي يطرب مسامع الحاكم بأسرع الكلام واقصره ,والنتيجة تكون لصالح الحاكم او المسؤول العربي بشكل عام لانها هي التي تبقية بالحكم اطول مدة ممكنة الى ان يسقط الحاكم وتجد الشعوب انها كانت مخدوعة بالظلم والنصب والحيلة والمؤامرات ,تجد نفسها  كانت تعيش تحت رحمة الاعلام فقط فلا تقدم ولا انجاز, يجدون الحصيلة النهائية لهم هي التخلف والدمار والخذلان ,فالحقيقة لشخصية الحاكم وهمية فلا بطولات ولا شجاعة مجرد وهم جبان لشخص مريض نفسياً قد اصابة مرض جنون العظمى والله اعلم بالإمراض الاخرى والتشققات والانحرافات التي كان او عاشتها العائلة الحاكمة ,مرة باسم الوطنية واخرى باسم الشرف وباسم الدين ,فالنهاية الحقيقة تنكشف لا شرف ولا دين.


مشاهدات 62
الكاتب جبار فريح شريدة
أضيف 2024/04/27 - 12:31 AM
آخر تحديث 2024/05/06 - 9:13 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 102 الشهر 2525 الكلي 9140563
الوقت الآن
الثلاثاء 2024/5/7 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير