الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
حرب تشرين 1973.. الدور البطولي لطياري سرب الهوكر هنتر العراقي

بواسطة azzaman

حرب تشرين 1973.. الدور البطولي لطياري سرب الهوكر هنتر العراقي

جواد الرميثي

 

في اوائل آذار (مارس) 1973 زار رئيس جمهورية العراق الاسبق أحمد حسن البكر ومعه وزير الدفاع حمادي شهاب وآمر قاعدة الحبانية حميد شعبان السرب السادس المجهز بطائرات هوكر هنتر   (Hawker Hunter ) «وهي طائرة هجوم ارضي بريطانية الصنع  من انتاج شركة هوكر سيدلي ( Hawker Siddeley) وقد استعملتها القوات الجوية الملكية أثناء  العدوان الثلاثي على مصر. كما استخدمتها القوات العراقية بفاعلية أثناء الحرب العربية الاسرائيلية في سنة  1967»  وابلغ آمر السرب الرائد الطيار الركن يوسف رسول وطياري السرب قرار الحكومة العراقية ارسالهم مع السرب التاسع والعشرين المجهز بنفس نوع الطائرات الى جمهورية مصر العربية بناءً لطلب قائد القوة الجوية اللواء الطيار أركان حرب حسني مبارك ( رئيس جمهورية مصر العربية فيما بعد وكان برتبة عقيد طيار وقد استضافته السلطات العراقية لمدة سبعة اشهر ونصف في قاعدة الحبانية الجوية مع طائرته نوع ( باير توبليف 16 ) قاذفة بعيدة المدى  روسية الصنع لتكون في مأمن من سلاح الجو الاسرائيلي )

وللتعرف على طبيعة عمل اسراب القوة الجوية المصرية واحتمال مشاركتهم بأي مهمة قد توكل اليهم من قبل القيادة الجوية المصرية ، اتخذت اجراءات السفر الى مصر وحدد يوم الجمعة 6 نيسان ( إبريل) 1973 موعد اقلاع طائرات السربين المذكورين باتباع خط الرحلة (الحبانية – مطار النظائم الثانوي – قاعدة تبوك في السعودية – جزيرة النعمان – عبور البحر الاحمر- ميناء القصير – مطار الاقصر- مطار قويسنا).

 اقلع التشكيل الاول المؤلف من ثمان طائرات في الساعة 1500.

مطار ثانوي

وفي الساعة 1530 اقلع التشكيل الثاني المؤلف من ثمان طائرات أخرى وهبط الجميع في مطار النظائم الثانوي.

وفي اليوم التالي اكملت التشكيلات رحلتها الى مطار قويسنا في دلتا مصر ، واستقر السربان فيه حتى عودتهما الى ارض الوطن.

كانت الفترة بين نيسان (ابريل) لغاية 6 تشرين الاول 1973 عبارة عن تدريب اعتيادي للطيارين وتعرّف على طبيعة المهام المحتمل تكليفهم بها.

وقد اتضحت الصورة والغاية من قدومهم الى مصر بعد حين ، وهو انتظاراً لليوم الموعود لاسترداد ارض سيناء التي احتلها العدو الاسرائيلي في  نكسة حزيران 1967  بالمشاركة مع اخوانهم المصريين في الضربة الجوية الشاملة الاولى ضد الاهداف الاسرائيلية وفي الوقت الذي تحدده القيادة المصرية. اطلقت تسمية السرب (66) على الجهد الجوي العراقي في مصر، كما الحقت اربعة طائرات اخرى اثنتان منها مزدوجة يمكن استخدامهما في المهام القتالية واصبح المجموع الكلي 20 طائرة هنتر و20 طيارا هم كل من : (الرائد الطيار الركن يوسف رسول آمر السرب ، الرائد الطيار ناطق محمد علي ، النقيب الطيار عماد احمد عزت ، النقيب الطيار وليد عبد اللطيف السامرائي ، الملازمين الأوائل الطيارين سالم محمد ناجي ، باسم محمد كاظم ، سامي فاضل ، دريد عبد القادر ، عبد القادر خضر ، إسماعيل إبراهيم الهايس ، إبراهيم محمد علي ، هاشم القدو ، والملازمين الطيارين فهد عبد الباقي ، زهير عبد حسون ، ضياء صالح جواد ، صباح كشموله ، جبار حماد الدليمي ، ليث زاهد المدرس  وعامر احمد القيسي) بالإضافة الى الضباط الفنيين والمسيطرين الجويين والاداريين واعداد من ضباط الصف الفنيين بحدود (100-120 ) .

وقد جاء في المذكرات المصرية عن حرب أكتوبر  1973 أن السرب «66 هوكر هنتر» والمكون من 20 طائرة من طراز «هوكر هنتر» بقيادة خيرة طياري العراق ، حلق الساعة الثانية ظهرا من يوم 6 أكتوبر 1973 لمشاركة القوات الجوية المصرية في العبور .

وأكد الفريق سعد الدين الشاذلي، رئيس أركان القوات المسلحة المصرية آنذاك في مذكراته ، أن القوات البرية المصرية كانت ترفع طلباتها بالقول «نريد السرب العراقي» أو «نريد سرب الهوكر هنتر» وهو ما اعتبره الشاذلي شهادة بكفاءة السرب العراقي وحسن أدائه خلال حرب أكتوبر .

دعم مادي

بدأت قصة سرب «الهوكر هنتر» بزيارة أجراها الفريق سعد الدين الشاذلي إلى عدد من الدول العربية لطلب الدعم المادي والعسكري في المعركة العربية ضد إسرائيل ، وبالفعل وافق الرئيس العراقي الأسبق أحمد حسن البكر آنذاك على الرغبة المصرية التي حملها الفريق الشاذلي بتوصية من قائد القوات الجوية المصرية محمد حسني مبارك ، بضرورة مشاركة سرب «الهوكر هنتر» العراقي في الضربة الجوية للأهداف الإسرائيلية في سيناء .

وفى يونيو من عام 1973، حددت القيادة المصرية واجبات السرب العراقي خلال الحرب وهي تخصيص (4) أهداف تعالج بـ (16) طائرة هوكر هنتر في الضربة الجوية الأولى التي ستوجه إلى العدو في عمق سيناء، وكانت الأهداف الموكل للسرب العراقي التعامل معها: موقع القيادة والسيطرة في منطقة الطاسة ، موقعي صواريخ أرض - جو وموقع قيادة مدفعية ذاتي الحركة 175 ملم .ويتذكر اللواء الطيار الركن سالم محمد ناجي ذلك اليوم ، مؤكدا أن السرب «66 هوكر هنتر» أدى واجبه باحترافية عالية في الضربة الجوية الأولى وما تبعها من ضربات ومهمات طوال الحرب ، واستشهد منهم ثلاثة طيارين عراقيين هم : ( النقيب الطيار وليد عبد اللطيف السامرائي ، م اول طيار سامي فاضل وملازم طيار عامر احمد القيسي ) إلى جانب أسر ثلاثة آخرين ( نقيب طيار عماد احمد عزت ، م اول طيار عبد القادر خضر وملازم طيار دريد عبد القادر ) وخسارة 8 طائرات هوكر هنتر من أصل 20 طائرة.


مشاهدات 164
الكاتب جواد الرميثي
أضيف 2024/04/24 - 6:56 PM
آخر تحديث 2024/05/05 - 6:55 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 357 الشهر 1931 الكلي 9139969
الوقت الآن
الأحد 2024/5/5 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير