الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
رحلة إلى كرمنشاه.. جوهرة إيران تشهد أربعة فصول في اليوم الواحد

بواسطة azzaman

رحلة إلى كرمنشاه.. جوهرة إيران تشهد أربعة فصول في اليوم الواحد

 

كرمنشاه  - حمدي العطار

عطلة العيد غير شكل سنكون في كرمنشاه – غرب ايران- أهم مدنها « جوانرود- دالاهو – اسلام اباد- غرب باوه- باباجاني- ىوانسر- سربيل ذهاب- ينقر- صحنه- قصر- هيوان- دورود- شيرين-كنكاور- كيلا نغرب- هرسين) تعد محافظة كرمنشاه منطقة جبلية تقع بين هضبة إيران وسهل بين النهرين ويوجد فيها الكثير من القمم والمرتفعات العالية منها مرتفعات جبال زاكرس. ويوجد فيها الكثير من الأماكن السياحية والترفيهية والآثار والمواقع والأعمال التراثية .

يعود اسم كرمنشاه إلى ملك بهرام الساساني. ويوجد فيها الكثير من الأماكن التاريخية والطبيعية كالعيون والكهوف منها عين ( عيدي) وعين ( هندي آباد) ( عين صيغور) ( كهف شهريانو) كهوف ( عسل) ( مرد) و( زان) كهف ( قوري قلعة) وهواكير وكتبة بيستون ونقوشها النفسية. واجمل غارمائي في آسيا.

كونوا معنا ستكون رحلة مثيرة! في كرمنشاه « إيران الهندية» كما يطلق عليه الإيرانيون.

جوهرة إيران

القاب  أسماء كثيرة ومتعددة تختص فيها كرمنشاه عن باقي المدن الإيرانية! فهي درة إيران بسبب موقعها الجغرافي المهم! هي حلقة ربط بين العاصمة طهران وغرب إيران وصولا إلى العراق.وهي المقر الثاني للدولة الساسانية تاريخيا وهي ذات المعالم الطبيعية والتاريخية العريقة في ايران، وتشتهر بالزراعة وصناعة تكرير النفط, أما تسميتها ( هند إيران) لأن المناخ في هذه المدينة يكون في أربعة فصول في نفس اليوم! كما أنها تشبه الهند بالغرائبية للعادات والتقاليد المنوعة لتنوع لسكان كرمنشاه وتعدد معتقداتهم الدينية والمذهبية ويكفي أن تكون عندهم طائفة يطلق عليها ( أهل) – الطائفة البارساتية- وسوف يتم التطرق إليها لاحقا. أما الوهم التاريخي هو اعتقاد أن اسم كرمنشاه جاء من عبارة ( كرم – الشاه) غير أن المصادر الجغرافية والدراسات الرصينة تؤكد أن اسم كرمنشاه يعني ( ارض الجبل) فالجبال تحيط بمدينة كرمنشاه من كل الجوانب!

قلة الموظفين

لا أعلم في كل المهن والوظائف التي لا ترتبط بإشباع حاجات الناس يكون فيها ( الفائض) من الموظفين الا المهن المختصة بهموم الناس وحاجاتهم ( الطبية والتعليمية وإصدار الهويات والجوازات وغيرها) ويدخل في هذا المجال موظفي المنافذ الحدودية! في الجانب العراقي كان لدينا طابور طويل للوصول إلى ختم الجواز وشبابيك ختم الجوازات كثيرة ولا يوجد فيها إلا ثلاثة موظفين البعض قال عيد والناس مجازة ! ولكن زخم السفر في عطلة العيد يكون في الذروة وعلى موظفي المنافذ أن يكونوا في أماكنهم لخدمة الناس ومن ثم تعويضهم بإجازة طويلة بعد العيد عندما يخف الازدحام! في الجانب الإيراني الذي دائما يختلف عن الجانب العراقي في نظافة الحمامات وتبليط الممرات ولكن يتفق معه بقلة كادر المنفذ الحدودي لختم جوازات القادمين من العراق!

مكان مرتفع

ليس المهم التأخير المهم سلامة الوصول! قال لي رجل كبير السن كان يسافر مع زوجته التي تعاني من التعب ولا تستطع الوقوف أو المشي كثيرا! المهم ابنهم يتكفل برفع الحقائب قال لي أنا دائما اسافر الى ايران بالطيران لتلافي سلبيات السفر البري ولكن الحجي والحجية أصروا على السفر مع الكروب السياحي يعتقدون ( الونسة) اكبر! والوالد مدرس جغرافيا متقاعد ويحب جغرافية الدول واتجاهات الطرق وقد قضينا وقتا ممتعا في الحوار معه وكان يترجم لنا من الإيراني إلى العربي! كل شي كان يسير ببطء لأن كرمنشاه تقع في مكان يرتفع عن سطح البحر 1200 متر.

وصلنا الى كرمنشاه وتوقف الباص المختص بالطرق الخارجية ونقل المسافرين من المحافظات الإيرانية إلى كرمنشاه ! شنو عطلت؟ سأل أحد أعضاء الكروب المسافر؟ قالوا لنا لا يحق لهذا الباص التجول داخل مدينة كرمنشاه سيأتي باص اخر يحق له الوصول إلى الفندق والسير في الشوارع الداخلية لمدينة كرمنشاه

بعض أعضاء الكروب وكذلك العراقيون جميعا كثيري التذمر والقلق والنرفزة أثناء السفر وكأنهم جاؤوا لزيادة مشاكلهم وزيادة التوتر النفسي وليس العكس من أجل الترفيه والمعرفة والتسلية سرعان ما يغضبون ويكونوا أكثر حدة ويختصمون فيما بينهم لأتفه الأسباب! وصلنا الى وسط مدينة كرمنشاه ( شارع الفردوس) وهو شارع تجاري بامتياز ويضم المحال والمطاعم والمقاهي والمباني العالية وكذلك كثير من الفنادق الشاهقة! ولكن حظنا جعلنا نكون في فندق المعارج موقعه جميل جدا وعلى الشارع العام ولكن خدماته تحت الصفر اول مشكلة تواجه المسافر على الأخص ( كبير السن أو العاجز) هو عطل المصعد وعليه مشقة إيصال الحقائب الثقيلة إلى الغرف وهي بالتأكيد ليست في الطابق الارضي! كما أن الطابق الاول لا توجد حمامات في الغرف بل يوجد حمام مشترك للطابق كله, لذلك كانت اقامتنا في الطابق الثاني ،غرف ضيقة والماء الساخن ضعيف  والفطور سوف بأتي للغرف لعدم وجود مطعم بالفندق ليت سلطات الرقابة تتشدد على معاير الخدمات السياحية في الفنادق كما تفعل مع المطاعم في إيران! صديقنا مدرس الجغرافيا الذي يجيد التحدث بالفارسية والتركية كان غاضبا لان زوجته لا تستطيع صعود الدرج ولا يمكن السكن حتى في الطابق الارضي لذلك غادروا الفندق والكروب للبحث عن فندق أكثر راحة ليقضي به مدة السفر خمسة  ايام! وعلى الرغم من جمالية شارع الفردوس لكن الغرف المطلة على المنظر الجميل لهذا الشارع الحيوي والنشيط بالتجارة وعمليات البيع والشراء في ظل مناسبة العيد يكون من الصعوبة أن تنام حتى الفجر بسبب اصوات الباعة وضجيج السيارات.وانا الان اكتب لكم وكان الطقس معتدل البرودة ويمكن أن تلبس قميص فقط وتتجول في جولة الليل قرب اسواق كرمنشاه التي تحمل اسم ( سوق كرمنشاه) الكبير وأكثر ما يجذب النظر هو نضارة المخضر والفواكه لأن كرمنشاه مدينة زراعية أنا لم استطع مقاومة لمعان ( الخيار) فاشتريت منه! اقول الان فجرا صار النت قويا وهدأ شارع الفردوس وانتهى البيع والشراء وتحول الطقس إلى امطار غزيرة وبرد شديد! ولا اعرف كيف سيكون برنامج غدا الذي من المفروض أن نزور مدينة (صحنه) إذ هي مصيف وشلالات وشوي اللحوم وغيرها من النشاطات الخارجية في الهواء الطلق وفي احضان الطبيعية و التي لا يمكن أن يتم تنفيذها في ظل الأمطار الغزيرة!

هذه ضريبة التنوع الطبيعي والثقافي والديني لا يعرف الاستقرار. وسيكون منشورنا القادم عن عادات وتقاليد التيار الصوفي ( أهل) ومقره كرمنشاه .


مشاهدات 321
أضيف 2024/04/15 - 6:32 PM
آخر تحديث 2024/05/05 - 1:48 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 273 الشهر 1847 الكلي 9139885
الوقت الآن
الأحد 2024/5/5 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير