الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
وصايا الأمريكيين إلى جنودهم في العراق

بواسطة azzaman

أذن وعين

وصايا الأمريكيين إلى جنودهم في العراق

عبد اللطيف السعدون

 

تفرد وزارة شؤون الحرب الأميركية في «الدليل» الخاص بجنودها الذاهبين الى العراق، والذي اصدرته ابان الحرب العالمية الثانية، عدة صفحات لرصد العادات والتقاليد السائدة في المجتمع العراقي آنذاك مشيرة الى اعتقاد الكثير من العراقيين بالحسد، وبالعين الشريرة التي يخشون من تأثيرها عليهم، ولذلك يعمدون الى حمل «تعويذة» تقيهم من الشر، وتنصح جنودها بعدم التحديق أو انعام النظر في عيون من يصادفونهم من العراقيين وبخاصة الاطفال كي لا يفسر ذلك على أنه ضرب من الحسد، كما تحذرهم من استخدام الكاميرا لتصوير الأشخاص لأن ذلك مرفوض و»قد تفاجأ بسكين تطعنك في ظهرك اذا ما فعلت ذلك»، أما تصوير البنايات والمحلات العامة والشوارع فقد لا يسبب أية متاعب، ولكن يجب تجنب تصوير المساجد على الأقل!

وعن «الشحاذة في العراق» يقول «الدليل» ان الشحاذين ليسوا كثيرين، لكن «قد تصادف عددا منهم في المدن الكبيرة، ومن الافضل عدم اعطائهم بعض النقود لأن الخبر سيصل الى كل الشحاذين، وسيرونك صيدا سهلا.. وإذا ما شعرت ان فيهم من يستحق مساعدته اعطه القليل، وجهز نفسك لإعطاء غيره أيضا»، ويلفت «الدليل» انتباه الجندي الذي يرتاد الأسواق والمحال التجارية الى أهمية المساومة عند شراء أية بضاعة، و»سوف تكتشف ان السعر الذي يطرح عليك في البداية غالبا ما يزيد على السعر الحقيقي بمقدار الثلث أو الثلثين»!

سلوك مطلوب

وفي صفحات أخرى يركز «الدليل» على السلوك المطلوب في التعامل مع العراقيين حيث «ستجد من يحييك بالمصافحة بالأيدي، ويشد على يدك في كل مرة لأن المصافحة دليل احترام ومودة، وعليك أن تكون مستعدا للرد بنفس الروحية، ولكن لا تمسك العراقي بأية طريقة أخرى، ولا تسحب يديه أو تلويهما، ولو على سبيل المزاح، ولا تطبطب على ظهره أو تربت على كتفيه لأن مثل هذه التصرفات تعتبر انتهاكا لقواعد السلوك المطلوب».

اما التصرف مع النساء فأمر مختلف حيث «النساء المسلمات لا يختلطن مع الرجال، وهن يقضين أغلب الوقت مع أسرهن، ولا تحاول اغواء امرأة تجلب انتباهك في الشارع أو الأماكن العامة، ولا تحاول التسكع بالقرب منها وهي تتسوق، واحذر أن تحدق في وجهها أو تبتسم لها، وخرق هذه القواعد قد يسبب لك الكثير من المتاعب». 

ويعرج «الدليل» للحديث عن أصول الضيافة العراقية اذ «عندما تكون مدعوا على مائدة أسرة في المدينة فغالبا ما ستجد على المائدة صحونا وأدوات فضية كما في أميركا، وحتى نفس طقوس الأكل، وعليك أن لا تأكل الكثير مما يقدم لك في الصحن الاول اذ غالبا ما سيكون هناك صحون أخرى لاحقة.

أما في الأرياف فسوف لن تجد طاولة أو صحونا وأدوات فضية على المائدة، وتوقع أن تجلس على الأرض وأنت تتناول الطعام، كما يفعل مضيفك، لف ردن يدك اليمنى الى الاعلى، وكل برؤوس أصابعك، حتى لو كنت أعسر اذ أن استخدام اليد اليسرى في الأكل يعتبر سلوكا جلفا، وإذا ما وضع مضيفك بيده بعض الطعام، وقدمه لك عليك أن تأكله بكل امتنان، وفي الأرياف طبعا ليس سوى صحن واحدن وليس ثمة ثان أو ثالث، وبعد الفراغ من تناول الطعام فسيجلب الماء لغسل يدك ومنشفة لتجفيفها. ولا تختلف عادات الضيافة في المناطق الصحراوية عنها في الارياف، وقد يقدم بعض الخبز والحليب أو اللبن فقط، وعليك في هذه الحالة ان لا ترفض أن تأكل، ولكن عليك أن لا تنس تجنب الأكل الكثير».

شرب القهوة

ومن تقاليد العراقيين المعروفة يشير «الدليل» الى شرب القهوة، اذ «حتى البقال قد يقدم لك فنجانا من القهوة، وعليك أن لا ترفضه، أو أن تشرب نصفه فقط لتلقي بالباقي على الأرض حتى في حالة كون مذاق القهوة مختلفا عما اعتدناه في أميركا، وإذا قدم لك فنجان ثان وثالث فعليك أن لا ترفض، لكنك مع الفنجان الرابع يمكنك الرفض».

ويعود «الدليل» ليؤكد على ضرورة اتباع اللطف والكياسة وآداب المجاملة في التعامل مع العراقيين حيث إن ذلك يخلق جسورا من التفاهم والود معهم، و»عندها سوف تكتشف أن الطريق أصبح مفتوحا أمامك».  


مشاهدات 604
الكاتب عبد اللطيف السعدون
أضيف 2024/03/29 - 10:53 PM
آخر تحديث 2024/05/05 - 12:09 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 268 الشهر 1842 الكلي 9139880
الوقت الآن
الأحد 2024/5/5 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير