الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
ثقافات مجتمعية تتناغم مع العادات الجاهلية

بواسطة azzaman

ثقافات مجتمعية تتناغم مع العادات الجاهلية

إنعام العطيوي

في كل بيت عراقي اليوم هناك كائن يُستَقي منه الحنان والسكينة والألفة والمحبة، ولكنه كائن منسي الحقوق في ظل إنتشار بعض العادات والتقاليد القبلية التي تناغمت مع عادات وثقافات الجاهلية الاولى قبل الإسلام وتقولبت بحداثة العصر.

وعلى الرغم من ضجيج المواقع الاعلامية الرسمية وغير الرسمية بالتهنئات بعيد المرأة الا إن واقعها المزري في المجتمع بات تحت طيات الكتمان والسكوت عنها اجتماعياً خوفاً من النظرة المجتمعية والعقوبات القبلية، فبات حرياً علينا كمختصين وأصحاب الاقلام الثقافية الخروج من النمطية المألوفة بنشر عبارة (كل عام والمرأة بالف خير) وطرق واقع الحقيقة الى مسامع الجمهور لتحقيق التنمية المجتمعية للحداثة العرجاء.

علها تُجدي نَفعاً وتُحقق عاماً سعيداً حَقيقياً، فقد ٱنتشرت بعض العادات المجتمعية القبلية الغير مألوفة والهجينة على المجتمع العراقي كظاهرة عدم توريث المرأة تحت شعار ( لا نعطي اموالنا للنسيب ولا نورث المرأة لأنها ضعيفة).

وهو نمط مجتمعي جديد يخرج فيه عن النهج الاسلام والرسالة المحمدية التي جاء بها خير البرية محمد ( صلى الله علیه و آله وصحبه وسلم) بتوريث النساء واكرامهن وعتقهن من العبودية وعدم تزويجهن كُرهاً والتي فندت كل تصرفات عصور الجاهلية الأولى.

اذ كانت حينها تُحرم فيه المرأة من الميراث، وتُوَرث حالها حال الغنائم بعد موت زوجها لأهل الزوج، وتُزوج كُرهاً وتُباع وتُشترى بالأسواق، فجاء الاسلام ليمنع كل تلك التَصرُفات.

وهو أول دين سماوي يُقرّ بشمول النساء بِحق الميراث من ذويها فجاء في محكم كتابه الكريم من سورة النساء {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ ۖ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ ۚ فَإِن كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ ۖ وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ ۚ وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُ وَلَدٌ ۚ فَإِن لَّمْ يَكُن لَّهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ ۚ فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ ۚ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ ۗ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا ۚ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا(11)}

فجاءت كلمة (ذكر) في الآية القرأنية وليس (رجل) فلم يقل (للرجل مثل حظ المرأتين)، وهو إشارة في ضعف الأنثى ولا اتصور ان كل ذكر هو رجل فلا يوجد رجل ينتزع الحق من فم أنثى.

وفي الاستشهاد قال عز وجل في سورة البقرة اية ٢٨٢ {وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِن رِّجَالِكُمْ ۖ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَن تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَىٰ ۚ}

وهي إشارة إلى المرأة القوية العاقلة الشجاعة التي تقوى على مجابهة الباطل وقول الحق ولم يَقُل في الشهادة (ذكر وأمرأتان) وانما قال (رجل) وهنا ننتبه الى حكمة الله في امرين إحداهُما التوريث والآخر قيادة المجتمع.

فلا تقود المجتمع أنثى وانما تَقودهُ إمرأة، ولا يؤخذ بشهادة (الذكر) وإنما يؤخذ بِشهادة الرجُل، وهو إشارة للقوة والعقل الراجح والتكريم وقيادة المجتمع لا تقوده الذكور والاناث وإنما تَقودهُ الرِجال والنِساء الصالحات اللآتي تَرضُون بِهُنَ.

لهذا لا بد من صحوة المجتمع مِن السقوطِ في مَظالمِ المرأة بالعادات القبلية التي بدأت تخرج شيأً فشيأً من رسالة الاسلام حتى نخشى منها وصولاً الى عودة ظاهرة ( الؤد للإناث) وهذا أمرٌ مفروغٌ منه ضمن التغيرات المجتمعية ففي البدء الاستهجان ثم السكوت وبعدها التطبع.

وأن بعض تلك العادات جاءت تحت مسميات الحداثة المجتمعية، ولكنها متناغمة مع العصور الجاهلية قبل الإسلام وهي الاتي

( منع توريث النساء، وأستغلال الوسائل الالكترونية الأنثى شكلاً وليس مضموناً لنقل العري والمحتوى الهابط تحت مسميات عدة، ونشر ازياء تحت اسم الموضة تتفنن في تعرية النساء، والاستغلال الاقتصادي باكتشاف أنماط عمل مغايرة لكرامة المجتمع العراقي وقدسية الأنثى فيه كالعمل في أماكن مبتذلة تخدش حيائها مثل المقاهي والنوادي والكافيهات الرجالية، وعدم توفير فرص عمل كريمة لنساء الشهداء والمعاقين تجنبها الابتزاز الغير اخلاقي من بعض ضعاف النفوس، وفسح مجال للمرأة العاملة بساعات أقل في الدوام الرسمي احتراماً لمسؤوليتها الأسرية ولطاقتها البدنية، وتشديد في الضوابط التشريعية وتفعيل دور الباحث الاجتماعي للتقليل من حالات الطلاق المنتشرة بشكل مفزع ولأسباب من الممكن أن تُحَل بالتواد ).

كل تلك الظواهر  والعادات المجتمعية الراهنة بحاجة الى صحوة مجتمعية والعودة للرسالة الإسلامية، حتى نستطيع القول كل عام والمرأة بخير، علماً آنها ليست نظرة سوداوية بقدر ما يكون تفكير بتنمية واقع المرأة ولكن بقلمٍ مقروء.


مشاهدات 235
أضيف 2024/03/15 - 11:11 PM
آخر تحديث 2024/05/08 - 1:29 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 273 الشهر 3081 الكلي 9241119
الوقت الآن
الأربعاء 2024/5/8 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير