صراع الشك
مصطفى منعثر - ذي قار
ان العوق الفكري هي متلازمة العصر الحديث بعد هذا السيل من الجراد الاروائي فمن الصعب اقناع هذا الحشد المتعصب دينياً وسياسياً ان الروايات التاريخية مهما كان منبعها ( سياسي ، ديني ، اجتماعي ) هي تخضع للحدس والتخمين والمزاج البشري الناقل فكل ما وصل الينا هو صنيعة بشر متفق علية فهم يغوصون في اعماق الحيل لكي يصدروا لنا كذبة تضمن بقائهم ثم تسدل من هذه الكذبة روافد تضرب بحبالها اماكن حساسة لدى الفرد كالحاجة الى الاستقرار الغيبي السماوي او الشعور بالانتماء لشخصية خيالية عبر تصدير الكثير من الخرافة عنها ثم الاقتتال في سبيل استمرار هذا التيار الملوث لضمان سمة الاستحواذ وإعارة الاستحواذ هنا اعم واشمل من السلطة فقد يكون استحواذ عشائري او ديني او سياسي او غيره والدفع باتجاه الخطاب الاقصائي والتشايع ونقل ما يناسب توجهه والتهجم على ما يتعارض معه بطرق برغماتية اجهزت على الروح البشرية والانتماء الانساني بسيف التطرف والعنصرية والطائفية وهذا هو احد شروط بقاء المنحطون كما قال فريدريك . هذه النافذة من الطرح لا تستهدف التنوع او الانتماء للطائفة او الامتداد القبلي للفرد بقدر الحفاظ على هذا التعدد وأدلجته في اطار ايجابي يؤمن بالتعايش وتقبل الاخر بعيداً عن الهوية المغلقة التي تنتهز سياسياً بل اجهاضها تحت الوحدة الوطنية الجامعة . ولا سبيل الى ذلك سوى بالتنوير واطلاق عنان العقل دون وصايا من الغير وليكن شعارنا ( تعالوا نشكك في كل شيء ) فأن التشكيك سيزيل اليقينية عن جميع الافكار السائدة وينتقل بالفرد من الانتكاس العقائدي الى الاتجاه الفكري الذي يتعامل بمرونة مع المعتقد الاخر فالكل فرد طريق لشغل غريزته الدينية دون الحاجة الى الاقتتال في توحيد الرأي والمعتقد