المفاجأة السمراء .. بعد البيضاء
فؤاد مطر
كأنما بالمفاجأة المتمثلة بفوز زهران ممداني وبالأسلوب الديمقراطي يثأر هذا المهاجر الأسمر للسمراء الأُخرى كاميلا هاريس التي كادت تقطف الفوز بالرئاسة، للرئيس الأميركي السلف جو بايدن الذي ما زال الرئيس دونالد ترمب يقذف بصواريخه الكلامية حقبة هذا الذي كان سيد البيت الأبيض وتحدى حزبه دونالد ترمب المرشح للرئاسة بتسميته كمالا هاريس منافسة له نالت هذه بدورها من ترمب خلال حملته ثم بعد الحملة التي أثمرت فوزه الهُزء بمختلف مفرداته. كذلك يشمل الثأر الرئيس الأسبق باراك أوباما الذي طالما نال من الإستهانة الترمبية الكثير. ولنا على سبيل المثال «إسقاطه» صوَرياً من جدار البيت الأبيض المزيَّن بكل رؤساء الولايات المتحدة عدا بايدن وأوباما.
تاريخ سياسي
ثم يأتي الفوز المبهر والمباغت للأميركي الجنسية الأوغندي الولادة والأصل زهران ممداني رئيساً للولاية الأكبر نيويورك الأهم بين الولايات يوم الثلاثاء 4 أكتوبر/ تشرين الأول 2025 يسجل حدثاً غير مسبوق في التاريخ السياسي والشعبي الأميركي يماثل في نوعيته الفوز المبهر والمباغت الآخر للأفريقي الأصل الأميركي الجنسية باراك أوباما ونجاحه في ولاية رئاسية تُغضب مَن لم تتحقق له دونالد ترمب الذي خطف الفوز منه جو بايدن، ويزيد من إكثار الرئيس ترمب قذائفه أن المفاجاءات كانت بفعْل تفوَّق الحزب الديمقراطي على «حزبه» الجمهوري وأن «الجواديْن» اللذين تحدى بهما «حزب الفيل» الحزب الديمقراطي لم يحققا الفوز المرجو: جون ماكين الجمهوري خسر أمام باراك أوباما في إنتخابات 2008 وميت رومني الجمهوري خسر أمام أوباما في إنتخابات الرئاسية الثانية (2012).
ولقد إفترض ترمب بعد فوزه المبهر وما تلا الفوز من مواقف ومبادرات وتقريع بالخصوم أن شمس «الزمن الجمهوري» ستشرق من جديد في عهده وبحيث لا تعود التسمية «الحزب الجمهوري» وإنما «الحزب الترامبي» القادر على أن يجترح المبادرات التي تنسجم مع رؤيته إلى «أميركا الأعظم»، وكانت له في هذا الصدد عبارات وتعبيرات واضحة على الوجه وعلى القامة شملت حتى الصينيين الذين يتصرفون وفْق تربية حزبية سياسية جازمة، غير مأخوذ بها في الأسلوب الرئاسي الأميركي بالذات لجهة التخاطب، كما شملت أقواماً من دول ومقامات في القارات الخمس، ثم تأتي مفاجأة معمداني فوزاً برئاسة بلدية نيويورك (وكذلك فوز ميكي شيريل من الحزب الديمقراطي أيضاً بمنصب حاكم ولاية نيوجرسي هازمة المرشح الجمهوري المتطلع إلى أن يحوز المنصب خلفاً للديمقراطي جاك تشيتاريلي) لتجعل فوزها وهي ذات الخبرة في الأمن القومي كأول إمرأة تنتمي إلى الحزب الديمقراطي تتولى منصب حاكم نيوجرسي وبذلك حققت أمراً مهماً يتمثل في أنها المرة الأولى التي يحتفظ فيها «الحزب الديمقراطي» بمنصب حاكم ولاية نيوجرسي لثلاث إنتخابات متتالية على مدى ستة عقود.حاول الرئيس ترمب بقذائفه إبهات النصر الذي حققه ممداني مثْل أنه شيوعي، مقترفاً كلاماً غير مستحب مثل «إن أي شخص يهودي يصوِّت ﻟ زهران ممداني الكاره لليهود المثبَّت والمعلَن هو شخص غبي» مع الوعيد غير المستحب بأنه لن يمنح مدينة نيويورك في حال «فوز هذا الشيوعي» «سوى الحد الأدنى من الأموال الفدرالية».
دواع إنسانية
كان فوز هذا الشاب الأميركي الأوغندي الأصل نوعاً من تطييب خاطر عشرات الألوف من طلاب الجامعات والمنظمات الأهلية الذين ألحقت الإدارة بهم أنواعاً من العقوبات الردعية وذلك لأنهم شوشوا بالتظاهرات التي قاموا بها لدواع إنسانية لا علاقة لها بالثورية ولا بالشيوعية ولا بالإشتراكية الأوصاف التي يدمغ بها النهج الترمبي الذين يعترضون على إجراءاته الحكومية المعيشية وعلى عدم التصرف بعدالة أزاء ما تعرَّض له الشعب في غزة من إقترافات بنيامينية ما كانت لتتواصل لأن الإدارة الأميركية صمتت دهراً ونطقت بعد ثلاث سنوات إجراءات غير فعالة أزاء العدوان الإسرائيلي الذي يتواصل ضد لبنان الدولة المفترَض أنها شكلاً ضِمْن فضاء سياسة الإهتمام الأميركية. وبدا الفوز بمثابة مؤشر إلى أن حالة نهوض أو فلنقل إستنهاض شبابية ربما ستشهدها الدولة العظمى بالتدرج، إلاّ إذا إرتأت الإدارة الأميركية إحداث إنفراجات في معظم المجالات، ولا تبقى راعية النخبة المقتدرة مليارياً.
وهنا يؤخذ في الإعتبار إطلاق إدارة الرئيس ترمب إشارات للأميركان اليهود بأن لا يقترعوا للممداني.
ودعوة إسرائيل من جانبها اليهود إلى الهجرة من نيويورك وفي نواياها من ذلك أن عاصمة المال في الولايات المتحدة ستصبح غير ذات أهمية كون معظم قطاعات المال والمصارف والتجارة والأبراج والمناطق السكنية الفاخرة من ممتلكات أفراد في الطائفة اليهودية.
بدل أن يتأمل هؤلاء المعظمهم إغتنوا بعرَق جبين كل مهاجر عربي أو أفريقي أو أسيوي، في معنى فوز هذا الشاب الذي قد يكون متأثراً بالنهوض الذي إعتمده في المملكة العربية السعودية أمير شاب بالسِن المماثلة بدأ منذ توليه ولاية العهد ورئاسة مجلس الوزراء وضْع حالات غير مألوفة من الإثراء تحت المجهر وإرفاق هذه الخطوات بنهوض وإستنهاض غير مسبوقيْن.. بدل أن يتأمل القطاع الملياري في هذا التفاعل العفوي مع هذه المفاجأة التي كان بضعة ملايين في كبرى دول العالم يتطلعون ببعض الأمل المنشود إلى حدوثها، فإن الأجدى هو الوقوف مع هذه «المفاجأة الممدانية» السمراء التي تشكِّل رسالة تنبيه إلى «المفاجأة الترمبية» التي حدثت وأن بعض رؤى هذه مع بعض رؤى تلك تصطلح أمور كثيرة وترسم معالم الولايات المتحدة كدولة عظمى تمارس دورها العادل المنشود.. والمغيَّب ما دامت إدارتها لا تقرر، وبالذات إدارة الرئيس ترمب، مساعدة الدول وليس المبالغة في إحتوائها، وتقول «نعم ﻟ دولة فلسطينية» وليس المبالغة في الحرص على إسرائيل التي أفقد الأوغندي زهران ممداني زهوة إعتبار نيويورك شقيقة تل أبيب عبْر البحار.
المفاجأة النيويوركية
استمع إلى المقالة
04:13
يأتي الفوز الباهر والمباغت للأميركي الجنسية الأوغندي الولادة والهندي الأصل زهران ممداني رئيساً للولاية الأكبر نيويورك، الأهم بين الولايات، يوم الثلاثاء 4 أكتوبر (تشرين الأول) 2025، ليسجل حدثاً كبيراً في التاريخ السياسي والشعبي الأميركي.
لقد افترض ترمب بعد فوزه المبهر وما تلا الفوز من مواقف ومبادرات وتقريع بالخصوم، أن شمس «الزمن الجمهوري» ستشرق من جديد في عهده، وبحيث لا تعود التسمية «الحزب الجمهوري»، وإنما «الحزب الترمبي» القادر على أن يجترح المبادرات التي تنسجم مع رؤيته إلى «أميركا الأعظم»، وكانت له في هذا الصدد عبارات وتعبيرات واضحة على الوجه وعلى القامة، شملت حتى الصينيين الذين يتصرفون وفْق تربية حزبية سياسية جازمة، غير مأخوذ بها في الأسلوب الرئاسي الأميركي بالذات لجهة التخاطب، كما شملت أقواماً من دول ومقامات في القارات الخمس، ثم تأتي مفاجأة ممداني فوزاً برئاسة بلدية نيويورك، لتربك المشهد الترمبي.
حاول الرئيس ترمب بقذائفه إبهات النصر الذي حققه ممداني مثْل أنه شيوعي، مقترفاً كلاماً غير مستحب؛ مثل «إن أي شخص يهودي يصوِّت ﻟزهران ممداني الكاره لليهود المثبَّت والمعلَن، هو شخص غبي»، مع الوعيد غير المستحب بأنه لن يمنح مدينة نيويورك في حال «فوز هذا الشيوعي»، «سوى الحد الأدنى من الأموال الفيدرالية».
كان فوز ممداني نوعاً من تطييب خاطر عشرات الألوف من طلاب الجامعات والمنظمات الأهلية الذين ألحقت الإدارة بهم أنواعاً من العقوبات الردعية، وذلك لأنهم شوشوا بالمظاهرات التي قاموا بها لدواعٍ إنسانية؛ لا علاقة لها بالثورية ولا بالشيوعية ولا بالاشتراكية، الأوصاف التي يدمغ بها النهج الترمبي الذين يعترضون على إجراءاته الحكومية المعيشية، وعلى عدم التصرف بعدالة إزاء ما تعرَّض له الشعب في غزة من اقترافات إسرائيلية ما كانت لتتواصل، لأن الإدارة الأميركية صمتت دهراً، ونطقت بعد ثلاث سنوات إجراءات غير فعالة إزاء العدوان الإسرائيلي الذي يتواصل ضد لبنان.
بدا الفوز بمثابة مؤشر إلى أن حالة نهوض، أو فلنقل استنهاض شبابية، ربما ستشهدها الدولة العظمى بالتدرج، إلَّا إذا ارتأت الإدارة الأميركية إحداث انفراجات في معظم المجالات، ولا تبقى راعية النخبة المقتدرة مليارياً. وهنا يؤخذ في الاعتبار إطلاق إدارة الرئيس ترمب إشارات للأميركان اليهود بألا يقترعوا لممداني، ودعوة إسرائيل من جانبها اليهود إلى الهجرة من نيويورك، وفي نواياها من ذلك أن عاصمة المال في الولايات المتحدة ستصبح غير ذات أهمية، كون معظم قطاعات المال والمصارف والتجارة والأبراج والمناطق السكنية الفاخرة من ممتلكات أفراد في الطائفة اليهودية.
بدل أن يتأمل هؤلاء الذين اغتنوا بعرَق جبين كل مهاجر عربي أو أفريقي أو آسيوي، أن يتأمل القطاع الملياري في هذا التفاعل العفوي مع هذه المفاجأة التي كان بضعة ملايين في كبرى دول العالم يتطلعون ببعض الأمل المنشود إلى حدوثها، فإنَّ الأجدى هو الوقوف مع هذه «المفاجأة الممدانية» التي تشكِّل رسالة تنبيه إلى «المفاجأة الترمبية» التي حدثت، وأن بعض رؤى هذه مع بعض رؤى تلك، تصطلح أمور كثيرة وترسم معالم الولايات المتحدة بوصفها دولة عظمى تمارس دورها العادل المنشود... والمغيَّب ما دامت إدارتها لا تقرر مساعدة الدول وليس المبالغة في احتوائها، وتقول «نعم ﻟدولة فلسطينية»، وليس المبالغة في الحرص على إسرائيل التي أفقد زهران ممداني زهوة اعتبار نيويورك شقيقة تل أبيب عبْر البحار.
أميركا وسوريا... أبعد من مصافحة
ترمب يستقبل الشرع وإدارته تعلق «قيصر» 180 يوماً... ودمشق تنضم إلى التحالف ضد «داعش»
واشنطن: هبة القدسي
نُشر: 23:57-10 نوفمبر 2025 م ـ 20 جمادي الأول 1447 هـ
TT
20
عقد الرئيسان الأميركي دونالد ترمب والسوري أحمد الشرع، في البيت الأبيض أمس، اجتماعاً تاريخياً بدا أن مدلولاته وتداعياته تتجاوز الرمزية والمصافحة، ذلك أن الشرع هو أول رئيس سوري يزور البيت الأبيض منذ الاستقلال عام 1946.
ودخل الوفد السوري إلى المكتب البيضاوي من دون التقاط صور، كما لم يُسمح للصحافيين بالدخول على عكس ما جرت العادة عند استقبال الرؤساء والزعماء. لكن الرئاسة السورية وزعت لاحقاً صوراً لاجتماع الرئيسين.
وتزامناً مع الاجتماع الذي دام أكثر من ساعتين، أفيد بأن سوريا ستنضم إلى التحالف الدولي ضد «داعش»، علماً أن الحكومة السورية أطلقت في الأيام الماضية حملة واسعة لملاحقة خلايا التنظيم الإرهابي. وقال مسؤولان كبيران أمس إن سوريا أحبطت مؤامرتين منفصلتين لـ «داعش» لاغتيال الرئيس الشرع، وفق ما ذكرته «رويترز»
وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية تعليق العقوبات المفروضة بموجب «قانون قيصر» على سوريا لمدة 180 يوماً، باستثناء المعاملات مع إيران وروسيا. وأضافت الوزارة أن هذه الخطوة ستحل محل إعفاء سابق صدر في 23 مايو (أيار).
تجديد تعليق العقوبات على سوريا تزامناً مع اجتماع الشرع وترمب
أول زيارة لرئيس سوري إلى البيت الأبيض
الرئيس السوري أحمد الشرع والرئيس الأميركي دونالد ترمب في البيت الأبيض 10 نوفمبر 2025 (الرئاسة السورية)
واشنطن: هبة القدسي
نُشر: 20:58-10 نوفمبر 2025 م ـ 20 جمادي الأول 1447 هـ
TT
20
أعلنت وزارة الخزانة الأميركية، أمس (الاثنين)، تعليق فرض العقوبات بموجب قانون قيصر على سوريا جزئياً لمدة 180 يوماً، وذلك تزامناً مع لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيس السوري أحمد الشرع في البيت الأبيض. وأضافت الوزارة أن هذه الخطوة تحل محل إعفاء سابق صدر في 23 مايو (أيار).
والتقى الرئيسُ السوري، أحمد الشرع، الرئيسَ الأميركي، دونالد ترمب، في البيت الأبيض، مع نهاية عام مفصلي للشرع بذل فيه جهوداً سعياً لإنهاء عزلة سوريا الدولية. وشهد هذا العام تحولاً محورياً للرئيس السوري في المرحلة الانتقالية؛ إذ كان الشرع حتى فترة قريبة قائداً لمجموعة من المعارضة المسلحة، لكنها قادت في نهاية العام الماضي الإطاحة بحكم عائلة الأسد التي حكمت البلاد مدة طويلة.
الرئيس السوري أحمد الشرع يصافح الرئيس الأميركي دونالد ترمب في البيت الأبيض 10 نوفمبر 2025 (الرئاسة السورية)
وقالت الرئاسة السورية، في بيان، إن الرئيسين ترمب والشرع عقدا جلسة مباحثات، بحضور وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني، ووزير خارجية الولايات المتحدة ماركو روبيو، تناولت العلاقات الثنائية بين سوريا والولايات المتحدة، وسبل تعزيزها وتطويرها، إضافةً إلى عددٍ من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. ووصل الشرع إلى البيت الأبيض في أول زيارة على الإطلاق يجريها رئيس سوري إلى البيت الأبيض، وذلك بعد 6 أشهر من لقائهما الأول في الرياض في مايو الماضي بوساطة من الأمير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة العربية السعودية، وخلال هذا اللقاء، أعلن ترمب أنه سيرفع العقوبات الأميركية ضد سوريا التي استمرت عقوداً.
ووصل الرئيس السوري إلى البيت الأبيض دون ضجة مثلما يحدث مع زيارات القادة الأجانب. ودخل من مدخل جانبي لم يره الصحافيون، بدلاً من الباب الرئيسي للجناح الغربي، حيث كانت تنتظره الكاميرات.
الرئيس السوري أحمد الشرع لحظة وصوله إلى البيت الأبيض للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترمب 10 نوفمبر 2025 (إ.ب.أ)
ويأتي لقاء الشرع وترمب بعد أيام فقط من إعلان واشنطن أن الرئيس السوري لم يعد على قائمة الإرهاب بموجب قرار من مجلس الأمن.
تعليق جزئي بقانون قيصر
وأثناء اللقاء بين الرئيسين، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية تعليق العمل بقانون حماية المدنيين في سوريا لعام 2019 المعروف باسم قانون قيصر لمدة 180 يوماً، وأعلنت التزام إدارة ترمب بمواصلة تخفيف العقوبات عن سوريا ويوقف هذا القرار فرض العقوبات باستثناء المعاملات مع كل من روسيا وإيران وما يتعلق بنقل بضائع أو تكنولوجيا أو برمجيات أو أموال وخدمات روسية أو إيرانية.
ومع وصول الشرع إلى واشنطن تسربت أنباء عن محادثات إيجابية فيما يتعلق بالجهود الأميركية لرفع العقوبات المرتبطة بقانون قيصر عن سوريا، حيث تعهد ترمب بمنح سوريا فرصة لتحقيق النجاح وجذب الاستثمارات الأجنبية وإعادة إعمار سوريا وتحقيق السلام والازدهار في منطقة الشرق الأوسط، وأشار مسؤولون إلى أن الرئيس ترمب سيدفع الكونغرس للعمل على الإلغاء الكامل لعقوبات قانون قيصر خلال المرحلة المقبلة.
وبعد انتهاء اللقاء الذي استمر لأكثر من ساعتين، خرج الرئيس السوري من البيت الأبيض وترجل من السيارة لتحية المتجمعين من الجالية السورية أمام البيت الأبيض.
ونقلت شبكة «فوكس نيوز» عن مسؤول أميركي قوله، الاثنين، إن الإدارة الأميركية ستحث الكونغرس على إلغاء قانون قيصر نهائياً خلال المرحلة المقبلة لتمكين النمو الاقتصادي في سوريا. وأضاف المسؤول أن إدارة الرئيس دونالد ترمب تؤيد الإلغاء الكامل لقانون قيصر، موضحاً أن هذه الخطوة تأتي انسجاماً مع إعلان الرئيس بشأن وقف العقوبات. وأشار المسؤول إلى أن إلغاء قانون قيصر يُعد عاملاً أساسياً لتمكين الشركات الأميركية ودول المنطقة من مزاولة أنشطتها في سوريا.
وقال المسؤول الأميركي إن وزارات الخزانة والخارجية والتجارة ستعلن بشكل مشترك عن الإجراءات المتخذة لرفع القيود الاقتصادية وتوضيح قواعد الامتثال للمستثمرين، مضيفاً أن الولايات المتحدة ستسمح كذلك لسوريا باستئناف عمل سفارتها في واشنطن لتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والتنسيق الأمني والاقتصادي.
الانضمام للتحالف الدولي لهزيمة «داعش»
وقال المسؤول الأميركي إنه خلال الزيارة، ستعلن سوريا انضمامها إلى التحالف الدولي لهزيمة تنظيم «داعش»، مضيفاً أن سوريا ستتعاون مع الولايات المتحدة في جهود القضاء على فلول التنظيم ووقف تدفق المقاتلين الأجانب.
تطور تحالفات سوريا
وتولى الشرع (43 عاماً) مقاليد الأمور في سوريا نهاية العام الماضي، بعد أن شنت جماعات من المعارضة المسلحة بقيادته هجوماً خاطفاً انطلاقاً من جيب كانوا يسيطرون عليه في شمال غربي سوريا، وتمكنت في غضون أيام فقط من الإطاحة ببشار الأسد يوم 8 ديسمبر (كانون الأول) 2024.
ومنذ ذلك الحين، تتطور تحالفات سوريا بوتيرة مذهلة بعيداً عن حليفَي الأسد الرئيسيين إيران وروسيا. وتتوسط الولايات المتحدة في محادثات بين سوريا وإسرائيل بشأن اتفاق أمني محتمل. وذكرت وكالة «رويترز» للأنباء أن الولايات المتحدة تخطط لإقامة وجود عسكري في قاعدة جوية بدمشق.
وقال ترمب للصحافيين في البيت الأبيض، في وقت سابق، إن «تقدماً كبيراً» تحقق في الملف السوري. وأضاف: «أعتقد أنه (الشرع) يبلي بلاءً حسناً. إنها منطقة معقدة، وهو رجل قوي، لكنني توافقت معه بشكل جيد جداً».
وبعد لقاء ترمب والشرع في الرياض خلال مايو الماضي، أعلن الرئيس الأميركي أنه سيرفع كل العقوبات المفروضة على سوريا. لكن أشد العقوبات قسوة، تلك المعروفة باسم «قانون قيصر»، لا يمكن رفعها إلا بقرار من الكونغرس.
وأعلن البيت الأبيض ووزارة الخارجية دعمهما صراحة إلغاء القانون قبل نهاية 2025، إلا أن خبراء يقولون إن إغلاق الحكومة الأميركية الحالي يمكن أن يؤثر على توقيت الخطوة. ومن المتوقع أن يناشد الشرع بكل قوة لإلغاء القانون، في خطوة ستسهم في تنشيط الاستثمارات العالمية ببلد أنهكته الحرب على مدى 14 عاماً. ويقدر «البنك الدولي» أن إعادة الإعمار ستتطلب أكثر من 200 مليار دولار.
وخضع تماسك النسيج الاجتماعي السوري لاختبارات صعبة في الآونة الأخيرة؛ إذ أدى نشوب أعمال عنف إلى مقتل أكثر من 2500 شخص منذ الإطاحة بالأسد؛ مما عمق جراح الحرب الأهلية وأثار تساؤلات بشأن قدرة من تولوا السلطة على حكم كل السوريين.