الزراعة تقر الخطة الشتوية مطلع تشرين الثاني المقبل
خبير: العراق يعوّل على الأمطار في رفد خزين مياه الشرب
بغداد - ابتهال العربي
اكد خبير المياه٬ نظير الانصاري ان وضع المياه لم يشهد تغيراً جيداً٬ بالتزامن مع تزايد حدة الجفاف في عدد من المدن العراقية٬ لاسيما الجنوبية. وكشف الانصاري في حديث تلفزيوني٬ تابعته (الزمان) امس عن (احتمالية حدوث كارثة بيئية بسبب شح المياه٬ وسط تراجع مناسيب الأنهار)٬ مبيناً انه (الوارد الى نهر دجلة من تركيا بحدود 100 متر مكعب بالثانية٬ في حين يبلغ المطلق من سد الموصل ضعف هذا الرقم بنحو 220 متر مكعب بالثانية٬ مايكفي لسد حاجة مياه الشرب)٬ وأكد الانصاري ان (بقاء الوضع على ماهو عليه٬ بدون تساقط الامطار خلال العام الجاري٬ سيتعرض خزين المياه بالموصل الى الاستنزاف٬ ما يؤدي الى كارثة كبيرة)٬ على حد وصفه. من جهتها تعوّل وزارة الموارد المائية، على تأمين مياه الشرب للمواطنين، على تساقط الأمطار الشهر المقبل٬ لتعزيز الخزين المائي ورفع مناسيب نهري دجلة والفرات. وقال المتحدث باسم الوزارة٬ خالد شمال، في تصريح امس ان (الوزارة تواصل سعيها ضمن اطار توفير مياه الشرب، والاستخدامات المنزلية والصحية، ثم الخطة الزراعية، مشيراً الى ان (ازمة المياه تحتاج الى تكثيف الجهود الحكومية الرسمية للتفاهم حول الإطلاقات المائية).
موجة سيول
واكدت الوزارة، ان ورود موجة من السيول عبر إيران تغذي نهر دجلة. وقال مسؤول شعبة الموارد المائية في علي الغربي٬ سعدي مهدي صالح، في تصريح تابعته (الزمان) امس ان (موجة السيول والأمطار وصلت العراق عبر مهرب الشماشير الشمالي٬ بعد هطول كميات كبيرة من الأمطار). وتستمر الوزارة٬ بمعالجة الاختناقات في المبازل الرئيسية في مناطق شرق القناة. وبينت الوزارة ان (فرقها مستمرة بتنفيذ أعمال فك الاختناقات في المبازل الرئيسة لمنطقة شرق القناة، ومن بينها المبزل الرئيسي، لتصريف مياه الأمطار بكفاءة عالية٬ بما يضمن استمرار الماء الى المبازل٬ في إطار خطة الوزارة للحفاظ على مستوى أداء منظومة التصريف المائي في العاصمة). على صعيد متصل٬ تواصل ملاكات الوزارة في الانبار٬ تسريع تنفيذ سد المساد ضمن مشاريع حصاد المياه بالمحافظة.
وذكر بيان تلقته (الزمان) امس ان (فرق الوزارة تواصل تنفيذ أعمال سد المساد في محافظة الأنبار بوتيرة متصاعدة، ضمن مشاريع حصاد المياه التي تنفذها الوزارة في عموم المحافظات، بهدف مواجهة التغيرات المناخية وتقليل آثار شح المياه).
وأضاف البيان ان (السد يعد من المشاريع الحيوية المهمة في قضاء الرطبة، بطاقة خزنية 6.8 ملايين متر مكعب، تعزز تأمين مياه الشرب وتغذية الخزين الجوفي، فضلًا عن تحسين الواقع البيئي بالمناطق المحيطة٬ وتقليل الضغط على نهر الفرات)٬ لافتاً الى ان (المشروع ينفذ ضمن الحزمة الأولى من مشاريع السدود والخزانات الصغيرة٬ ضمن مساعي تعزيز الاستفادة من الموارد المائية٬ وتنمية المناطق الصحراوية). وتتجه الوزارة الى معالجة ارتفاع الملوحة في الفرات، لايصال المياه الى سكان حوض النهر٬ وذلك بعد مناشدات أهالي الوسط والجنوب٬ ومطالبات خبراء المياه بوضع حد للمشكلة.
وذكر بيان ان (فرق الوزارة بدأت بإنجاز المرحلة الأولى من تنظيف وتطهير مبزلي الفرات الشرقي بطول 62 كيلومتراً، لتعزيز استيعاب التصريف المائي٬ ورجحت الوزارة تفاقم مشكلة الملوحة بالماء الى (انخفاض الإيرادات المائية من دول المنبع، وتدفق المياه الأرضية ذات التراكيز المائية الملحية العالية إلى مجرى النهر، ما ادى الى زيادة الملوحة في مناطق الوسط والجنوب)٬ ودعا أهالي تلك المناطق بوقت سابق٬ الحكومة الى (وضع حلول عاجلة٬ لمعالجة هذه الظاهرة التي أدت الى تراجع الوضع المائي والزراعي والحيواني).
خطة شتوية
في غضون ذلك٬ حددت وزارة الزراعة٬ البدء بالخطة الشتوية مطلع تشرين الثاني المقبل. وقال وكيل الوزارة، مهدي سهر الجبوري٬ في تصريح امس انه (بالتنسيق مع وزارة الموارد تم الكشف عن حجم الخزين المائي المتوفر لاعتماد الخطة الشتوية)٬ آملاً ان (يتم إقرار الخطة في بداية الشهر المقبل٬ ضمن اعتماد دقة تحديد المساحات الزراعية وفق المياه المتاحة)٬ وأوضح الجبوري ان (الوزارة أقرت خطة منظومات الري الحديثة٬ بالاعتماد على استخدام المياه الجوفية في المناطق الصحراوية، إذ بلغت المساحة المقدرة حتى الآن نحو 3 ملايين و500 ألف دونم).
وأضاف ان (خطة المناطق المروية سيحاً ستقر خلال الأيام المقبلة، ليكون الموسم الزراعي الحالي موسماً مثمراً للمزارعين٬
وفقاً لحجم الخزين المائي المتوفر)٬
داعياً جميع المزارعين الى (الاستـــــــــــــــفادة من منظومات الري الحديثة بدعم يصل إلى 30 بالمئة مع فترة سداد تمتد لعشر سنوات).