وللشهامة رموز
حسين الصدر
أقبلت أمراة كبيرة في العمر الى أحد الأسواق في المدينة « تريد بيع أدواتها المنزلية ..فأقترب الناس اليها وكانوا يقلبون في معروضاتها ولكن لم يقم أحد بشراء شيء.. وكان الناس تكتفي بالنظر الى الأدوات الموضوعة. على الأرض ثم يذهبَ الجميع .
وبعد مرور وقت طويل ولم تقم ببيع اي قطعة شعرت المرأة باليأس ..
ثم هتفت بصوتٍ عالي محاولةً لفت أنتباه الناس .فقالت» أشترِ قطعة وخذ قطعة ثانية أضافيه مجاناً ؟
ولكن لم يقترب أحد « مضت ساعات طويله ولم تستطيع بيع أي شيء..
ثم غيرّت العرض الى قطعتين مجانية :
نادت طويلاً ولكن دون جدوى ،لم يقترب أحد ؟
حزنت المرأة وبدأت بالبكاء « فرأها رجلٌ كان ماراً من أمامها ..
فقال لها ؟ ما الذي يبكيك يا أمي ؟
أجابت :» لا شيء يا بني ؟
فقال : ولكنك تبدين حزينةً والدموع قد ملأت عيونَك ، هل هناك شيئ يمكنني فعله ؟
أجابت : قلت لك لا شيء يا بني ؟
فقال : حسنا كما تريدين ، ولكن أخبريني يا أمي بكم سعر هذي الأدوات ..
أجابت ؟ أشترِ قطعة وخذ قطعتين مجاناً
فَهِمَ الرجلُ ما هو سبب حزنها.
وعرف أنها لن تقبل أي مساعدة من أحد. فقرر أن يغتنم الفرصة ويساعدها دون أن تشعر
فقال لها إن هذي الأدوات أسعارها غالية في المحلات وأنها لازالت نظيفة وصالحه للأستخدام. لا أريد أن أستغل حاجتك ..ولكن سوف أشتري كل قطعة بنفس سعر المحلات ، هل انتِ موافقه :»
فقالت :» يبدو أنك تهزء بي. لقد رفض جميع الناس شراءها بأرخص الثمن ، وأنت تقول تريد شراءها بنفس سعر المحل ؟
أبتسم ثم قال : ليس لي علاقة بالناس انا أريد شراءها بحسب مزاجي
فقالت اذا كنت تريدها حقاً بنفس سعر المحلات ، حسنا كما تريد على راحتك..
فقالت كم قطعة تريد ؟
أجاب اريدها كلها :
شعرت المرأة بالسعادة وطار عقلها من الفرح فقالت وهي تبكي» شكراً كثيراً لك يا بني. فوالله لقد بعت أدوات منزلي من أجل ان نوفر ثمن لقمة العيش ..جزاك الله الف خير يا بني ..
أجاب قائلاً لا بأس يا امي ربنا كريم. خذي المال .وخذي الأدوات أيضاً وعودي الى منزلك؟
أجابت لا لن أقبل منك اي صدقة .
فكر قليلاً يريد أن يرجع لها أدواتها ..
فقال لها هل تستطيعين القراءة
أجابت « لا
فقال « حسناً . لدي مشوار مهم حالياً.ولا بد من الذهاب اليه .ولكن سوف أكتب عنواني في ورقة ، أذا تأخرت اجعلي أي واحد من الناس يقرأ الورقة وثم أوصليها الى العنوان ..وافقت أخيراً كتب الرجل على الورقة وناولها. ثم رحل .
أنتظرت المرأة طويلاً ولكن لم يأتِ فطلبت من فتاة . أن تقرأ لها ماذا تقول الورقة .
فقالت الفتاة أنها تقول كل هذي الأدوات لكَ عودي الى منزلك أنا لن أعود.
دمعت عيونها ودعت له بالتوفيق .
هكذا تبرز الشهامة عند ذوي النفوس الكبيرة
فطوبى للمحسنين ذوي القلوب الرقيقة .