الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الهجمة‭ ‬المرتدة

بواسطة azzaman

الهجمة‭ ‬المرتدة

فاتح‭ ‬عبد‭ ‬السلام

 

الزعماء‭ ‬الذين‭ ‬افتقدوا‭ ‬طوال‭ ‬سنتين‭ ‬لخطة‭ ‬ردع‭ ‬يمكن‭ ‬بموجبها‭ ‬إيقاف‭ ‬حرب‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تجاوزت‭ ‬كل‭ ‬الخطوط‭ ‬الحمر‭ ‬مع‭ ‬مقتل‭ ‬خمسة‭ ‬وستين‭ ‬ألف‭ ‬فلسطيني‭ ‬معظمهم‭ ‬نساء‭ ‬وأطفال،‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬بمقدورهم‭ ‬ان‭ ‬يباشروا‭ ‬خطة‭ ‬ردع‭ ‬فورية‭ ‬لإسرائيل‭ ‬بعد‭ ‬مقتل‭ ‬عنصر‭ ‬أمن‭ ‬قطري‭ ‬واحد‭. ‬أعرف‭ ‬انّ‭ ‬هناك‭ ‬مَن‭ ‬يقول‭ ‬انّ‭ ‬المسألة‭ ‬هي‭ ‬هجوم‭ ‬على‭ ‬بلد‭ ‬عربي‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬وليس‭ ‬لمقتل‭ ‬شخص‭ ‬واحد،‭ ‬وهنا‭ ‬لا‭ ‬اتحدث‭ ‬عن‭ ‬الدم‭ ‬الفلسطيني‭ ‬لأنه‭ ‬أرخص‭ ‬الاثمان‭ ‬ولا‭ ‬يحسب‭ ‬لدى‭ ‬الجميع‭ ‬من‭ ‬العرب‭ ‬وإسرائيل‭ ‬وحماس،‭ ‬لكنّ‭ ‬المعيار‭ ‬الأساس‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬الخليج‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬تقوله‭ ‬أخيراً‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬التي‭ ‬تنشر‭ ‬أساطيلها‭ ‬هناك‭ ‬بين‭ ‬حين‭ ‬وآخر‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬قواعدها‭ ‬الثابتة،‭ ‬وهذا‭ ‬يتطلب‭ ‬إجابة‭ ‬على‭ ‬سؤال‭ ‬متفجّر،‭ ‬هل‭ ‬تكفل‭ ‬القوات‭ ‬الامريكية‭ ‬أمن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬الحليفة‭ ‬المحيطة‭ ‬بممرات‭ ‬الطاقة‭ ‬أم‭ ‬انّ‭ ‬القضية‭ ‬متروكة‭ ‬لكل‭ ‬دولة‭ ‬تتصرف‭ ‬بما‭ ‬تراه‭ ‬مناسباً؟‭ ‬

‭ ‬اعتقد‭ ‬انّ‭ ‬الإجابة‭ ‬الدقيقة‭ ‬حصلت‭ ‬عليها‭ ‬دولة‭ ‬قطر‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬اجتماع‭ ‬رئيس‭ ‬وزرائها‭ ‬مع‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬في‭ ‬مزرعته‭ ‬قبل‭ ‬ثلاثة‭ ‬أيام‭. ‬ما‭ ‬عدا‭ ‬ذلك‭ ‬سيكون‭ ‬مجرد‭ ‬أمنيات‭ ‬وطموحات‭ ‬وآمال‭ ‬لدول‭ ‬إقليمية‭ ‬مهمة‭ ‬منها‭ ‬تركيا‭ ‬وإيران‭ ‬لتزيد‭ ‬من‭ ‬إمكانات‭ ‬أن‭ ‬تدعم‭ ‬أمن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬مقابل‭ ‬أثمان‭ ‬سياسية‭ ‬وأمنية‭ ‬ومالية‭ ‬ايضاً‭.‬

‭ ‬هناك‭ ‬“أوراق”‭ ‬متاحة‭ ‬للرد‭ ‬على‭ ‬إسرائيل،‭ ‬طبعاً‭ ‬غير‭ ‬حربية،‭ ‬لكنّها‭ ‬ثمينة‭ ‬وعزيزة‭ ‬جداً‭ ‬على‭ ‬قلوب‭ ‬أصحابها‭ ‬ولا‭ ‬توحي‭ ‬المعطيات‭ ‬انّ‭ ‬أولئك‭ ‬المالكين‭ ‬لتلك‭ ‬الأوراق‭ ‬مستعدون‭ ‬للتضحية‭ ‬بها‭ ‬دفعة‭ ‬واحدة‭ ‬مع‭ ‬أول‭ ‬هجوم‭ ‬مقنن‭ ‬على‭ ‬دولة‭ ‬قطر،‭ ‬فقد‭ ‬أمضوا‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬أوراق‭ ‬العلاقات‭ ‬تحت‭ ‬الطاولة‭ ‬حتى‭ ‬خرجت‭ ‬الى‭ ‬فوقها،‭ ‬وصارت‭ ‬هناك‭ ‬اتفاقات‭ ‬ذات‭ ‬تعهدات‭ ‬وأموال‭.‬

التاريخ‭ ‬العربي‭ ‬القريب‭ ‬والمخزي‭ ‬لا‭ ‬يقدم‭ ‬امثلة‭ ‬على‭ ‬دفاع‭ ‬عربي‭ ‬عن‭ ‬اخر‭ ‬اصابته‭ ‬مصيبة‭ ‬الحرب‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل‭ ‬او‭ ‬أمريكا،‭ ‬فهو‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬مشتركاً‭ ‬أو‭ ‬متواطئاً‭ ‬فيها‭ ‬فإنه‭ ‬سيكون‭ ‬قد‭ ‬نأى‭ ‬بنفسه‭ ‬لائذاً‭ ‬بصمته‭ ‬وبعض‭ ‬البيانات‭ ‬العاطفية‭.‬

‭ ‬أعرف‭ ‬أيضاً،‭ ‬انَّ‭ ‬هناك‭ ‬مَن‭ ‬يقول‭ ‬انّ‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬الدقيق‭ ‬أن‭ ‬تفترض‭ ‬بقاء‭ ‬العرب‭ ‬على‭ ‬حالهم‭ ‬المعروف‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬القمة‭ ‬قبل‭ ‬ان‭ ‬تنعقد‭ ‬بساعات،‭ ‬وهي‭ ‬التي‭ ‬تحيط‭ ‬بها‭ ‬وتغذيها‭ ‬عوامل‭ ‬مختلفة‭ ‬عمّا‭ ‬سبقها‭ ‬من‭ ‬قمم‭ ‬عربية‭ ‬أو‭ ‬إسلامية؟

‭ ‬والجواب‭ ‬سهل‭ ‬وسنراه‭ ‬بعد‭ ‬ساعات‭ ‬أيضاً،‭ ‬وهو‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬ايديكم‭ ‬معطى‭ ‬جديد‭ ‬عربي‭ ‬أو‭ ‬إسلامي‭ ‬خارج‭ ‬سياق‭ ‬رسم‭ ‬الخارطة‭ ‬المستقرة‭ ‬منذ‭ ‬عقود‭ ‬بين‭ ‬العرب‭ ‬وإسرائيل،‭ ‬فليقدمه‭ ‬بثقة،‭ ‬وليدحض‭ ‬ما‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬السطور‭.‬

العرب‭ ‬ومعهم‭ ‬المسلمون،‭ ‬لم‭ ‬يدخلوا‭ ‬بعد‭ ‬الى‭ ‬طور‭ ‬الهجمة‭ ‬المرتدة‭.‬

 

 

fatihabdulsalam@hotmail.com

 


مشاهدات 38
الكاتب فاتح‭ ‬عبد‭ ‬السلام
أضيف 2025/09/15 - 1:49 PM
آخر تحديث 2025/09/16 - 2:55 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 88 الشهر 10888 الكلي 12028761
الوقت الآن
الثلاثاء 2025/9/16 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير