العراق من صفر إلى عشرة
أحمد السامرائي
في صباح بغدادي جميل وهادئ كنت أجلس أمام نافذتي واتأمل وأفكر بذات الوقت قد يتساءل البعض لماذا العنوان من صفر إلى عشرة ؟ الحقيقة أن الأمر لم يأتِ من فراغ ، بل يرتبط ارتباطاً وثيقاً بإنجازات نوعية قادتها وزيرة أثبتت مهنيتها العالية ، وجعلت أنظار العالم تتجه نحو العراق بوصفه موقعاً جغرافياً ذو أهمية كبرى بالحسابات الجيوسياسية ، فالعراق اليوم يمتلك مركزاً إستراتيجياً بالغ الحيوية للدول التي تسعى لتمرير اتصالاتها عبر أراضيه نحو أوروبا وآسيا وأفريقيا ، بعد سنوات طويلة من التحديات أصبح لبلادنا عشرة كوابل بحرية وشبكات ترانزيت لا تمثل مجرد بنى تحتية لنقل البيانات فحسب بل تشكل عصباً اقتصادياً للتجارة الرقمية يفتح أبواباً واسعة أمامنا لتحقيق إيرادات مالية ضخمة ومستدامة خارج قطاع النفط وتعزز مكانته كممر إتصالات بديل للمسارات البحرية ما يضاعف من فرص الإستثمار والشراكات مع الشركات العالمية ، تقدم غير مسبوق لم يكن وليد الصدفة بل ثمرة برنامج متكامل بُني من الألف إلى الياء قادته بدقة واقتدار وزيرة الاتصالات الدكتورة هيام الياسري ، لتضع الوطن بموقع ريادي ينمي مصالحه ويثبت وجوده على الساحة الدولية ، هذه النهضة لم تكن مشروعاً واحداً بل مجموعة مشروعات رئيسية متكاملة ، لكل منها قصة نجاح شعر بها المواطن ولمسها على أرض الواقع واستفاد من خدماتها أيضاً ، من زاويتي الشخصية أرى نتيجة ذلك بمنظارين الأول إقتصادي والثاني منظور أمني مما يساهم بخلق بيئة جاذبة ومستقرة للإستثمارات مع تفعيل الممر العراقي الذي يمتاز بقصر المسافة وسهولة الصيانة ليكون منافساً قوياً للممرات الأخرى ، وقد يسأل البعض ما علاقة المواطن بهذا الشيء ؟
الجواب بسيط لكن مؤثر جداً وهو أن كل من يشعر بالمسؤولية الوطنية يدرك أن هذه الخطوات القائمة على معايير علمية ديناميكية تعد بنية أساسية لنهضة إقتصادية شاملة تنعكس بشكل مباشر على حياة الناس اليومية ومستقبل الأجيال القادمة ، لا يختلف إثنان من شمال الوطن إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه ، على أننا شهدنا حركة نهضوية هامة كان لوزارة الاتصالات فيها دوراً بارزاً من خلال رؤية واضحة رسخت دعائم التطور التكنولوجي والإزدهار لتبقى قوة دافعة ومنتجة على المدى الطويل فإن العمل المخلص يؤدي إلى مكاسب كثيرة تظل شاهدة على عظمة الإرادة العراقية وتعود بالنفع والفائدة على الحكومة وكافة شرائح المجتمع ، مبارك لنا جميعاً هذا المنجز ونهنئ وطننا العزيز بما تحقق من صفر إلى عشرة .