بعد فاجعة الكوت يجب إعادة النظر في تجهيزات مديريات الدفاع المدني
سامي الزبيدي
تفتقر مديريات الدفاع المدني في المحافظات وحتى في العاصمة بغداد الى الوسائل والتجهيزات والآليات الحديثة لمكافحة الحرائق وضلت تعتمد على عجلات الإطفاء وبعض عجلات ذات السلالم رغم التوسع الكبير الذي شهدته المحافظات والزيادة الكبيرة في الأبنية الحديثة والمولات والفنادق والأسواق التجارية والدور السكنية وغيرها فأي حريق يحدث لا تتمكن مديريات الدفاع المدني بوسائلها الحالية من إخماده بسرعة إلا بعد ساعات طويلة بعد ان تأتي النيران على كل الموقع المحترق لأنها لا تمتلك الوسائل الحديثة لمكافحة الحرائق الكبيرة فعلى الحكومة والحكومات المحلية في المحافظات إعادة النظر في تنظيم وتجهيز مديريات الدفاع المدني بزيادة أعداد منتسبيها وتدريبهم وتجهيزها بالتجهيزات والعجلات والوسائل الحديثة لمكافحة الحرائق كعجلات الرغوة والعجلات ذات الرافعات التي تستطيع الوصول الى أعلى الطوابق في أية بناية وتجهيز رجال الإطفاء بالمعدات الحديثة التي تؤمن الحماية لهم وتمكنهم من الدخول الى داخل المباني التي تتعرض للحرائق لإنقاذ المحاصرين والاهم من هذا كله تجهيز مديريات الدفاع المدني بطائرات سمتية لمكافحة الحرائق وأخرى لإنقاذ المحاصرين والمصابين جراء الحرائق وإلزام كل المستثمرين الذين يشيدون بنيات جديدة بتجهيزها بمنظومات إطفاء الحرائق وتامين مخارج نظامية للطوارئ وسلالم حديثة للإنقاذ والإخلاء وتامين منطقة على سطح كل بناية مؤلفة من عدة طوابق تسمح بنزول الطائرات السمتية لإخلاء المحاصرين والمصابين الذين يصعدون الى سطح البنيات عند حدوث الحرائق وحاليا يستفاد من مقرات القوات المسلحة وتشكيلاتها في المحافظات لتامين أماكن للطائرات السمتية المخصصة لواجبات الدفاع المدني لحمايتها وإدامتها ريثما يتم تامين أماكن لها ضمن مديريات الدفاع المدني ويبقى ارتباط الطائرات وطواقمها بمديرية الدفاع المدني بعد تدريب طواقمها على عمليات الإطفاء والإنقاذ وإخلاء المحاصرين والمصابين ويرتبط الطيارين والطواقم بمديريات الدفاع المدني لا بالقوات المسلحة كما يجب تامين فوهات حريق في الشوارع والمناطق المهمة في بغداد والمحافظات يتم الاستفادة منها لتزويد عجلات الإطفاء بالماء بدلا من العجلات الحوضية بعد ربط عجلات الإطفاء عليها لان عجلات الماء في مديريات الدفاع المدني قليلة ويصعب تجهيزها بالماء ووصولها الى المناطق التي تحدث فيها الحرائق بسبب الازدحامات المرورية كما يجب تامين عجلات إسعاف وطواقم طبية تابعة للدفاع المدني ومدربة كوادرها على عمليات الإنقاذ ومعالجة المصابين ومجهزة بتجهيزات خاصة ضد الحروق والاختناق فهذه الأمور تساعد على تقليل الخسائر البشرية والمادية وتقليل أوقات السيطرة على الحرائق وإطفائها بسرعة وبسهولة قبل توسعها وانتقالها الى مباني مجاورة , أما إذا بقيت مديريات الدفاع المدني على وضعها الحالي حيث لا تمتلك إلا أعداد محدود من عجلات الإطفاء وبعضها عاطل وعدد محدود أيضاً من عناصر الدفاع المدني الغير مدربين على معالجة الحرائق الكبيرة وبتجهيزاتها والياتها القليلة مع الزيادة الملحوظة في أعداد المباني والمولات والفنادق والشركات والمحلات والأسواق التجارية الكبرى في المحافظات وفي العاصمة بغداد والزيادة في الحرائق التي تحدث خلال فصل الصيف بالذات فان خسائر بشرية كبيرة ستحدث لا سامح الله والشواهد واضحة وعديدة وآخرها ولن تكون الأخيرة فاجعة الكوت وإذا بقي الفساد ودفع العمولات والرشاوى من قبل أصحاب المولات والمحال والأسواق التجارية والفنادق التي يتم بنائها للفاسدين في الحكومات المحلية للمحافظات وفي بغداد الذين باعوا ضمائرهم والذين يعطون الموافقات الرسمية للبناء دون توفير مستلزمات السلامة والأمان فان كوارث وماسي أخرى كبيرة ستحدث بكل تأكيد وسنخسر أبرياء من أبناء شعبنا المظلوم في حرائق جديدة ابعد الله مدننا وشعبنا عنها .